ثقافة وفنون

يستطيع أن يخفض من معدلات الأحزان .. أبو عركي البخيت .. فنان يدافع عن وطن مرهق!!

(1)
أصبح في الفترة الأخيرة عبارة عن طوق نجاة للكثيرين من أمثالي الباحثين عن لحظة هدوء تبعدنا عن مشاغل الحياة وهمومها .. وأبو عركي من أقدر الناس الذين يمكنهم مسح الأحزان التي بدأت تتراكم .. وحينما نسمع بأن سعر الدولار ارتفع .. يصبح صوت أبو عركي هو الملجأ والملاذ .. وهو الذي يستطيع أن يخفض من معدلات الأحزان .. وأبو عركي حينما يقول بصريح العبارة بأنه حزينٌ لما يحدث في الوطن .. فهو لحظتها يعبر ويستلف لسان شعب كامل لا يستطيع أن يبوح أو يقول ما يريد .. وهكذا ظل على الدوام هو لسان حال المغلوبين والغبش.. وكما تغنى لهم:

ديل اهلي الغبش دغشاً

بدير مرقو النفير

شالوا النهار حتى العصير

ماكلو يوم ولا قصروا

أمل الغبش ينزل سحاب

يروي الأرض ويحيي التراب

العيش يطول وسط الكداب

زرعاً غزير ما أنضرو

(2)
لذلك سوف أظل أردد على الدوام حينما أعاين لهذا العشق الجارف لأبو عركي .. لا استغرب أو استعجب أو اندهش .. فالتفاسير واضحة كالشمس في رابعة النهار .. ولعل عركي قدم نموذجاً فنياً لكل الأجيال الجديدة أن تستلهم منه معنى البقاء والخلود في أذهان الناس .. ومن يراهن على الصدق والإنسان لن يخسر .. وأبو عركي كسب الرهان.

(3)
والحزن يتمدد على قارعة الطرق وفي عيون الناس.. وفي كل تفاصيل الحياة.. ذلك ما دعى أبو عركي للتعبير المباشر عن حزنه الكبير على حال الوطن وما وصل إليه من ترد في كافة المناحي.. وذلك بالضبط ما جعل أبو عركي يغني أغنيته (تعالوا نغني).. وهي من الأغاني ذات التفكير المباشر.. وكلماتها لا تقبل التأويل والتحوير فهي تصوب بناحية الهدف تماماً ولا تتوارى خلف الخوف.. وأبو عركي من تلك العينة التي تعرف الخوف.. وإن قد صمت طويلاً.. فذلك هو صمت القادرين على الكلام.. والكلام يصبح أكثر وضوحاً حينما يقول:

أديني رأيك بصغى ليك.. بوضح وجهة نظري فيك

فاسمعني..

الحد الأدنى بينا يكون لغة الحوار

نعترف بأنو وطن بيعاني..

شيل بهناك.. أشيل معاك أنا بهنا

بركز معاك أنا بهنا

أسند قفاي.. ندفأ بحب في بعضنا

عاين لي أقراني ومهد لي أقراك

خت أيديك في وجه القبح

بخت أيدي أنا معاك..

ندافع عن وطن مرهق.. من تالاي ومن تالاك

ومن تالاي وتالاك تعال ننضم حرير

نربط بطونا شديد عشان أطفالنا من الجوع بتتباكى.

(4)
حينما يغيب الحوار تسود لغة العنف.. في وطن مرهق الملامح!! ولا أظن بأن هناك أعمق من تلك اللغة التي تعتريها ملامح الحوار.. ولعل غياب الحوار هو الحلقة المفقودة التي جعلت الوطن يعيش حالة من التأرجح وصلت الى مرحلة الأزمة.. ليس حينما يغيب الحوار تسود لغة العنف.. في وطن مُرهق الملامح كما وصفه أبو عركي.. وحينما يرهق الوطن ويعتب.. ذلك ينسحب على الجميع.. لذلك تعالوا نغني مع أبو عركي ونردد خلفه:

تعالوا نغني غنا الأيام الجاية كتير

ونفرح بيها سماء السودان

تعالوا نلم ألوان الطيف الفي الخرطوم

أبناء شعبي والفي أم درمان

تعالوا نفكر أيه البحصل في السودان

الجوع المرض.. الخوف.. الشك

عدم اطمئنان هد الإنسان!!

(5)
هذه الكلمات المهمومة والمشحونة بالصدق تعرّفت عليها من خلال العلاقة الإنسانية مع أبو عركي البخيت تمكّنت من معرفة قوة الخيال عنده وصراع الأفكار المُثيرة.. وأهم من ذلك، اقترابي استشفاف الطاقات الخلاقة الكامنة في روح هذا الفنان البديع.. ومما لا شك فيه أن الاستماع لأغنياته باستغراق هو نوع من الاكتشاف لخبايا هذا لإنسان والفنان المُختلف بقدر كبير عن الآخرين.

كتب: سراج الدين مصطفى
صحيفة الصيحة

‫2 تعليقات

  1. والله يا اخونا سراج انت بكلكل في الراجل ساي أمكن اتحرك …لكن بقي غناه ونسة ساي وبنخريهو ..عمك انتهي وعمل السياسة شماعة وين بوعدك والماضي وبخاف وواحشني والكلام البخش الرأي…بقي اطنطن وخرف …هو ابوعىكي الليلة