سالم الأمين: تجربة قحت كانت أسوأ من فترة الانقاذ التي كنا ننتقدها
سالم الأمين يرد على منشور “هادي ود البورت”
عشان ما تسوقنا بالخلاء ، الاستقرار الاقتصادي الحصل في عهد الانقاذ بعد اتفاقية السلام الشامل لحدي انفصال الجنوب و عودة الحرب ، فترة الستة سنوات دي تعتبر من اخصب فترات السودان استقرارا بالرغم من اندلاع حرب في دارفور ، تدفقت الاستثمارات بصورة خيالية تجد الأجانب يعملون كعمال نظالة في المستشفيات و في شوارع الخرطوم . و الجنيه وصل مرحلة كان يساوي درهمين و ريالين و الدولار بي جنيه ونصف . و كان مجدوع في السوق العربي مافي زول شغال بيه . البنوك أصبحت تمول السيارات و البيوت لفترات فاقت العشرة سنوات . و اضطر عدد كبير من المغتربين للعودة إلى السودان لان دخلهم لا يكفي المعيشة في السودان . و دخل الموظف البسيط أو المعلم وصل لي ٥٠٠ دولار في الشهر ….
بالرغم من كدا المراقبين كانوا بحذروا من أن الاستقرار كان موقت لأن التسوية السياسية وقتها اقتصرت على الحركة الشعبية و المؤتمر الوطني والقليل من أحزاب الفكة و اغفل بقية التنظيمات السياسية . الاستقرار كان صوري لأن الاتفاق السياسي لم يحدث تسوية سياسية شاملة، أنما فقط تقاسم للسلطة و الثروة بين النقيضين . النتيجة كانت انفصال الجنوب و عودة الحرب باسوا مما كانت عليه ، و تدهور الاقتصاد في البلدين ليصل الى ما نحن عليه الآن.
عشان ما تشكر لينا فترة قحت . فقد كانت الأسوأ أيضا ، في الباطن كانت سيئة جدا رغم الاستقرار الظاهري و كل المراقبين تنبأوا بما يحدث الآن لأنها تقاسمت السلطة مع العسكر و اعطتهم شرعية ان يكونوا جزء من السلطة و ادتهم الفرصة في ان يفكروا في حكم السودان منفردين .
فبدلا أن تدخل قحت في تسوية سياسية مع جميع المكونات السياسية و وضع أسس للانتقال الديمقراطي و تأسيس مؤسسات قوية تحصن الانتقال ، و تضع هيبة للعدالة ، و تسلم السلطة لحكومة تكنقراط و تتفرغ لبناء احزابها و وضع أسس للحياة السياسية بعد الانقاذ . بدلا عن كل هذه الإجراءات انشغلت بتوافه الامور و بوظائف و امتيازات كان الكيزان يوزعوها للمؤلفة قلوبهم. و انشغلت قحت بالصراع السياسي المدمر و الانتقام الأعمى فوصل الأمر الى فصل موظفين صغار و أطباء فقط لأن هناك شكوك بتبعيتهم لل الاسلاميين. ، فبدلا من احتواء كل من لم يجرم في حق الوطن و منحه الفرصة في أن يكون مواطن صالح يشارك في البناء ، قامت بفصلهم من الوظائف و بذلك استعدتهم على الثورة و استعدت كل اهلهم و معارفهم . و اصبحت قحت تتلاعب بالقضاء و النيابة العامة و كل أجهزة الدولة و حدث فراغ إداري في كل المؤسسات لأنها ابعدت الموظفين المؤهلين الذين خسرت الدولة أموالا طائلة في تدريبهم ، خسرتهم بأسباب تافهة بانهم كيزان . و الأمر كان مجرد تشفي سياسي من ناشطين وجدوا أنفسهم فجأة يديرون بلدا عظيمة .
للاسف كنتم نطبلون لهم و تصفقون ، فبدلا من أن تنقدوهم و توجهونهم كنتم تصفون من يفعل ذلك بأنه كوز فأخرستم جميع الحادبين على التغيير الحقيقي فاصبحوا يتفرجون فقط و انزووا بعيدا . كان العسكر يراقبون الطمع الذي يشع من عيون أحزاب قحت و تهافتهم على غنيمة السلطة و الثروة و لما علموا بأنها خسرت الشارع السوداني بافعالها و كسبت وظائف و امتيازات تافهة و لم يبق لها وجيع انقضوا عليها و قلبوا السلطة فاصبحتم اليوم تتباكون على اللبن المسكوب الذي شاركتم فيه .لو ظننتم أن التاريخ ينسى أعمال قحت في الفترة الانتقالية فانتم واهمون التاريخ يحفظ بان قحت شاركت العسكر في هذا التردي الذي يحدث الآن.
