حيدر المكاشفي يكتب.. حالة اللا-دولة في السودان
أصبح مصطلح (اللا دولة)، يتم تداوله بكثافة هذه الأيام ، وبشكل أكثر دقة بعد انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر وما أفضى اليه من مترتبات، وتستخدم النخب السودانية هذا المصطلح لوصف الأحوال العامة التي تكابدها البلاد منذ الانقلاب، بدءاً من عدم وجود حكومة مروراً بالتردي المريع الذي ضرب كافة مناحي الحياة الاقتصادية والمعيشية والصحية والتعليمية والاجتماعية، وتفاقم الأزمة السياسية الحادة وانسداد أفق أية حلول لها منظورة، وانتهاءا بالتفلتات الأمنية في عدد من مناطق البلاد، ووجبات الدم شبه اليومية التي صارت الوجبة المفضلة للانقلابيين، فدأبوا على الحرص على تناولها من دم الشهداء عند كل مليونية، بل للعجب حتى أن (ديك الانقلاب) العميد أبوهاجة الذي سار على نهج زميله ضابط الجيش السابق يونس محمود الذي كان يلقب ب(ديك الانقاذ)، بجامع التسبيح بحمد الانقلابيين بين الديكين، فالعجب أن ابو هاجة الانقلابي رمى أحوال البلاد بعد الانقلاب بدائه فوصفها ب(اللا دولة)..
نعم تصدق في أحوال السودان البائسة والتعيسة الماثلة اليوم، ان توصف بأنها بلاد بلا دولة وبتعبير شعبي (ماشة أم فكو)، حيث تضخمت وتزايدت مظاهر اللادولة، أو غياب الدولة، ولهذ يبقى المطلوب الان وبالحاح هو الانتقال بالبلاد من حالة (اللا دولة) الى الدولة، وأول خطوات استعادة الدولة تبدأ باستبعاد ما كان السبب وهو دون شك الانقلاب، فمصطلح الدولة هو المقابل المعادل لمصطلح اللا دولة، فبحسب ماهو معروف، أن الدولة ظاهرة مدنية حضارية نشأت كثمرة لخروج البشرية من حالتها البدائية، يوم كان الانسان يعيش في الكهوف و الغابات، ويقتات على ما يجمعه أو يصطاده من غذاء من نبات او حيوان، وفي ذلك العصر لم تكن الدولة موجودة، حيث لم يكتشف الانسان الزراعة، ولم يستوطن في بقعة ارض بصورة دائمة، ولا ملكية خاصة ولا سلطة سياسية (كما هو حادث في السودان الان)، وحين يتراجع مجتمع ما عن خط سيره الحضاري ويتقهقر صوب حالة اللادولة، فهذا يعني انه نزل أو سقط من قطار الحضارة، وعاد الى الكهوف والغابات، حيث تكون القوة المسلحة هي القانون،
بيد أن مشكلتنا في السودان ليست مقصورة على غياب الدولة فقط، وانما كذلك في غياب الدولة القادرة على اداء وظائفها، وحماية مواطنيها، والقادرة على أن تحقق لهم العدالة والحرية والمساواة والامن والكرامة والخدمات والرفاه، ولكن لن تتحقق عملية الانتقال من حالة اللادولة الى الدولة الحضارية الحديثة، دون وعي خلاق ومؤثر، ذلك ان المشكلات التي يعاني منها السودان، وهي مشكلات مزمنة لا يمكن حلها الا بواسطة دولة قادرة على القضاء على التخلف و الفساد وتردي نوعية ومستوى الحياة والاقتصاد الريعي الاستهلاكي والسلاح المنفلت والنظام التربوي المتخلف والتقاليد والاعراف المعيقة للتقدم والفقر والمرض وانعدام الانتاجية والبطالة والبطالة المقنعة وكل الظواهر السلبية التي يعاني منها السودانيون الآن. فأين نحن من ذلك مع فعايل الانقلاب..
الجريدة
حرية، سلام، وعدالة
صحيفة الجريدة
كل الانحاز لمظاهرات ديسمبر ووثق في السكارى والحيارى هديل يستفرغوا في وشه الاساءات على شاكلة إنقلابي وقرد وود ابرق، والله لو كنت في محل المشير البرهان أرجع الإنقاذ بي ضبانتا أمن وعمليات ومخابرات وجن احمر وجن بنفسجي وجن بمبي وارجع مرافيد الجيش والأمن والبوليس جت جمبرت من نيفاشا وجاي وافك البشير واجيب قوش مستشار واسلم الحكومة والجيش لي أقرب كوز واسلمهم قحط وتجمع المحنيين ولجان المقاومة في كونتينرات واركب اقرب طيارة وشنطة دولارات وياااااااع. خطة وللا ما خطة؟ جنو يا جنو يا حبيب جنو يا فهم لأي وهم. جاحدين النعمة ديل.
لا تستحق الرد