الأخبار

خبير يتنبأ بموجة سادسة من كورونا.. والسبب أوميكرون

تنبأ مسؤول طبي بموجة سادسة من كورونا في هذه الدولة، ما هي؟ وما السبب؟ وهل أوميكرون أكثر ضراوة من دلتا؟ وهل جرعتان من اللقاحات كافية لمحاربة أوميكرون؟ ولماذا الجرعة المعززة ضرورية؟ الإجابات في هذا التقرير الشامل.

مسؤول طبي: فرنسا ستتعرض لموجة سادسة من كوفيد في يناير/كانون الثاني

نبدأ من فرنسا حيث قال مسؤول تنفيذي في أحد المستشفيات إن البلاد ستتعرض لموجة سادسة من كوفيد-19 الشهر المقبل بسبب ظهور المتحور الجديد للفيروس -المعروف باسم أوميكرون- الأشد نشرا للعدوى، في حين لا تزال البلاد في خضم الموجة الخامسة من الجائحة الناجمة عن السلالة دلتا، وفقا لوكالة “رويترز”.

وقال مارتن هيرش مدير مجموعة مستشفيات “إيه بي إتش بي” في باريس أكبر شبكة مستشفيات في أوروبا لإذاعة “آر تي إل” (RTL) “لم نتفوه بكلمة واحدة عن الموجة السادسة وهي أوميكرون، التي ستأتي لاحقا في يناير/كانون الثاني”.

ويخشى الخبراء من أن يهدد أوميكرون بخطر موجات جديدة في دول العالم، وليس في فرنسا فحسب.

ففي المملكة المتحدة، حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد الماضي من أن البلاد ستواجه “موجة هائلة” من سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا قائلا إن “جرعتي اللقاح لن تكونا كافيتين لاحتواء هذه السلالة”.

من جهته قال ريتشارد نيهير، رئيس مجموعة أبحاث تطور الفيروسات والبكتيريا في جامعة بازل، إن سلالة أوميكرون ستصبح السلالة الأكثر انتشارا من فيروس كورونا في أوروبا خلال الشهر المقبل، لتتجاوز السلالات الأخرى مثل دلتا، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

وقال نيهير -في مقال نشر على موقع جامعة بازل- أمس الاثنين “في الوقت الراهن، لا تزال سلالة أوميكرون نادرة في أوروبا”.

وتابع “ولكن إذا استمر التطور على هذا النحو، فإن سلالة أوميكرون ستصبح الأكثر انتشارا في أوروبا خلال ما يتراوح بين أسبوعين إلى 4 أسابيع”.

وتشير بيانات من الدانمارك وبريطانيا إلى أن عدد الإصابات بأوميكرون يتضاعف كل 3 أو 4 أيام.

ويبلغ معدل انتشار سلالة أوميكرون 3 أضعاف معدل انتشار سلالة دلتا، ويرجع ذلك إلى أنه يصيب الأشخاص الملقحين وغير الملقحين.

غير أن الأشخاص الملقحين -خاصة أولئك الذين تلقوا جرعات معززة- لديهم حماية من الأمراض الخطيرة التي قد تسببها سلالة أوميكرون، وفقا للخبير.

وأضاف نيهير أنه يجب التعامل مع عدم المساواة في التوزيع العالمي للقاحات في أقرب وقت ممكن.

جرعتان من اللقاحات غير كافيتين لمحاربة المتحور أوميكرون
ننتقل إلى بريطانيا حيث توصل علماء إلى أن نظام التطعيم بجرعتي لقاح للوقاية من كوفيد-19 لا يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة كافية لمحاربة المتحور أوميكرون، الأمر الذي يرجح زيادة الإصابات بين من أصيبوا من قبل بالمرض أو تم تطعيمهم باللقاحات.

ونشر باحثون من جامعة أكسفورد أمس الاثنين -وفق ما نقلت رويترز- نتائج دراسة لم تحظ حتى الآن بمراجعة من أقرانهم من العلماء حللوا فيها عينات من دماء المشاركين في دراسة كبيرة لبحث إمكانية المزج بين اللقاحات ممن سبق أن حصلوا على جرعات من لقاحي “أسترازينيكا-أكسفورد” (AstraZeneca- Oxford) و”فايرز-بيونتيك” (Pfizer-BioNTech).

وتأتي نتائج الدراسة بعد يوم من التحذير الذي أطلقه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، عندما قال إن جرعتين من اللقاح لن تكونا كافيتين لكبح المتحور أوميكرون.

وقالت الدراسة إنه لا توجد أدلة حتى الآن على أن انخفاض مستوى الأجسام المضادة المكافحة للعدوى قد يؤدي إلى تزايد خطر الإصابة بأعراض حادة أو الدخول للمستشفى أو الوفاة لمن حصل على جرعتين من اللقاحات المعتمدة.

