الفوائد الصحية للذرة السودانية
د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
بحسب دراسة شركة لامير الألمانية القابعة بأدراج وزارة المالية والاقتصاد الوطني في انتظار التنفيذ؛ فإن السودان مؤهل لتغطية احتياجات الدول العربية من خمسة منتجات رئيسية هي: القمح والزيوت النباتية واللحوم والألبان والسكر، وبقيمة سنوية لا تقل عن 50 مليار دولار.
ذكرنا في مقالاتنا السابقة على هذا العمود أنه يتعين علينا جذب الاستثمارات لتحقيق هدف تغطية حاجة الدول العربية، خصوصاً من القمح، ولعل الفرصة مواتية الآن لذلك؛ بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على سلسلة التوريد لما يزيد عن 25% من حجم التجارة في القمح. غير أن علينا البدء بتخفيض استهلاكنا منه للتركيز على تصديره من ناحية، ولتفادي أضراره الصحية من ناحية أخرى !
نعم القمح ومنتجاته مضرة بالصحة، وقد عثرت على مقال رائع كتبه الدكتور عصام صديق، يقرظ فيه الذرة والدخن، ويحذر من القمح. ومما قاله الدكتور في المقال (الصدفة وحدها جمعتني بثلاثة خبراء صناديد في صناعة دقيق وخبز القمح، بمعرض الصناعات الغذائية والأغذية بدرة الخليج دبى ٢٩اكتوبر ٢٠١٥، فمنذ أكثر من عقدين من الزمان، كتبت بجريدة القوات المسلحة مقالاً بعنوان “السودان بين سندان القمح ومطرقة الدولار ” وقتها لم يتعد استهلاك القمح حوالي نصف مليون طن ، واليوم وصل مليونين، خبير صناعة دقيق القمح المهندس مصطفى “جورج” قال إن أول مطحنين لدقيق القمح ناصع البياض والمعروف بدقيق الفينو ، أو دبل زيرو”Double Zero” ركبا في السودان ونيجيريا عام ١٩٦٠بطاقة ١٢٠طناً في اليوم، ولعب اللون والنكهة والطعم وتسهيلات الدفع الأمريكية ببرنامج Pl 480 ، والدعم الحكومي للغني والفقير، في تحول النمط الاستهلاكي للشعب السوداني، بعيداً عن الذرة والدخن ، لمصلحة القمح المستورد).
ويضيف دكتور عصام صديق (ولعل أكبر مساوئ خبز القمح والمعجنات السكرية هو تحول قمحها إلى سكر؛ مما يشكل عبئاً كبيراً على البنكرياس لمقابلة الكم الهائل من السكر، ويؤدي هذا للرفع من معدلات أمراض السكري والبدانة).
ويسترسل د. عصام (لابد أن تستغل الحكومة كافة وسائطها الإعلامية لتروج للخبز الصحي الرهيف من الذرة، وتقليل استهلاك خبز القمح و السكر، والاستغناء عن الأخير بالتمر والفاكهة الموسمية، وبعمل ديباجة على عبوات السكر يكتب عليها (كثيرُه ضار بالصحة) فالموالح والموز والمانجو متوفرة، كذلك يجب الترويج للدخن والذرة والقمح المحلي، وأنها أفضل صحياً من المستورد، كما يعفى كل مخبز يتحول لإنتاج الخبز السوداني الرهيف المستخدم ل٥٠٪ ذرة من أي ضرائب او رسوم حكومية لمدة ١٥ سنة، فطعام المواطن الآمن مقدم على كل أمر). انتهت المقتطفات من مقال د. عصام صديق.
من المناسب تشجيع مراكز بحوث الأغذية في مختلف جامعاتنا على ابتكار مصنوعات ومأكولات مختلفة من الذرة، مثلما فعلت إثيوبيا بالإنجيرا، ودول وسط افريقيا بالكسافا، ودول شرق آسيا بالأرز.
والله الموفق.
صحيفة اليوم التالي