اسحق احمد فضل الله: يوم فى حياة إيفان
وإيفان يعرفه من كانوا يقرأون الأخبار والأدب أيام ستالين فهو إيفان دينيسيفتش المسجون في سيبيريا والذي حين يذهب إلى فراشه آخر الليل يقول لنفسه
:- خلاص…هانت…لم يبق لك يا إيفان أكثر من ستة آلاف وسبعمائة وعشرة أيام..
وإيفان لا هو يعرف لماذا سجن ولا من أرسله إلى هنا يعرف.
وعلى عزت بيغوفيتش….شفاه الله…يقول في مذكراته إن ستالين يقول للشيوعيين
:لا تزعجوا أنفسكم فالتعامل مع من ليس شيوعياً لا يحتاج إلى أكثر من كفن وحفار.
لكن الشيوعي السوداني يكتشف أن السوداني هو أيضاً جهة تعرف درب الكفن…
……..
والأساليب كلها فشلت؟؟
التمكين فشلت..؟
والسجون…فشلت؟
وطحن السوق والعملة والرغيف…وسائل تطويع الشعب فشلت؟
ومحاولات تطويع الجيش والأمن …فشلت؟
الإجابة هي نعم.
و(النعم) هذه هي التي تصنع الأسلوب الجديد الآن للخراب..
والأسلوب الجديد يدبر بحيث أن الخطوة التي تدبر الآن إن هي إنفجرت لم يبق شىء.
وما الذي يمكن أن يبقى حين تنفجر الحرب بين الجيش وبين الدعم السريع؟.
فالمخطط النااااعم الآن هو شىء يذهب إلى هذا
……..والمخطط الجديد ليس أبلهاً….بل هو شىء يعرف…
وبعض ما يعرفه هو إعلام وحدث هنا وحديث هناك.
والحدث صحيح لا كذب فيه.
ولا كذب فيه هو شىء يصبح تأكيداً عند الناس.
والمخطط الذكي أسلوبه هو استخدام الأحداث الحقيقية بطريقة…تحويل التمر إلى خمر…
و….
البرهان وحمدوك هل إجتمعوا الأسبوع هذا….نعم
وهل كان الإجتماع في ظل القرارات الضخمة لتأمين المدن…نعم.
وهل أحد القرارات كان هو إخراج الحركات المسلحة من المدن….نعم.
عندها النسيج نسيج الأحداث الصحيحة يصبح هو
أن حميدتي يرفض إخراج قواته من الخرطوم
ويعلن أنه جيش وليس حركة مسلحة..
وبعدها هل سافر حميدتي فجأةً إلى إثيوبيا؟…
نعم.
وإذا كان هناك؟.
لا أحد يعلم..
عندها الحدث الحقيقي يصبح تطويراً للمواجهة
وأن حميدتي يعد حلفاءه.
وإن….
وهل شحن الشيوعيون المواقع ومنذ عام أو أكثر بأن( حميدتي) يعد نفسه لحكم السودان…وبالقوة ؟
نعم..
وجمع الأخبار الصحيحة وتلوينها الأخبار الكاذبة…وربطها بأشياء مثل إكتشافات الأسلحة….كلها هي الأسلوب الجديد التي يجري الآن.
والذي ما يريده هو إنفجار لا يبقى بعده أحد ليس أحداً…
الأسلوب الجديد هو هذا……
…..
والأسلوب الجديد هذا ينبت من الأرض التي تصنعها السياسة البلهاء لأجهزة الأمن.
فأجهرة الأمن….وفي أجواء القلق والخوف والبحث عن فهم تظل تنظر بعيون خرساء.
أو بجهل مخيف.
جهل لما يمكن أن يؤدي إليه السكوت….أو البيانات التي تعامل الجمهور بنوع من التعالي والإحتقار و
( وبيان الشرطة عن مقتل العميد نموذج بشذ عن القاعدة ويحدث الناس بمستوى رفيع).
والشرطة حتى أيام الإنقاذ ظلت تتعامل مع الإعلام والمجتمع بأسلوب من يجري خلف الثور المهتاج للإمساك بذيله.
…….
والشعب يشعر بالخطر.
ويشعر أن الجهات الأمنية….مثل كل الجهات المتقدمة في العالم تنتظر الدعم من الشعب.
والشعب الذي يستخدم( الموقف السلبي سلاحاً لمنع الحرب الأهلية…وينجح) يتجه الآن لاستخدام الدعم المباشر للدولة.
والناس تشعر وتعرف أن الدولة الآن مهمتها الأولى هي التأمين.
والتأمين جيش.
والناس تقرر الدعم المباشر للجيش نهار السبت.
والناس تشعر وتعرف أن التدخل الخارجي يتورط كما فعل فولكلر والناس أمس وفي أول مظاهرة في الخط الجديد تلتقي لطرد فولكلر.
لكن ما تحت مظاهرة الأربعاء كان ….إختبار الشارع
وكل شىء كان مدهشاً…
المظاهرة تصلي الظهر في المسجد وتخرج
والطرقات السير فيها يتوقف….والأيدى تلوح
والزغاريد….
ومن تحدثوا في الحشد يطلبون من عقلاء السياسة اللقاء يكتشفون أن الشارع يلتقي دون خطباء.و..و
وكل أحد يشعر أن سيل التاسع والعشرين……السبت سوف يكون هائلاً….
واللقاء في المستويات القيادية….الأحزاب والبرهان وحميدتي يقترب….والشعور بهذا يطلق كتابات وإشاعات عن أن
الحرب الأهلية بين الجيش والدعم تقترب….
أخيراً….المظاهرة التي نظفت شارع الستين ما إن إختفت جاء( أؤلئك) وترسوه…
اسحق احمد فضل الله
الانتباهة