وقال ماثيو سنيب الأستاذ بجامعة أكسفورد الذي شارك في الدراسة “هذه البيانات مهمة لكنها ليست سوى جزء من الصورة”.

الجرعة المعززة ضرورية
نظرا لظهور متحور أوميكرون، فقد باتت الحاجة إلى الجرعات المعززة من اللقاحات أكثر إلحاحا، وفق ما كتبت هانا ديفلين في صحيفة “غارديان” (The Guardian).

والطفرات في المتحور الجديد من الفيروس تعني أن بعض بروتيناته تبدو الآن مختلفة تماما عن السلالة الأصلية من فيروس كورونا التي ظهرت أول مرة في مدينة ووهان الصينية، والتي صممت جميع اللقاحات الحالية لاستهدافها. وهذا بدوره، يعني أن الأجسام المضادة التي كونها الجسم -نتيجة للإصابة بعدوى الفيروس سابقا أو التطعيم- ستكون أقل كفاءة في الحماية من العدوى بمتحور أوميكرون. ونظرا لأن تلك الأجسام المضادة تلتصق بالفيروس بقوة أقل، فإن هناك حاجة أيضا إلى كمية أكبر من الأجسام المضادة للتعويض عن عدم تطابقها جيدا مع بروتينات المتحور الجديد.

وتشير الدراسات إلى أن الجرعة المعززة من اللقاح تزيد مستوى الأجسام المضادة في الجسم بشكل كبير فوق المستوى الذي شوهد بعد تلقي جرعتين فقط من اللقاحات، وهو ما يمنح بعض الأمل في أن ضعف المناعة سيحدث بشكل أبطأ بعد جرعة ثالثة، علما بأن الوقت ما زال مبكرا على التأكد من ذلك.

وتبدو البيانات المتحصلة من التجارب المخبرية مشجعة، ولكن النتائج الحقيقية التي يتابعها العالم عن كثب هي تلك المترتبة على ما يجري في جنوب أفريقيا والمملكة المتحدة وأماكن أخرى للإجابة على سؤال مهم يتعلق بمصير هذه الموجة من تفشي المتحور الجديد.

ويعكف صانعو اللقاحات حاليا على لقاحات مختلفة يمكن أن تكون جاهزة للتوزيع بحلول شهر مارس/آذار، لكن تعديل اللقاحات الحالية سيفضي إلى نقاط الضعف نفسها إذا تفشى متغير آخر سريع الانتشار يطغى على أوميكرون في المستقبل.

ويأمل العلماء في أن الجيل القادم من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لن يكون فعالا في مواجهة السلالات المنتشرة من الفيروس فحسب، بل سيوفر حماية مناعية أوسع بكثير بحيث تكون فعالة ضد الطفرات أيضا. ومن بين الاحتمالات المرشحة لذلك لقاح مصمم خصيصا لتحفيز “استجابة الخلايا التائية” (T-cell response) لآلية التكاثر التي يستخدمها الفيروس بدلا من البروتين الشائك، وهو ما يرى العلماء أنه قد يوفر مناعة تستمر لعدة سنوات بدلا من بضعة أشهر.

هل ينذر متحور أوميكرون بمنعطف في وباء كوفيد-19؟
هذا ما حاولت بولين فراور من صحيفة “لوفيغارو” (le figaro) الإجابة عنه، قائلة إن المعلومات الموثوقة حول هذا المتحور لا تزال شحيحة وإن كانت تنتشر بسرعة ملحوظة إذا أخذنا في الاعتبار الوقت المعتاد للبحث العلمي.

وتنقل الكاتبة، في هذا الصدد، عن البروفيسور فينسان كالفيز، رئيس قسم علم الفيروسات في مستشفيات بيتي-سالبيتريير وسانت أنطوان، “يبدو أن العدوى بدأت أقوى وأسرع، كما لو كان الفيروس شديد التأقلم مع الإنسان، لكن هذا منطقي إذ يتماشى مع ما نعرفه من فيروسات الحمض النووي الريبوزي (RNA) التي تتمتع بقدرة سريعة جدا على التطور”.

ومن الأمور البارزة الأخرى التي لاحظها الجنوب أفريقيون أن سلالة أوميكرون أسرع بكثير من منافستها دلتا.

وقد استنتج المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها -بناء على نماذج رياضية- أن أوميكرون من المتوقع أن يكون مسؤولا عن نصف حالات كوفيد-19 في أوروبا “في الأشهر المقبلة”.

وحول قابلية انتقال أوميكرون، يقول فينسان كالفيز: “يمكنك أن تفترض أنه مرتفع، لكن هل هو أسرع من دلتا؟ هذا هو السؤال، لكننا لا يمكننا أن نفترض أن عدواه أبطأ من دلتا”.

