احمد يوسف التاي يكتب: لِمَ كل هذا التهاون يا حكومة (1-2)
(1)
أوردت صحيفة الحراك السياسي الصادرة أمس الأربعاء، خبراً جاء في متنه أنها تحصلت على تفاصيل لتجاوزات، قالت وزارة الخارجية قامت بها البعثات الدبلوماسية بالخرطوم.
وكشف مسؤول رفيع بوزارة الخارجية فضل حجب اسمه للصحيفة عن إلقاء القبض على سيارات تتبع لسفارات اجنبية، وأخرى تتبع لمنظمات دولية تعمل في الخرطوم.
وأكد المسؤول أنها تقوم بدعم وتمويل المتظاهرين وتوفير المعينات اللازمة لهم أثناء التظاهر، كاشفاً عن القبض على المتورطين من منسوبي تلك السفارات والمنظمات، وقال إنه جرى استدعاء مسؤولي تلك السفارات والمنظمات ليتم اخطارهم بالأمر وتنبيههم بما يقومون بها من تجاوزات مخالفة تماماً للعلاقات الدبلوماسية بين الدول، وأن الأمر فيه عدم احترام لسيادة البلاد، ورهن المسؤول اطلاق سراح المعتقلين بتقديم اعتذار رسمي أو تعهدات من تلك السفارات والمنظمات بعدم القيام بتلك الاعمال مرة أخرى، وقال: (في حال لم يلتزموا بذلك سيتم اتخاذ ضدهم الاجراءات القانونية اللازمة وبالتالي طردهم من البلاد).
(2)
وسبق ذلك تصريحات لوكيل الخارجية حذر فيها من تجاوزات البعثات الدبلوماسية … وفي 27 يناير الماضي كان مجلس السيادة، اعتبر أنشطة بعض البعثات الدبلوماسية المقيمة في الخرطوم فيها كثير من التجاوزات و”مخالفة للأعراف الدبلوماسية ومنتهكة لسيادة البلاد”، وفقاً لتصريحات المتحدثة باسم مجلس السيادة سلمى عبد الجبار، عقب اجتماع للمجلس برئاسة عبد الفتاح البرهان بالقصر الرئاسي بالخرطوم، وفق بيان لإعلام المجلس.
وقالت عبد الجبار إن المجلس “استمع إلى إفادة من وزير الخارجية المكلف علي الصادق حول أنشطة بعض البعثات الدبلوماسية المقيمة في الخرطوم والمخالفة للأعراف الدبلوماسية والمنتهكة لسيادة البلاد ( دون تحديدها)”.
(3)
في يوم 2 فبراير الجاري كشف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير خالد محمد فرح عن اسباب الاجراءات التي اتخذتها الخارجية تجاه تحركات بعض البعثات الدبلوماسية بالسودان. وأشار في حديثه لبرنامج (كالآتي) بقناة النيل الأزرق إلى أن الجهات الأمنية كشفت عن تحركات غير متسقة مع الاعراف والحدود الدبلوماسية ومخالفة لميثاق روما لبعض البعثات خلال التظاهرات والاحتجاجات وقامت بإحاطة وزارة الخارجية التي قامت بدورها بلفت انتباه تلك البعثات الدبلوماسية بعدم اتساق تحركاتها مع الاعراف الدبلوماسية.
وطالبت الخارجية تلك البعثات بمراعاة قواعد السلوك الدبلوماسي للبلد المضيف وعدم تكرار مثل هذا السلوك المشين مستقبلاً حتى لا تتخذ الخارجية السودانية إجراءات ضد البعثات الدبلوماسية، وقال ان هذا الإجراء يمثل حماية للبعثات .
(4)
في 8 يناير الماضي قدم الدكتور هاني تاج السر ورقة من خلال ندوة بعنوان حول تدخل البعثات الدبلوماسية والبعثة السياسية الاممية في الشأن السوداني، وأكد في ورقته: ان مبدأ السيادة مصطلح قانوني سياسي، وأن الدول لا تقبل المساس بسيادتها، وأوضح ان المساس بالسيادة يعني ان تكون الدولة مستعمرة او تحت الوصاية، او ان تكون دولة منهارة، هذا ما يجعل الاطراف الدولية تتدخل في الشأن الداخلي للدول، ويوضح ان السيادة نفسها من المقومات الجوهرية للدولة المدنية الحديثة، وهذا مؤكد في كل النظم السياسية وقواعد القانون الدولي العام، ولا يستطيع احد ان يكابر على هذا المبدأ.
(5)
والحق أن تدخل البعثات الدبلوماسية وتجاوزها للخطوط الحمراء، لم يكن أمراً وليد اللحظة فقد سبق أن اتهم مدير جهاز الأمن (صلاح قوش) قبل سنوات، سفارات وبعثات دبلوماسية أجنبية في الخرطوم بتجاوز “الخطوط الحمر” للأنشطة الدبلوماسية، والتدخل والتأثير المباشر في شؤون البلاد، بما في ذلك تجنيد عملاء وتمويل أحزاب معارضة.
وقال قوش وقتها في ندوة برلمانية عن الوجود الأجنبي وأثره في الأمن القومي السوداني إن البعثات الأجنبية “تسرح وتمرح في الخرطوم ودارفور، وتسعى للتأثير على الشأن الداخلي مباشرة”. مضيفاً أنها “صارت جهازاً رقابياً وحسابياً على السلطة التنفيذية في السودان”…….اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة: ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة