محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: (فض) مقر لجنة التحقيق في (فض) الاعتصام

(1)

 عندما تحدثنا عن المخاوف من الحكم العسكري وإقصاء المكون المدني من السلطة كنا ندرك ان المكون العسكري ومن منطلق تكوينه وأيدلوجياته سوف يحدث تعد منه على كل المؤسسات المدنية في الدولة وسوف يتم تجفيف كل منابر الحريات والديمقراطية وستطمس كل علامات الثورة وتشوه ملامحها وتخفي اثارها وقد حدث ذلك عندما تم التعدي على لجنة تفكيك انقلاب الثلاثين من يونيو احدى افرازات ثورة ديسمبر المجيدة بعد انقلاب 25 اكتوبر، وها هم يتجهون نحو لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة ليقضوا على كل ملامح ثورة ديسمبر المجيدة التى لم يبق منها غير شوارعها الحية وشعاراتها الباقية والمنتصرة بإذن الله وتوفيقه.

 نعم لم يبق من ثورة ديسمبر المجيدة غير التروس والبمبان والذخيرة الحية التى كان يتعامل بها النظام البائد مع ابناء هذا الشعب العظيم.

 هم لا يعرفون ان هذا الشعب انتصر في ظروف أصعب على البمبان والرصاص والمليشيات عندما كان النظام البائد يتحكم حتى على انفاس الناس. والشعب قادر الآن بإذن الله وتوفيقه ان يكرر انتصاره على النظام البائد الذي تجسّد في النظام الحاكم.

 النظام البائد لم تحمه مليشياته ودباباته ومدفعيته ولا كتائب ظله من السقوط ، فهل تنجح (الحاويات) فيما فشلت فيه المليشيات؟

(2)

 أوضح رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في انتهاكات فض الاعتصام نبيل اديب توقف اللجنة عن العمل. وقال اديب في تعميم صحفي نشر في عدد من المواقع : (أن الخطوة جاءت عقب قيام قوات أمنية نهاية الأسبوع الماضي بالاستيلاء على مقر اللجنة و السماح لجهات مدنية بدخول المقر و مباشرة أعمال صيانة فيه و قيامها بإخلاء المباني التي كانت يشغلها طاقم الحراسة الخاص باللجنة وتسليمها للجهة المدنية ومنعها العاملين مع اللجنة من الدخول و استلام أي معدات خاصة باللجنة. و شدد نبيل على أن اللجنة لن تعود لممارسة أي أعمال إلا بعد إخلاء المقر من الذين اقتحموه والتأكد من أنه لم يتم العبث بالمستندات الخاصة باللجنة عطفاً على عمل فحص أمني للمقر للتأكد من عدم وجود أي معدات أو أدوات يمكن استخدامها في كشف أسرار التحقيق).

 هذا كلام خطير من نبيل اديب يحمل اتهاماً صريحاً للسلطة ويؤكد عدم الثقة فيها وهو يقول : (إن اللجنة لن تعود لممارسة أي أعمال إلا بعد إخلاء المقر من الذين اقتحموه و التأكد من أنه لم يتم العبث بالمستندات الخاصة باللجنة عطفاً على عمل فحص أمني للمقر للتأكد من عدم وجود أي معدات أو أدوات يمكن استخدامها في كشف أسرار التحقيق).

 لا توجد ادانة للنظام اكثر من هذا الكلام الذي قاله نبيل اديب وهو يشكك بصورة صريحة في الغرض من اخلاء المقر.

 اللجنة التى قامت بفض الاعتصام والقيام بمجزرة انسانية في محيط القيادة في اخر ليالي شهر رمضان الكريم تقوم الآن بفض مقر لجنة التحقيق في فض الاعتصام.

 نفس اللجنة.

 نفس الفض.

 ونفس الاسلوب (الامني) الذي كان قد اتبع قبل ذلك في مجزرة فض الاعتصام في محيط القيادة.

 انقلاب 25 اكتوبر يحقق اهدافه الآن – يعتقل اعضاء لجنة ازالة التمكين ويجمّد اعمالها وتجبر لجنة التحقيق في فض الاعتصام على تعليق اعمالها بعد اقتحامهم لمقر اللجنة وإخلائه بواسطة قوة امنية.

 تجميد اعمال لجنة ازالة التمكين.

 تعليق اعمال لجنة التحقيق في فض الاعتصام.

 هكذا يتعاملون مع لجنة (قانونية) تحقق في اكثر الجرائم دموية وبشاعة.

 تركوا من افسدوا في العهد البائد بعد ان كانت تلاحقهم لجنة ازالة التمكين بتجميد اعمال اللجنة وغضوا النظر على الذين ارتكبوا مجزرة فض الاعتصام في فترة المجلس العسكري الذي عاد من جديد بتعليق اعمال اللجنة او اجبارها على ذلك.

 الثورة تفشل في القصاص ولا تحقق العدالة لا في (المال) الذي نهب في العهد البائد ولا في (الدم) الذي اهدر في هذا العهد.

(3)

 نطالب من لجنة التحقيق في فض الاعتصام – رئيسها نبيل اديب وأعضاء اللجنة تمليك الرأي العام كل ما وصلوا اليه في تحقيقاتهم في مجزرة فض الاعتصام.

 حياة اعضاء هذه اللجنة يمكن ان تكون في خطر الآن ، ويمكن ان يتعرضوا للقمع والابتزاز من اجل السكوت.

 المقصود من التحرك الامني الاخير لإخلاء مقر اللجنة ليس المقر ، عليهم ان ينتبهوا لذلك جيداً.

 يجب ان تملك اللجنة الرأي العام النتائج التى وصل اليها قبل ان يتم (طمس) كل شيء ، وقبل ان يصبح اعضاء اللجنة هم في انفسهم ملاحقين ومعتقلين مثل اعضاء لجنة ازالة التمكين الذين يقبعون في السجون الآن، بينما قيادات النظام البائد يعيثون في البلاد فساداً.

 الغريب ان التحركات نحو لجنة ازالة التمكين كان يقف وراءها جبريل ابراهيم وهو نفس الشخص الذي يقف وراء اخلاء مقر لجنة التحقيق في فض الاعتصام.

 (جيب) ريل يقوم بدوره بامتياز!!

(4)

 بغم /

 يبدو انهم لم يتركوا لثورة ديسمبر المجيدة وللشعب السوداني والشارع خياراً غير (النصر).

 ليس امام الشارع غير المواصلة في كفاحه ونضاله من اجل استرداد (الثورة) من جديد.

 طريقكم هذا يقودكم للخلاص والانتصار.

 كل الشوارع تنتفض.

 كل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة