مقالات متنوعة

محجوب مدني يكتب: الانتخابات المفترى عليها

الحديث عن الانتخابات في الوقت الراهن أشبه بمن يتحدث عن مصفاة للبترول، وعن أنابيب للبترول، وعن انخفاض للوقود، وهو لم يكتشف بعد أي بئر للبترول، ولا يوجد أدنى مجهود للبحث عنها.
كذلك من يتحدث عن انتخابات اليوم، فهو حديث حق أريد به باطل.
لا مبرر لمن يتحدث عن الانتخابات اليوم وهو بعيد كل البعد عن إجراءاتها:
* كل ممارساته السياسية لا علاقة لها بالانتخابات.
* لا يحمل في خطابه سوى رفض الآخر ومحيه من الوجود.
* لا يرى غيره أحق بالسلطة.
* لا يسمح للآخر إطلاقا بممارسة حقه السياسي، ولو بعقد ندوة.
* لا يحمل برنامجا انتخابيا، ولا يسعى لوضعه.
* البرنامج السياسي في نظره حشد الناس حوله سواء بالكذب وتغيير الحقائق أو بجمهرة الناس بأساليب حقيرة ومذلة.
* القمع والقتل هي الوسائل اليوم لوقف المظاهرات السلمية.
* قطع النت والاتصال الهاتفي هي الوسائل الآن لتعطيل المسيرات السلمية.
إن الحديث عن انتخابات الآن جراء هذه الممارسات البعيدة كل البعد عن المناخ الديمقراطي لهي أخطر بكثير عن كل حكم ديكتاتوري.
ولا تعني سوى الوصول لحكم ديكتاتوري بصفة مقبولة وبصفة شرعية.
احفظ عليك مالك يا من تتحدث عن الانتخابات، فإن الحديث عنها أو إقامتها ليس بالمال وليس بتدريب المليشيات.
وإنما الحديث عنها يكون من خلال نشر روح المناخ الديمقراطي، وبإفساح المجال للجميع في ممارسة حقهم لنشر رؤيتهم و برنامجهم السياسي، وبوقف الوسائل القمعية لمحاربة المسيرات السلمية.
وقبل كل ذلك بطرح برنامج سياسي من خلال حزب مكتمل التصور والأركان.
إن بساطة هذا الشعب وفقده لأبسط مقومات الحياة هي التي تشجع من ينادي بإجراء انتخابات اليوم، وذلك لسهولة تكوين هالة حوله بسبب ما يمتلك من أموال هذه الأموال التي لم يكن مصدرها سوى ثروات هذا الشعب المغلوب على أمره.
فهو كما جمعها بغير حق، فكذلك يريد أن يحكمها به بلا وجه حق.
المنادة بانتخابات اليوم ما هو إلا حكم ديكتاوري مغطى بانتخابات شكلية لخداع هذا المواطن البسيط، ولإرضاء المجتمع الدولي.
إن كل من ينادي بالانتخابات وسط هذا الجو البعيد كل البعد عن المناخ الديمقراطي ما هو إلا عدو لكل معاني الحرية والسلام والعدالة.
فكما سرق ثروة البلد يريد أن يسرق إرادتها.
لكن هيهات فهذا الشعب الذي لم يكن يوما من الأيام حليفا ومؤيدا للديكتاتوريات، فلن يستجيب لهذه المناداة الخالية من كل معنى من معاني الانتخابات.

صحيفة الانتباهة

تعليق واحد

  1. ما قلت متين تكون الانتخابات ولا عملت جدول انت كاتب ولا يجب السبر وراء فشلة السياسة الذين يخافون الانتخابات وكما صرح بعضهم. ..يجب ان تقام الانتخابات في اقرب وقت وبمن حضر…يا كاتب اعلم ان وضع اي دستور وقانون انتخابي لا يتعدي شهر وعام علي الأكثر وتجاربنا اثبتت ذلك لكن هؤلاء لا يريدون إنتخابات أصلا ولو بعد مائة عام لذا وجب تجاوزهم والقضايا الوطنية لا تنتظر..علي الكتاب نشر وعي الديمقراطية واول ادواتها الانتخابات وليس التحريض ضدها يا كتاب الجهل والباطل