(الحواتي) عنوان لأزمة أخلاقية خانقة..!!
الأزمة ليست في أن البروفيسور ابراهيم غندور، والدكتور محمد علي الجزولي ، ومن معهما قضوا زهاء العامين في السجن بسبب إجراءات كيدية ودعاوى مزيفة وشهادة زور باطلة ؛ فهم قد تحملوا ذلك بالفعل ؛ ووقفوا كالطود العظيم في وجه ظلم عظيم ؛ وسينتصر لهم العدل في يوم الحق العظيم..!!
الأزمة الكبرى تتمثل في موت الضمير الإنساني في هذا البلد ؛ الأزمة في غياب الوازع الديني والأخلاقي والقيمي ؛ الأزمة في طعمة سياسية فاجرة تنتصر لذاتها على حساب الدين والعدالة والقانون ومبادئ القيم ؛ الأزمة الكبرى هي ألا ينفجر أرباب العدالة والعلماء شططا وغضبا من انتشار ظاهرة شهادة الزور..!!
الأزمة بل الطامة الكبرى في أن يقبل محام ملم بالقانون – عالم بنصوص الفقه والقرآن- مدركا لحجم السوء والصلاح – ومع ذلك يقبل أن يصنع شهادة زور مقابل حفنة من المال لا تسمن ولا تغني من جوع ! الكارثة الأكبر أن يتردد بعض شهود الزور كثيرا على بعض القضاة حتى يعرفونهم بسيماهم ووجوههم ومع ذلك يقبلون شهادتهم – حسبي الله ونعم الوكيل..!!
الحواتي عنوان لظاهرة قبيحة بدأت تنتشر في سوح المحاكم السودانية، حيث ظهر هناك ما يعرف بشهود الزور؛ فهؤلاء اليائسين وجدوا ضالتهم في مجتمع ما عاد لديه منظومة قيم يخشى من انهيارها وبذلك دمروا العدالة واستهدفوا الطمأنينة العامة بعد أن مرقوا كلما هو جميل في هذا البلد..!!
صفوة القول
السقطة الأخلاقية ليست للحواتي فهو لا محال ساقط، فهو الآن بلا قناع قيمي، لكن السقطة الكبرى هي للمؤسسات التي صنعت وقبلت واعتمدت وأسست دعواها على هذه الشهادة ! السقطة الكبرى ستلاحق قحاتة السوء ، أنصار الفجور والطغيان، أما غندور وزمرته فسيخرجون من سجون البرهان إن أراد الله لهم ذلك، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
بابكر يحي