هل أوميكرون أكثر ضراوة من دلتا؟
تنقل الكاتبة عن البروفيسور يزدان يزدانبانا، رئيس قسم الأمراض المعدية والمدارية في مستشفى بيشا كلود برنار، قوله “ما زلنا نفتقر إلى البيانات، وستأتي الإجابة من الملاحظات السريرية في جنوب أفريقيا”.

وفي هذه المرحلة، تبدو الإشارات الواردة من جوتنج في جنوب أفريقيا مواتية تماما، إذ يشير تقرير للدكتور فريد عبد الله من مستشفى تشوان -بالقرب من مركز الوباء- إلى أن المرضى الذين تم إدخالهم المستشفى بسبب فيروس كوفيد-19 أو تم التأكد من إصابتهم أقل عرضة بكثير للاحتياج إلى الأكسجين أو المساعدة في التنفس مقارنة بالفترة نفسها من الموجات السابقة. كما أن إقامتهم في المستشفى أقصر.

لكنه حذر من الحماس المفرط؛ إذ يمكن تفسير ذلك -من بين أمور أخرى- على أنه عائد إلى كون 80% من المرضى في المستشفى في تشوان أعمارهم دون 50 عاما.

موجة أوميكرون الشتوية قادمة بسرعة
تشير البيانات القادمة من جنوب أفريقيا وأوروبا إلى أن أوميكرون ينتشر بسرعة كبيرة ويصيب الأشخاص الذين تلقوا التلقيح، وذلك وفقا لما كتبت كيتلين أوينز في موقع “أكسيوس” (Axios)، تحت عنوان “موجة أوميكرون الشتوية قادمة بسرعة”.

وقالت الكاتبة إنه إذا استمرت وتيرة تفشي السلالة الأحدث من فيروس كورونا على هذا النحو، فإن ذلك يعني أن كثيرا من الناس -في جميع أنحاء العالم وفي الولايات المتحدة- على وشك المرض جراء الإصابة بالمتحور الجديد حتى لو كانت الأمر مجرد أعراض بسيطة.

ووفق تقديرات الباحثين فإن تضاعف أعداد المصابين بأوميكرون يستغرق يومين أو 3 فقط، مما يعني أنه ينتشر بسرعة مذهلة.

منظمة الصحة العالمية: أوميكرون يشكل خطرا عالميا كبيرا
وأول أمس الأحد قالت منظمة الصحة العالمية إن أوميكرون يشكل “خطرا عالميا كبيرا” مع بعض الأدلة على أنه مقاوم للقاحات، لكن البيانات السريرية عن شدته ما زالت محدودة، وفقا لرويترز.

وقالت المنظمة في إفادة فنية إن حالة كبيرة من عدم التيقن تحيط بأوميكرون، الذي رصد لأول مرة الشهر الماضي في جنوب أفريقيا وهونغ كونغ، والذي قد يؤدي تحوره إلى سرعة أكبر في انتشار العدوى وعدد أكبر في الإصابات بكوفيد-19.

وأضافت “مجمل الخطر المرتبط بالمتحور الجديد أوميكرون يظل مرتفعا للغاية لعدة أسباب” في تكرار لتقييمها الأول.

وتابعت “ثانيا، فإن الأدلة الأولية تشير إلى تفاديه للاستجابات المناعية وإلى معدلات انتشار عالية، وهو ما قد يتسبب في ارتفاع آخر في حالات الإصابة مع عواقب وخيمة” مشيرة إلى قدرة الفيروس المحتملة على مقاومة المناعة التي توفرها الأجسام المضادة.

وبحسب الجزيرة نت ، أشارت المنظمة إلى أدلة أولية على ارتفاع أعداد من تكررت إصابتهم بالفيروس في جنوب أفريقيا.

وتابعت أنه في حين تظهر بيانات أولية من جنوب أفريقيا أن حالات الإصابة بأوميكرون أقل شدة من حالات الإصابة بسلالة دلتا، فإن المهيمن على الإصابات في العالم حاليا وجميع الحالات المسجلة في منطقة أوروبا كانت خفيفة أو بدون أعراض، وما زال من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن يكون أوميكرون أقل ضراوة.

وقالت المنظمة “هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لفهم شدته… وحتى إذا كانت شدته أقل من دلتا، فيظل من المتوقع ارتفاع معدلات الدخول للمستشفيات نتيجة زيادة الحالات. وتشكل زيادة معدل دخول المستشفيات عبئا على الأنظمة الصحية وتزيد من الوفيات”.

وتابعت أنه من المتوقع الحصول على المزيد من المعلومات في الأسابيع المقبلة.

الخرطوم(كوش نيوز)