مقالات متنوعة

احمد يوسف التاي يكتب: تمسكوا بسلمية الثورة رغم كل شيء

(1)

جاء ضمن قرارات مجلس الأمن والدفاع ، تأسيس قوة خاصة لمكافحة “الإرهاب” لمجابهة التهديدات المحتملة، و كان المجلس قد استمع الى تقارير الأجهزة الأمنية حول الوضع الأمني وتطورات الاحداث، وتأسف المجلس على الفوضى التي نتجت جراء الخروج عن شرعية “التظاهر السلمي” وإتباع منهج العنف وبروز تيارات مقيدة لحرية ممارسة الحياة وتتعدى على الممتلكات العامة كظاهرة خطيرة تهدد الأمن والسلم الوطني والمجتمعي وتتجاوز الخطوط الحمراء لسيادة الدولة، هذا ما خرج من مخرجات اجتماع المجلس …

ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن أن التوجه الآن لدى السلطات يشير إلى فرضية التعامل بعنف مع المواكب التي خرجت من وجهة نظر ذات السلطات من “السلمية”، وأن اتجاهاً بدا واضحاً للتعامل مع هذه المواكب على أنها إرهابية تمارس التخريب والقتل…

(2)

وكخطوة متسقة تماماً مع التوجهات الجديدة للسلطات، أنها ـ أي السلطات ـ واجهت المواكب السلمية أمس الإثنين بعنف مفرط أدى إلى مقتل “7” من الثوار وإصابة “70” آخرين حالة “6” منهم خطرة ليصل عدد شهداء الثورة منذ انقلاب 25 اكتوبر إلى أكثر من “70” شهيداً، والعدد مرشح للزيادة… لجان المقاومة في الخرطوم أعلنت أمس بعد استخدام الرصاص ضد المتظاهرين السلميين ومقتل هذا العدد من الشهداء ، أعلنت التصعيد الشامل والتتريس لكل شوارع العاصمة…

(3)

إذا افترضنا أن الثورة السلمية انزلقت نحو العنف وانحرفت عن أهدافها وأن هناك طرفاً ثالثاً (قاتل مأجور) تسلل إليها لإخراجها من سلميتها وتبرير ضربها ، فهل من الصواب مساعدته في تجريم الثورة وضربها أم محاصرة القاتل المأجور وكشفه لتصبح الثورة هي الطريق والأمل والمستقبل والقناديل التي تضيء الطريق وتهزم الطغيان والفساد، وتؤسس لدولة القانون والديمقراطية…

(4)

الناظر إلى مشهد الأمس بمقتلته العظيمة وسط الثوار يدرك بوضوح تام أن تطورات خطيرة قد حدثت في مواكب 17 يناير، وهي تطورات لا يمكن عزلها عن ردة فعل السلطات إزاء استشهاد العميد علي بريمة، وكأنها جعلت من محطة هذه الحادثة نقطة تحول في نظرتها للمواكب السلمية وتؤكد أنها انحرفت نحو العنف واعتبرتها إرهابية وتتأهب للتعامل معها على هذا الأساس، وما مجزرة الأمس إلا حصاد تلك النظرة والتوجه الجديد للسلطات الأمنية… إذن ما حدث تطور خطير بكل المعايير والمقاييس وهو عتبة أولى في سلم الانزلاق الذي ظل يحذر منه العقلاء.

(4)

الحقيقة التي تتجلى يوماً بعد يوم أن مواكب ثورة ديسمبر بدأت سلمية وستظل سلمية مهما حصدت البنادق والرصاص أرواح الثوار، ومهما تسلل “المندسون” إلى المواكب السلمية ابتغاء الفتنة وتجريم الثوار السلميين… أكبر ضربة لثورة ديسمبر السلمية هو النجاح في جرها إلى العنف وإخراجها عن سلميتها فإن هي استجابت فقد حصل المتآمرون على الثورة على مبتغاهم وكسبوا المعركة، وخسر الشعب السوداني ثورته السلمية…

(5)

حرص لجان المقاومة والتنسيقيات على السلمية والعض عليها بالنواجذ هو العامل الحاسم في استمرار الثورة وأهدافها ونجاحها ووصولها إلى غاياتها، التمسك بالسلمية رغم القتل وحصاد الأرواح سيظل هو الطريق الآمن لبلوغ الأهداف العظمى …..الـلهم هذا قسمي في ما أملك..

نبضة أخيرة

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة

تعليق واحد