محمد عبد الماجد يكتب: حكومة (قراية المساء) أو حكومة (الفرز السابع)
(1)
في كرة القدم يذهب المحترفون الممتازون وأصحاب المواهب العالية في قارة أمريكا اللاتينية وأفريقيا للاحتراف في قارة أوروبا – وحتى احترافهم في أوروبا يأتي متدرجاً – أغلب المحترفين الأفارقة يبدأون من فرنسا في الدرجات الدنيا فإن تحقق لهم النجاح انتقلوا إلى الأندية الكبيرة في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا.
بصورة عامة – المحترفون الأفارقة (الفرز الأول) يذهب إلى أوروبا و(الفرز الثاني) يذهب إلى الخليج و(الفرز الرابع) يذهب إلى دول شمال أفريقيا مصر وتونس والجزائر والمغرب ويأتي إلى السودان (الفرز الرابع) من المحترفين. وربما أدنى من ذلك.
تذكرت هذا الأمر وأنا أشعر أن حكومة (الإعلان السياسي) الأول أو الثاني سوف تأتي لنا بالحد الأدنى من تلك (الإفرازات) – فقد تكون حكومتنا القادمة التي سوف يعلنها حمدوك ولا يجد الجرأة لذلك (فرز سابع) وقد تكون (فرز عاشر) وإلا ما تأخر حمدوك كل هذه الفترة لإعلان حكومة (الاتفاق السياسي) غير الشرعي الذي جمع بين البرهان وحمدوك ويبحثون عن توسعة حاضنته الآن.
أغرب ما في (الاتفاق السياسي) أنه يفتقد لعنصر (الاتفاق) – هو معاهدة يمكن أن نطلق عليها معاهدة (الاختلاف السياسي).
يتحدثون عن حكومة كفاءات وهي حكومة لن يكون لها من الكفاءة نصيب إذا كانت مرجعيتها (أربعة طويلة) والأسماء التي تصدرت المشهد بسطحيتها الفكرية وانتهازيتها السياسية.
(2)
في التعبير الشعبي إذا أردت أن تقلل من قيمة أحد – عليك أن تقول له مازحاً إنه نتاج (قراية المساء) – وهي قراءة لعلها اختفت في السنوات الأخيرة يلتحق بها من أجل الامتحان للشهادة السودانية من يرسبون ويفشلون في تحصيلهم العلمي فيتم تحويلهم إلى (فصول المساء) ليمتحنوا للشهادة السودانية دون أن يمنحوا شرف الانتساب إلى المدارس الرسمية – حكومية كانت أو خاصة خوفاً من أن تلطخ تلك المدارس سيرتها بفشل أولئك الطلاب الذين يدرسون بالمساء.
قريباً من هذا الأمر – هناك طلاب يمتحنون للشهادة السودانية (من منازلهم) من أجل الإعادة لأنهم رسبوا في الامتحان السابق أو حققوا درجات لا تؤهلهم للكليات التي يرغبون في الدراسة فيها.
حكومة حمدوك القادمة وبما يتم تداوله عنها وما تفرزه تحركات بعض الأحزاب التي لا وزن لها يمكن أن نطلق عليها حكومة (قراية المساء) أو هي حكومة (فرز سابع) – إذ نجد الأسماء التي سوف تتشكل منها الحكومة الجديدة أسماء تفتقد للكفاءة والمؤهلات – لن تجدوا من يقبل بالعمل في الحكومة الجديدة إذا كان من أهل الكفاءة.
لن تجدوا منهم غير َ(الْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ).
الحكومة الجديدة سوف تكون حكومة مكونة من الحركات المسلحة والأحزاب التي لا تملك غير (الختم) وليس ليها في الوجود غير (الترويسة) التي تعنون بها مخاطباتها.
فوق هذا – فكل الشخصيات المطروحة في الساحة الآن لشغل مناصب وزارية في الحكومة الجديدة شخصيات (فطيرة) ومكروهة من الشارع بسبب انتهازيتها وسطحيتها.
الحكومة القادمة تفتقد للقبول ولا تجد سنداً من الشارع – وهذه أشياء كفيلة أن تسقط أية حكومة حتى وإن كانت حكومة (كفاءات) كما يقولون.
شخصيات في حجم وقيمة محمد أحمد المحجوب والصادق المهدي وحمدوك لم يتم الاتفاق عليها ووجدت صعوبات كبيرة بسبب الاختلاف حولها – كيف يكون حال أسماء قدمتهم (قراية المساء) في السياسة وأتى بهم للسلطة (الفرز السابع)؟
(3)
إذا لم تستوعب السلطة هذه الاحتجاجات الشعبية والمواكب التي أصبحت ثابتة وراسخة تزداد من موكب لموكب سوف يسقط النظام قريباً.
هذه المواكب قادرة على أن تسقط أقوى حكومة– وقد جربتم ذلك في الثورات السابقة.
الشعب السوداني تستفزه أسماء مثل التوم هجو وجبريل إبراهيم ومبارك الفاضل ومناوي وبرطم، هذه الأسماء وجودها في أية حكومة أو حاضنة سياسية كفيل أن يسقط الحكومة التي تدعمها هذه المجموعة.
قيادات ( قراية المساء) وكفاءات (الفرز السابع) لا قدرة لهم على الصمود أكثر من (45) ثانية.
(4)
بغم /
سيصرخون – ويصرخون – هذا ما نشاهده في زاوية الأستاذ إسحق أحمد فضل الله.
أما الآخرون من كتّاب الإنقاذ فإن صريخهم لم يعد مسموعاً – لأن صوتهم قد بح من شدة الصريخ.
صحيفة الانتباهة