الذكرى الرابعة والثمانين لمؤتمر الخريجين (فبراير 1938): محمود محمد طه وغاندي
د. عبد الله علي إبراهيم
(أعيد نشر هذه الكلمة في مناسبة مرور أربعة وثمانين عاماً على تأسيس مؤتمر الحريجين العام في اجتماع عام بنادي الخريجين بدارهم بأم درمان. وكان خروج المؤتمر إعلاء لمعنيين هما الحرية والإرادة الوطنيتين. وحمدت الله أن عشت حتى شهدتهما غناء ملحمياً على شفاه الجيل في الشارع. وكان كدرني خلال عقود من الكتابة أن دوائر من الصفوة السياسية استهترت بالمعنيين وجعلت من عيد الاستقلال، الذي جسد المعنيين، طقساً لشق الجيوب وبكاء الجاهلية الأولى في أثر الإنجليز. فهانوا حتى هان في نفوسهم كل معنى رفيع كما قال التجاني يوسف بشير. وبايعوا كتشنر بالعاقب وورثته المستبدين كابراً عن كابر خدام الجناب في الحاشية)
ثار نقاش بين كتابنا الآحاد الذين نظروا في علاقة حركتنا الوطنية بالمؤتمر الهندي (بما تخطي تسمية مؤتمرنا الخريجين (1938) عليه) حول من كان صاحب التأثير الغالب من رموز الهند علينا: هل هو غاندي أم نهرو؟ ورأينا خالد الكد في كتابه “الأفندية” يقول بأن نهرو غلب. ولكن رهن تأثيره على مدرسة أبو روف الاشتراكية التي ارتبطت بالأدب اليساري في بريطانيا.
وجاء الدكتور عبد الله الفكي البشير في كتابه “محمود محمد طه والمثقفون” (2013) الذي تناول مأثرة المرحوم محمود محمد طه الفكرية، بمناقشة نبيهة إلى تأثر حركتنا الوطنية بغاندي. فنظر في الاعتقاد السائد بأن تجرد طه وصوفيته ووطنية هي من تأثير غاندي عليه. وعقد الكتاب مقارنة بين الرجلين جنح فيها للتقليل من أثر غاندي على طه بحجة خصوصية مشروع طه الذي سطعت البراهين على “جدته وأصالته واتساقه”.
فمن رأي الكتاب أن الرجلين واجها الاستعمار بعزيمة ولكن كانت مواجهة طه أشمل من غاندي الذي انشغل بالتنظيم والسند الشعبي آخذاً بمبدأ المقاومة السلمية بينما صادم طه العقل الثقافي السائد بين مثقفين ركنوا إلى نضال المذكرات وملاذات الطائفية. فلم ينتج غاندي، في قول البشير، مشروعاً كوكبياً مثل طه لتغيير الإنسانية عن طريق الإسلام. وسمى البشير مشروع غاندي بالمقابل “أماني محلية داخل الهند للتغيير”. فلم يقدم غاندي وجهة مستقبلية لما بعد التحرر بينما كان طه يرى أن التحرر من الاستعمار ليس نهاية الأرب لأنه قد نصحو فنجد أنفسنا لم نتحرر بالتحرر بعد.
وفرق البشير بين طه وغاندي في أسلوب جهادهما فكان الصيام في السجن عند كليهما. ولكن كان صيام غاندي في رأى البشير سلاحاً للاحتجاج على الحبس بينما كان صيام طه في السجن هو الصيام المعروف عند الصوفية ب”الصمدي”. وهو غير احتجاجي بالمعنى الذي عند غاندي. ولكن الحركة الوطنية عندنا أوّلته فروجت له على أنه لمناجزة الإنجليز. فكانت أدوات طه هي أدوات المثقف والصيام الاحتجاجي ليس منها.
أما مربط الفرس في المقارنة بين غاندي وطه فهو ما جاء به كتاب البشير وصح به بتأثر طه بغاندي. فكلاهما خريج التعليم الحديث مع تحرر واع من المعرفة الاستعمارية ومقاومة الاستعمار من مرجعية تراثية. وهي مرجعية صوفية تاريخية سودانية أفريقية عند طه بينما هي عند غاندي هندوسية روحانية. فكلاهما رافض للحضارة الغربية. أما غاندي، الذي التزم بطريقة عاطفية بقيم الهند التقليدية، فرفضه للغرب كان كاملاً. وعلل نهرو ذلك بقوله إنه لم يكن أمامهم من سبيل غير ذلك لحساسية شعبهم من التشبه بآخر. أما طه فقد التزم بنقد الحضارة الغربية علمياً وقدّم بديلاً. فرنا لمدنية جديدة ديمقراطية اشتراكية مبرأة من المادية الغربية والروحانية الشرقية المفرطة معاً ومطلوبها الأسرة الإنسانية. فالحضارة الغربية عنده رأسمالية وشيوعية معاً.
وأعود لمناقشة البشير في اجتهاداته تلك.
صحيفة التحرير
كلام خارم بارم …طه ليس الا ذنديق حكم عليه بالردة وتم تنفيذها رحم الله نميري الذي اراح الناس من هؤلاء الجهلاء والذنادقة والمهووسين ونساله ان يخلصنا من قحت التي تريد اعادة سيرة الضلال من جديد
الزول دا بكتب لى منو-كلام من العصر الحجرى و لا بودي ولا بجيب-خليك مع الزمن يا عمك الدنيت تنعيرن وانت ما جايب خبر قوموا انفضو الغبار وشمو الهوا الجديد