هل من تسوية تاريخية للازمة السودانية!!
بقليل من التحليل الموضوعي نستطيع ان نؤكد ان الفترة ما بعد الثورة شهدت تراجعا مريعا في التقدم نحو تسوية شاملة في البلاد تضعها في المقام الصحيح ،،،بينما اتاحت الثورة فرصة ثمينة للملمة الاطراف وتحقيق الوفاق وهو منصة ضرورية للانطلاق للبناء الوطني،،،الا ان القوي السياسية التي تولت مقاليد الحكم،،ما كانت تملك سوي ركوب الموجة المتاحة بالفعل ازاحة الاسلامين عن الحكم بل دوسهم،،هي الموجة والبضاعة الرائجة عالميا واقليميا،،،لعجزها عن صنع موجة اخري تلبي احتياجات البلاد،،،دخلت هذه القوي المسرح بكثير من الصراعات والطموحات والآمال والرغبات والمؤامرات والمراوغات والطعنات،،وبطبيعة الحال امثال هذه القوي تنتهي دورها السياسي بخروجها من مسرح الحكم،،،ولا يعني ذلك خروجها من المسرح السياسي تماما،،وبالمقابل افتقرنا الي قادة في استطاعتهم استخدام كل مهاراتهم وخبراتهم وثقافاتهم وكل قوي الدفع والمبادرة المتاحة لهم والكامنة في طاقات شعبهم في ضبط الايقاع السياسي بحيث يضعونه في خدمة أهدافهم القومية،،،،ولما كانت في استطاعة الاقوياء دائما ان يغيروا قواعد اللعبة السياسية أو يضيفوا أليها تعديلات جديدة،مما يضع الدول الضعيفة والهشة في مازق وازمات تحتم عليها معرفة إدارتها وتجاوزها،،،والا دخلت في طرق مسدودة لا مخرج لها منها،،،ويشير حالنا الي فشلنا في معرفة ادارة هذه الازمات،،،
صحيح ان العلة فينا فبالرغم من المعضلات القاصمة التي تواجهها البلاد بل تهدد كيانها ووجودها،،،ما زالت القوي السياسية تتعاكس وتتناطح،،،وكل تغني علي ليلالها،،،ولا يخفي علي احد تاثير العولمة علينا،،فهي تطور لا يمكن تجنبه أو تجاهله بأية حال من الاحوال مما يحتم ضرورة البحث عن أساليب ايجابية للتعامل معها والاستفادة من طاقاتهاوإمكانياتها مما يعني ان ركوب موجته بشتي الوسائل والطرق هو الحكمة بعينها،،،
اذا حاولنا بعد كل الحلول التي انسربت من بين ايديناوالفرص التي ضاعت ان نلملم اطرافنا من جديد والجلوس علي مائدة الحوار فاننا نستطيع ان نسعي للامساك بزمام المبادرة بدراسة الواقع الراهن دراسة موضوعية تكشف لنا كل أبعاده واعماقه وخباياه وطاقاته وإمكاناته المتاحة والمحتملة،،،،ذلك في ظل الظروف الدولية المواتيه والتي يمكن جعلها مواتيه من خلال التحالفات الجانبية أو المصالح المتبادلة،،،
أما ان نترك امرنا لكل من هب ودب ليملئ علينا ما يراه محققا لمصالحه،،يضعنا في دائرة خيانة الوطن والتفريط في مصالحه،،،ليس معقولا ان نلتمس الحلول لمشاكلنا من الخارج،،سواء الاممي أو الاقليمي او بغاث الطير،،،كثرت التسريبات هذه الايام بل الاشاعات بان امورنا تنسج هناك في الامارة العربية لاعادة انتاج الفشل،،وان هرولة المسئولين والسياسين الي تلك الامارة تباعا تجعل للتسريبات بعض الحقيقة،،،صحيح ان الاوضاع في البلاد في حالة انهيار،،غياب الوفاق،،،غياب الحكومة،،الازمة الاقتصادية الخانقة،،الانفلات الامني تنامي ظاهرة العنف،،انسداد الافق السياسي،،الخ ولكن اثبتت التجارب ان هذه البلاد يصعب احتواؤها او فرض حلول خارجية عليها،،تكسرت كل التدخلات الخبيثة في شاننا،،،وان الاملاءت الخارجية مصيرها الفشل والبوار،،،لا سيما ان كانت وراءها دول اصبحت سمة تدخلاتها الفشل والفشل الذريع والعاقل من اتعظ من غيره،،،،لا خيار لاهل البلاد الا الجلوس معا حوارا وتقاربا لانتاج تسوية تاريخية قادرة وراغبة في حلحلة المشاكل التي بعضها اخذة برقاب بعد،،،والا فعلي البلاد السلام ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم.
بارود صندل رجب/المحامي