الفرصة لا زالت امامنا حتى لا تنهار البلاد و ندخل في حرب أهلية دامية أن نتوافق كسودانيين بعيدا عن الأنانية. و نجلس على الأرض كسودانيين فقط بدون أي تصنيفات لنتفق على كيفية الخروج من المهددات التي تهدد بلادنا ، فنتوافق و نتقل إلى الاستقرار السياسي و الاقتصادي و يعود الجنيه يساوي درهمين كما كان بعد اتفاقية السلام الشامل و ليس ٤٥٠ جنبها ايام قحت …
اوقفوا سوافة البسطاء و تصوير فترة قحت بأنها المثال، تجربة قحت كانت أسوأ من فترة الانقاذ التي كنا ننتقدها . دعونا نوقف الانهيار بالتصالح و التفاوض و الحوار الذي لا يقصي أحدا.
أما هذا ، أو ستظلون تبكون كالنساء سلطة لم تتعاملوا معها كالرجال.
سالم الأمين
———-
منشور “هادي ود البورت”
اطلعت على حسابات صديق طلب استشارتي في بعض الامور وهو صاحب شركة فكان العام السابق هو الافضل له منذ انشاء الشركة عقب عودته من الخارج قبل خمسة اعوام لاحظت شراءه لعديد من الاصول والسيارات ومثلا ارتفعت رواتب الموظفين عنده من ما يعادل اقل من ١٠٠ دولار في ابريل ٢٠٢١ الي حوالي ٢٥٠ دولار نهاية السنة ومع صرف حوافز اخر العام
وقال لي انها السنة الوحيدة استطاع ان يحدد نتيجة اعماله بدقة دون لخبتت سعر الصرف
….
الان صديقنا وكل اصحاب العمل بعد كارثة الانقلاب وتدهور سعر الصرف يواجهون تحدي تآكل ارصدة ديونهم لدى الغير لانو مع استقرار سعر الصرف السنة الفاتت جميع الاعمال تقريبا اصبحت تشتغل بالاجل وهو علاقة العمل الطبيعية التي تخلق تدوير عالي ويضاعف حجم التجارة وحجم الايرادات وايضا حجم ايرادات الدولة .. ( مثلا شهر تسعة ٢٠٢١ لاول مرة الدولة غطت البند الاول اجور ومرتبات من متحصلات جمارك الشهر فقط)
…
صاحبنا وكل اصحاب الاعمال الآن لايتركون سيولة ولو جنيه واحد اما يشترو بضاعة من السوق المحلي او يحفظوها دولار وده الايام دي زائد الضغط على الدولار
…
سالتو قلت ليهو اها الفهم شنو ؟ على الاقل موظفينك ديل فرحتهم بتحسن الرواتب ما تمت شهرين هسه رواتبهم فقدت ٤٠٪ من قيمتها هسه يجوك و يتظلموا ؟
…
قال لي نحن مؤمنين ببقاءنا داخل السودان والعمل رغم المعاناه ومتفائلين بتحسن الاوضاع و الله لو سالتي انا جايب التفاؤل ده من وين ما عارف المهم كفاية غربة وتشرد انا تاني ما طالع رغم ضغوط الاسرة بالطلوع وتصفية العمل والخوف والسيولة الامنية
…
غاتيو ادانا طاقة ايجابية رغم حالة الاحباط العام في السودان
…
قحت أفشلوها العساكر.. قحت أكبر غلطة إرتكبتها تقاسم السلطة مع عصابة اللجنة الأمنية للكيزان قتلة فض الإعتصام..قحت أتت برئيس وزراء منزوع الثورية وهو إختار وزراء دلاقين تخلص من أحسنهم لإرضاء العسكر وشلته وترك الملفات المهمة للعساكر..لم تكن حكومة ثورة ولا يحزنون يافيصل الخازوق..نحن ماجينا نشيل الكيزان وهاك ياشكر من الأحوص..خم وصر.!