رأي ومقالات

حسين خوجلي يكتب: ثعلوب الأممي

الأرنب على برائتها وسذاجتها إلا أن لها معرفة عميقة بسيكولوجية اللغة، فقد رُوي أن الغابة قد مرت عليها ليلة باردة وعاصفة فخافت المسكينة على أطفالها فتلفتت يمنى ويسرى وتراءا لها من بعيد جحر الثعلب الدافئ، فأوفدت أبناءها زغب الحواصل للثعلب المكار، فسألوه أن يبيتوا ليلتهم في جحره الدافئ حتى الصباح ثم يغادروا.
جاؤوا لأمهم بالموافقة غير المشروطة والتي كانت عبارتها المباشرة (تفضلوا بالرحب والسعة ولن يأكلكم أحد) وما أن سمعت الأرنب الأم بالعبارة حتى جمعتهم في لهفة وشفقة وهربت لا تلوي على شئ وهي تردد: ما الذي جاء بمفردة الأكل هنا؟
وبما أن الأدب العربي قد احتفى كثيراً بكليلة ودمنة واحتفى الأدب الغربي بمزرعة الحيوان فإننا نحيل الأرنب السودانية السياسية إلى الجملة القارصة المتداولة حدقوا في ثعلوب الأممي الذي يشرف بلادنا مقيماً وناصحاً، تُرى أي عاصمة عربية دخلها ولم يسد العالم أنفه من رائحة الشواء ..؟!

حسين خوجلي