مقالات متنوعة

سراج الدين مصطفى يكتب.. ابعاد بعض الفنانين من أغاني وأغاني!!

في كل قناة رغبة في الاستئثار بإعجاب المشاهدين وجذبهم الى شاشتها .. وهذا فعل مؤكد وأساسي لأن الاستحواذ على ثناء المشاهد هو غاية كل قناة تبث إرسالها على الفضاء المفتوح لكل الاحتمالات ، ولكن هذا الثناء و الإعجاب قد يتبدد كالدخان في الهواء ويتناثر بلا أثر ، إذا لم يسانده جمال الطرح البرامجي من حيث عمق طرح الفكرة البرامجية ومدى جاذبيتها. والاستئثار بإعجاب المشاهد لا يتأتى عادة إلا من خلال الطرح البرامجي القريب من وجدان المشاهد .. بحيث يهتم بقضاياه ويلبي ما يريد من برامج معينة تحكمها أسس الاختلاف بين شخص وآخر .. وهنا تكمن الصعوبة في أن ترضي جميع الأمزجة.
وكما يقال بأن الاستماع للآخرين يكسبك جاذبية ، لأن الشخص الذي يتقن فن الاستماع لأحاديث الآخرين يكون محبوباً منهم كما يجب أن تترك للآخرين حرية الحديث ثم تشارك فيه بعد ذلك . من الجيد استقبال ملاحظات ونقد الآخرين برحابة صدر ، إذا صدرت عن أناس مخلصين لا يبغون سوى المساعدة الحقة وقد تصدر هذا الملاحظات من أناس غير ذلك ، ولكن في الحالتين من المستحسن أن تتقبل ما يوجه إليك من ملاحظة أو نقد بابتسامة ومهما كان الثمن .. مع ما يفرضه ذلك من التحكم بالعقل والسيطرة على المشاعر.
أقول ذلك وفي ذهني ضرورة الحوار ما بين المشاهد والقنوات الفضائية .. وهذا الحوار من الضرورة بمكان .. لأنه يفضي لنقطة لقاء مشتركة فيها الكثير من الرضاء .. ولكن الحوار الذي أعنيه ما بين (المشاهد والقناة الفضائية) هو شكل مفاهيمي غائب ولا أظنه موجود في السودان على أهميته وضرورته .. ولعل هذا يفسر ويعطي إشارات واضحة للتباعد والنقد .. لأن العلاقة لم توضع في إطارها الصحيح .. حيث نجد أن كل القنوات تفرض برامجها دون استشارة مشاهديها .. وهذا ما يحدث الجفوة أحياناً.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل توجد قناة سودانية أو غير سودانية قامت برمجتها بحسب طلب المشاهدين؟ بمعنى أن تكون كل البرامج في أي دورة برامجية هي من أفكار المشاهدين وما على إدارت القنوات الا التنفيذ!!
لا أعتقد بأن هذا المنحى موجود مطلقاً في كل القنوات الفضائية .. فهي تفرض برامجها بحسب رؤيتها وسياستها .. لأن الأفكار البرامجية عادة تأتي من معدي البرامج أو ما يطلق عليهم (منتجين) .. والإنتاج التلفزيوني كما ورد في تعريفه العلمي هو حصيلة جميع الأفكار والقرارات والتجهيزات والأعمال التي تؤدي في نهاية الأمر إلى مادة برامجية تلفزيونية يتم بثّها عبر القنوات الأرضية أو الفضائية أو معاً. وهذا الإنتاج يتفاوت في النوعية التقنية وطول المادة البرامجية ومضمونها والذي يمكن أن يكون مادة برامجية أو مادة درامية. كما تتفرع كل منهما إلى عدة تصنيفات أخرى. ويترأس الإنتاج منتج منفذ إما أن يكون موظفاً في مؤسسة الإنتاج أو التلفزيون أو مستقلاً يعمل بصورة محددة تنتهي بنهاية العمل.
ذكرت كل تلك المقدمة لأتوقف في فكرة فرض البرامج وبعض الشخصيات قسراً على المشاهدين .. لأدلل على غياب الحوار وغياب الاستبيان العلمي الذي يحدد الأسس والاتجاهات .. وهناك مثال حاضر أمامنا وهو برنامج (أغاني وأغاني) الذي يبث على قناة النيل الأزرق في شهر رمضان من كل عام .. وقصدت هذا البرنامج تحديداً لأنه الملمح الأساسي لقناة النيل الأزرق في رمضان.
الحقيقة التي تقبل الجدال أو الشك أن هذا البرنامج يحظى بنسب مشاهدة عالية .. وفي ذات الوقت يحظى بنقد عنيف ومكثف لبعض المشاركين فيه من المغنين .. أو المعلومات التي يطرحها الأستاذ السر قدور .. وكما معلوم أن الأستاذ السر قدور وصف في كثير من المرات بعدم الأمانة في ذكره لبعض الحقائق والشواهد والمواقف.. ويقال بأنه يذكرها بحسب مزاجه الشخصي .. ويرى البعض وهم أكثريه أنه لا يمكن أن يؤرخ للفن السوداني بحسبان أنه ظل لفترة طويلة غائبا عن السودان .. وهذا لا يتيح له الالمام بكل المعلومات.
أذكر أنني كتبت على صفحتي في (الفيس بوك) كلمات معدودة وقصيرة قلت فيها (من ترشح من الفنانين للانضمام لبرنامج أغاني وأغاني .. ومن ترشح من الفنانين للإبعاد من أغاني وأغاني) .. كان ذلك استطلاعاً عفوياً ليس محكوماً بأي ضوابط علمية كما في الاستبيانات .. وقصدت أن أتوقف في جزئيات معينة .. فكانت النتيجة مدهشة وغريبة .. حيث طالب معظمهم بإبعادهم كلهم وإلغاء البرنامج لأنه (استنفد) أغراضه ولم يعد هناك جديد وأصبح مكرراً ومملاً .. وعلى الجانب الآخر طالب البعض بضم الفنانين (الطيب مدثر ــ أبو بكر سيد أحمد ــ منتصر هلالية ــ محمد الجزار ــ أحمد مأمون ونانسي عجاج) .. وتلك الأسماء تكررت تقريباً من كل المتداخلين.
من أكثر التعليقات طرافة ما ذكره الأخ والصديق (هيثم الأمين مكي) الذي طالب وبقوة بضرورة ضم الفنانة (إيمان لندن) لبرنامج أغاني وأغاني .. وكان هيثم الأمين هو الوحيد الذي قمت بالرد عليه .. وقلت له (إيمان لندن بالذات never never never)..!!
كان ذلك الاستطلاع في منتهى العفوية ولكنه يمثل مؤشرا مهما لإدارة القناة بأن تتوقف في رغبات مشاهديها وذلك من مبدأ ضرورة الحوار ما بين المشاهد والقناة!!

صحيفة الصيحة