محجوب عروة يكتب مبادرة جهاز المخابرات وبنتاغون الوضع السياسي
المبادرة التي أعلن عنها المدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد مفضل يجب أن تجد التجاوب والتقدير من الشعب السوداني خاصة بنتاعون ( خماسي) القوي السياسية التي تتمثل في (1- قحت المركزية و قحت الأخرى المنشقة عنها و2 -الجيش والقوات النظامية الأخرى و3- الملايين من الشباب الذي يتظاهر و يطالب بالمدنية والديمقراطية ولا ينتمي لجهة سياسية و 4 – المستقلون الكثر و 5- بقية الأحزاب الأخرى وتشمل الحزب الشيوعي والإسلاميون المعتدلون و الجبهة الثورية إضافة للأحزاب الأخري التي إجتمعت في قصر الصداقة بما فيها الحركات المسلحة التي شاركت والتي لم تشارك وأهل الشرق).. هؤلاء جميعهم لا يمكن تجاوزهم اذا أردنا الاستقرار..
تجيئ هذه المبادرة والبلاد أحوج ما تكون لها في أعقاب بيان الخامس والعشرون من إكتوبر فالاتفاق السياسي بين د. حمدوك والفريق أول البرهان الذى يجب عدم التشكيك فيه بل دعمه حتى لا يتحول ( نصف الإنقلاب) الي إنقلاب كامل يعطل الإنتقال وينسف التحول الديمقراطي فنقع في مستنقع الفوضي
أن المبادرة التي يعتزم جهاز المخابرات إطلاقها هي مبادرة وطنية عظيمة تصدر من عقول مهنية عظيمة ووطنية صادقة ووعي إستراتيجي عميق تؤكد أن هذا جهاز ما بعد ثورة ديسمبر لم يعد جهازا لخدمة تنظيم وحزب واحد كما سبق بل جهاز قومي بحق يقف علي مسافة واحدة من الجميع ومنحاز الي كل الشعب يحفظ قومه الوطني ويحترم حريته وحقوقه ومصالح الوطن العليا وليس مصالح حزبية أو شخصية أو قبلية وجهوية.
أن تقديم مبادرة وطنية من جهاز المخابرات في هذا المنعطف التاريخي يمكن أن يساهم في تجاوز التحديات الخطيرة التي يواجهها الوطن فهذا الجهاز ينتظره دور كبير.
في تقديري – كمساهمة في إنجاح مبادرة الجهاز- أن أهم ما يجب أن تنجزه هو جمع كل القوي السياسية دون العزل والإقصاء الذي مارسته قحت في العامين الماضيين و لهذا أتمني عدم تجاهل المستقلين من أهل الخبرة والوطنية والرأي السديد لدعم المبادرة .
هذه المبادرة يجب أن تبدأ بحوار وطني عميق عبر مؤتمر دستوري من أجل الإتفاق علي مشروع وطني شامل وعلي المشتركات والحد الأدني الذى يكفل الإستقرار والسلام والتوافق الوطني والتحول الديمقراطي ونجاح الفترة الإنتقالية ولو أدي ذلك لإعادة صياغة الوثيقة الدستورية القاصرة أو البديل كتابة دستور إنتقالي أسوة بما مضي، فهذه الوثيقة قد تجاوزتها الأحداث ولم تعد تناسب تطلعات الشعب ولا الأحداث السياسية التي إستجدت..
ثم هناك ضرورة إنجاز العدالة الإنتقالية والأستفادة من تجربة جنوب إفريقيا ورواندا في المصالحة الوطنية والتجاوز والتسامح ففي تقديري أن ذلك يشكل المنطلق والطريق الصحيح لإ نجاح المبادرة والإنتقال والإستقرار.. فكما قال السيد المسيح ( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر).. بالتسامح نبني الوطن وبالإنتقام نهدمه ولنعمل بعبارة عظيمة للامام محمد أحمد المهدي (من فش غبينتو خرب مدينتو).. وفوق ذلك قوله تعالي ( لا خير في كثير من نجواهم الإمن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس).. وقول الرسول الخاتم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فأي مكارم الأخلاق أفضل من التسامح؟؟ والإصلاح بين الناس مثل هذه المبادرة قيل أنها أعظم درجة من كثرة العبادات.. لهذا أقترح لجهاز المخابرات الإستفادة من كل المبادرات التي صدرت في الفترة الماضية ففيها كثير من الأفكار الجيدة.
صحيفة السوداني