محمد المبروك يكتب.. مغفل الفيسبوك
• لو فحصت الحسابات التي تبث خطاب الكراهية
والعنصرية في التايم لاين السوداني ستكتشف، بسهولة، أنها حسابات Fake غير حقيقية. هذه الحسابات، وفقاً لتقارير صحافية عالمية، تدار من
خارج السودان ومفهوم الهدف الاستراتيجي الذي تشتغل عليه، وهو هدف، بكل تأكيد، ليس في مصلحة مستقبل السودان ولا حاضره.
•
هناك حسابات حقيقية بالطبع، وهؤلاء أغلبهم من بسطاء الناس، “من لا يسألون أخاهم حين يأتيهم بالمنشورات برهاناً “. وهناك من هو خفيف العقل
يسهل سواقته لحتفه بسهولة، وعبر نوافذ الغافلين تُمرر الأجندة الأجنبية الخطرة مثل مخطط تعميق الانقسام الاجتماعي الذي تجري وقائعه في السودان
الآن.. وهي مرحلة أولى لها ما بعدها.
• ولذلك يجب الاعتراف بمساهمة الغافلين – ولعلهم المغفلين – في التلاعب بالرأي العام، فهم ترس
رئيسي في استراتيجيات التحكم في المناخ العام رغم عدم إدراكهم لخطورة دورهم. الغافل بمثابة الحامل لفيروس الرداءة السياسية. أما صِفة غافل
الفيسبوك فهي خفة العقل فهو قابل لتصديق ما يقع تحت عينه دون فحص وتمحيص، مع همة وعزيمة عالية في نقل وتوزيع المحتوى الردئ على
الوسائط دون أن يكلف نفسه بسؤال : من يقف وراء هذا المحتوى؟ مغفلو الفيسبوك ترس رئيسي في استراتيجية التلاعب بالرأي العام، كما أنهم شغّيلة
مجانية لا يكلفون شيئاً.
• “من استراتيجيات التحكم بالشعوب تشجيع الشعب على استحسان الرداءة .” يقول المفكر الأمريكي، ذائع الصيت،
نعوم تشومسكي. الخطاب الردئ .. خطاب الكراهية والعنصرية والتخوين المتبادل لن تكون نتيجته سوى إشعال حزازات النفوس وفتح المسرح
السوداني أمام أجندة التفتيت والحروب الأهلية.
• عزيزي غافل الفيسبوك، كن حذراً فحين تحصد ما زرعته يداك .. حين تندلع
الحرب، لا قدر الله، حينها لن تجد الوقت الكافي لتكتب في صفحتك على الفيسبوك : كتمت. ستكون مشغول بالنجاة حينها.
صحيفة اليوم التالي