الزواج من شخص متفائل يحسن الصحة العقلية للشريك
تقول دراسة حديثة أن الأشخاص المتفائلين يسهمون في تعزيز صحة شركائهم من خلال تقليل مخاطر التدهور المعرفي لديهم من خلال تشجيع ودعم بعضهما البعض.
وبحسب شبكة “سكامب” الصينية، أشارت دراسة من جامعة ولاية ميتشيغان في الولايات المتحدة، إلى أن وجود شريك حياة إيجابي لا يؤدي فقط إلى تحسين حالة وجودة العلاقة؛ بل إنه يعزز أيضا الصحة العقلية في سن الشيخوخة لكلا الطرفين.
وخلص الباحثون إلى أن الأفراد المتفائلين يسهمون في تمكين صحة الشريك، مما يساعد في تجنب العوامل الصحية الخطرة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف والتدهور المعرفي مع تقدمهما في السن معا.
وجاءت هذه النتائج بعد ثماني سنوات من العمل على دراسة تضمنت 4500 من الأزواج من جنسين مختلفين والتي نشرت عام 2019 في مجلة “الشخصية”.
وقال ويليام تشوبيك، مؤلف مشارك في الدراسة: “وجدنا أنه عندما تنظر إلى العوامل الخطرة التي تجعلك تتنبأ بالإصابة بأمراض مستعصية مثل مرض ألزهايمر أو الخرف، فإن الكثير منها يتعلق بالعيش بأسلوب حياة صحي”.
ويضيف تشوبيك أن “الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني من العوامل الرئيسية للتنبؤ بصحة عقلية جيدة، كما أن هناك بعض العلامات الفسيولوجية أيضا، ويبدو أن الأشخاص المتزوجين من متفائلين يميلون إلى تحقيق نتائج أفضل في كل هذه المقاييس”.
وأكد الباحثون أن الزواج من شخص متفائل غالبا ما يترجم إلى بيئة صحية في المنزل، وهو ما قد يفسر انخفاض مخاطر التدهور المعرفي.
تقول كاميلا أوكونور، اختصاصية علم النفس الإكلينيكي والاستشاري ومقرها هونغ كونغ، “إن مدى شعورنا بالرضا في علاقتنا له علاقة كبيرة برفاهيتنا العقلية”، لذا فإن الشركاء الذين لديهم منظور إيجابي حول علاقتهم لا يعززون فقط علاقة قوية، بل يؤثرون أيضا بشكل مباشر على الصحة العقلية لشركائهم.
وتضيف أوكونور: “نحن كائنات اجتماعية وارتباطنا بشريكنا وعائلتنا وأصدقائنا ومجتمعنا يؤثر بشكل مباشر على إحساسنا بالرفاهية”، كما أن “الأزواج الذين يؤكدون على الأوقات الجيدة مع الشريك، ويبرزون نجاحاتهم، ويؤكدون الخصائص الإيجابية لشريكهم ويعملون في العلاقة من موقع الاعتزاز بشركائهم، من المرجح أن يتمتعوا برضا عالٍ عن العلاقة، وبالتالي رفاهية أكبر”، حيث يكون الشريك ملاذا للراحة والأمان.
وتضيف اختصاصية علم النفس الإكلينيكي، أنه “من المهم أن نشعر بالدعم والتقدير والحب في علاقاتنا، حيث قد ينخرط الشريك ذو المنظور السلبي في أساليب اتصال مدمرة مثل الدفاعية والنقد والانسحاب، ونتيجة لذلك قد يجد الطرف الآخر صعوبة في التحول نحو العلاقة وبالتالي يشعر الشريك بالرفض والعجز والوحدة والعزلة”، مضيفة أن النتائج المترتبة على ذلك يتعلق بصحتنا العقلية، “إذ يمكن أن تؤدي العلاقة السلبية إلى فك الارتباط العاطفي”.
وتؤكد أوكونور أن العلاقة يجب أن تكون ديناميكية، وأن من المهم أن يتحد الشريكان معا في إنشاء علاقة آمنة: “علاقة تعزز التفاعلات الإيجابية وتركز على السمات الإيجابية للشريك الآخر والعلاقة”.
سبوتنك