عبد الله مسار يكتب : الحرب على أوكرانيا (1)
أوكرانيا كانت ضمن دول حلف وارسو الذي أُنشئ في عام 1955م. وكذلك ضمن دول الاتحاد السوفيتي، وخرجت من حلف وارسو ومن الجمهوريات السوفيتية في عام 1991م، وطلبت الانضمام الى حلف الناتو. وهي من الجمهوريات المؤثرة جداً على الأمن القومي الروسي لأنها تقع على حدوده مباشرة، وانضمامها للناتو يعني أن الناتو قد صار في حدود روسيا مباشرة.
القوة العسكرية بين البلدين غير متكافئة، حيث ان ميزانية الدفاع الروسية تساوي عشرة اضعاف ميزانية الدفاع الأوكراني.
فروسيا دولة عظمى ولديها سلاح نووي، بها حوالي ستة آلاف وخمسمائة رأس نووي
الجيش الروسي حوالي تسعمائة ألف جندي، وحوالي اثنين مليون احتياطي. والجيش الأوكراني حوالي مائتين وخمسين ألف جندي.
أوكرانيا دخلت على أساس أن أمريكا والناتو يقفان بجانبها قتالاً مباشراً بالجيوش وليس بالمساعدات، ولكن هذا لن ولَم يتم، لأن روسيا دولة عظمى. وهنالك بعض الدول قريبة منها.
وأيضاً أوروبا تخشى الهيمنة الأمريكية، كذلك أوروبا نفسها ليس على قلب رجل واحد. والألمان اقرب الى الروس من دول حلف الناتو الأخرى، بل تربطها مصالح مشتركة معها أهم خط أنابيب الغاز أستيرييم (2).
ولا يتوقّع قيام حرب عالمية ثالثة، لأنه ليست هنالك دولة من الناتو جاهزة للدخول في حرب مباشرة مع روسيا لصالح أوكرانيا، ولا حتى أمريكا.
العقوبات الاقتصادية سيكون أثرها ضعيفاً على روسيا.
واضح ان روسيا تسعى لأكثر من أمر، منها تغيير الحكومة الأوكرانية الحالية واستبدالها بحكومة موالية للروس.
ثانياً روسيا لا تسعى لاحتلال أوكرانيا مباشرة وتستعمرها، ولكن تسعى للسيطرة عليها لخلق حكومة بديلة موالية لها.
ثالثاً على خلق واقع عالمي جديد يقود الى احلاف جديدة ويضعف الناتو، قد تخرج منه ألمانيا وتركيا.
عموماً هذه الحرب هي حرب أمن ومصالح واستراتيجيات وحرب موانئ.
ومعروف أن روسيا الآن لا يحكمها الحزب الشيوعي. حيث إن عضويته في الدولة لا تتجاوز الستين عضواً، في حين ان عضوية حزب نوتين اكثر من ثلاثمائة وخمسين عضواً.
إذن بوتين لديه أغلبية برلمانية، والشعب الروسي وأغلب دول آسيا تؤيده وعينه على الصين والهند واليابان، وخاصة بعد موقف الصين والهند في مجلس الأمن من قرار الإدانة.
في مقالنا الثاني ننظر في المآلات.
صحيفة الصيحة