محجوب مدني محجوب يكتب: الحصول على الكفاءات بين الاعتداء والاستغلال
محجوب مدني محجوب
الحصول على الكفاءات في جميع المجالات حق أصيل من ضمن حقوق المواطنة لا ينبغي الاعتداء عليه او استغلاله.
إلا أن ساستنا افتروا على هذا الحق أشد الافتراء، وما زالوا يفترون عليه بكل جرأة، وقاموا باستغلاله أسوأ ما يكون الاستغلال كل ذلك من أجل الكسب السياسي الرخيص.
من أعطاكم هذا الحق يا أيها الساسة حتى تستغلوه لصالحكم وصالح أحزابكم وجماعتكم، وأنتم تدعون أنكم مسؤولون عن وطن بأكمله؟
إن كنتم تحكمون مكانا خاصا بكم، فالعبوا به كما شئتم، فسوف تخر كل سوءاته على رؤوسكم، وسوف يحصل الضرر لكم ولا لأحد سواكم.
أما أن تكونوا مسؤولين عن بلد، وتقومون باستغلال الحصول على الكفاءات، فهذا ظلم وتعد واستحقار بكل مواطن لا ينتسب إليكم ولحزبكم وهضم لحقوقه بل وسلب كل إحساس بالوطن.
لقد استغل ساستنا الحصول على الكفاءات أسوأ استغلال، وذلك من جانبين:
الأول: أنهم احتكروا المناصب والفرص؛ ليجعلوها لمن ينتمي إليهم حزبيا سواء بكفاءة أو بغير كفاءة.
فكم من شخص لا يملك من مؤهلات سوى انتسابه إليهم أصبح مديرا أو قائدا بل ومنظرا وموجها. لمن؟
لمن لا يقبل أن يكون أحد طلابه.
وفي هذا ليس ضربة للكفاءات فقط بل نشب مع هذا السوء نفاق لا حد له وتطبيل وتدليس لبلاط هذه الأحزاب من أجل الحصول على المناصب أو الوظائف، والآخرون الأكفاء نفروا واغتربوا وابتعدوا بسبب هذه البؤر النتنة والصدئة، فحرموا أنفسهم من الوطن، وحرم الوطن من قدراتهم وإمكانياتهم.
الثاني: حصر التأهيل والتدريب والبعثات لمن ينتمي إليهم، فصارت كل فرصة باسم الوطن يستغلها الحزب الذي بيده القلم، فلقصر وتفاهة فهمه يعتقد وبالرغم من أنه يحكم كل البلد إلا أن هذه الفرص أحق بها حزبه.
لماذا؟
لا ندري.
أرأيتم أحدا أساء الحصول على الكفاءات مثل ما أساء لها الساسة السودانيون؟!!
لا أظن أحدا أساء إليها مثلهم.
لا والأدهى والأمر يتنامى فخرهم واعتزازهم بأن هؤلاء الأكفاء ينتسبون إليهم وهم يحتلون مواقع كذا ومواقع كذا.
حسنا.
ما الحق الذي جعل منتسبيكم يتمتعون بهذا الفضل بينما يحرم منه غيرهم من المواطنين؟
أي شيطان هذا الذي ركب في ذهنكم أن هذا عين الصواب وعين الحق؟
أن يتم احتكار الفرص بالبلد لجهة معينة سواء من حيث التوظيف او من حيث التدريب والتأهيل؟
هل جماعتكم أذكى وأطهر وأنقى من بقية المواطنين؟
هل جماعتكم أكثر حنكة ونبوغا من غيرهم؟
وتستمر المأساة وذلك من خلال المناداة بأن البلد لا بد أن يحكمها كفاءات، وهم في دعوتهم هذه يقصدون بأن البلد لا بد أن يحكمها من ينتمي إليهم، فبدلا من التصريح برغبتهم يغطونها ويسترونها بكلمة كفاءات.
وعليه فبهذا الاعتداء والاستغلال الصارخ من أجل الحصول على الكفاءات، ومن أجل الحصول على امتيازاتها، فلن تعود للوطن عافيته إلا بعد أن يخلصه الله من هذه الكفوات.
فلا الوطن سلم من ويلاتهم.
ولا من قاموا بتأهيلهم نفعوا الوطن.
صحيفة الانتباهة