هاجر سليمان تكتب: إحالات الشرطة
لطالما ذكرت في زاويتي هذه أن هنالك جهات تحرك خيوط اللعب بالدولة وكان آخر ما كتبت مقالاً الاسبوع الماضي تحت عنوان (من الذي يقف خلف كواليس السياسة) وتطرقنا في مقالنا إلى أن هنالك قوى خفية ترغم الساسة الذين يتولون السلطة كما يبدو للشارع بفعل أشياء ما أنزل الله بها من سلطان، لذلك تجد القائد العسكري والمؤسس ومن حولهما يصدرون القرار تلو القرار دون إكتراث بمصلحة الشعب أو حتى مصلحتهم فما عليهم سوى التوقيع وإعطاء (الأوكي) للإعلان وهذا أمر خطير قد يضر بمصلحة الدولة والمواطن إن كان هنالك من يحنو على البلاد ويعمل لها بقلب واحد لا قلبين ولعل إثر تلك القوى ظهر جلياً في تصريحات بعض المكونات المدنية التي بدأت شرسة ثم تراجعت وأصبحت تتخذ تدابير قبل إطلاق أي تصريح حتى لا تقع في الشرك الذي يطيح بالرؤوس .
لمسات تلك الجهات الخفية بدت واضحة من خلال كشوفات إحالات الشرطة والترقيات الأخيرة وعلى ما أظن إننا لم نكن نتوقع إحالة بعض القادة الحكماء أمثال اللواء النذير خضر واللواء آدم إبراهيم والكثير من الضباط في الرتب المختلفة الذين أحيلوا للتقاعد وهؤلاء جميعاً كانوا يتميزون بالنزاهة والحنكة والذكاء في إدارة الموقف وأني أرى قرارات إحالاتهم تشابه قرار إحالة النائب العام السابق مبارك محمود مما يعني أن الذين يديرون السياسة من خلف الكواليس لا يسعون لتطبيق شعارات الثورة التي رفعت وتم تقطيعها في أول زقاق يقود إلى دهاليز السلطة على الرغم من الكفاءات الذين تمت ترقيتهم وهم يستحقون الترقي إلا أن ما حدث يعتبر مجزرة بالشرطة لا علاقة لها بالمهنية أو العدالة واليكم الدلائل على ما ذهبنا اليه ..
أولاً .. مدير عام الشرطة الفريق أول عنان حامد لا علاقة له البتة بتلك الكشوفات لأن إعداد الكشوفات يتطلب فترةً كافية والذين أحيلوا يبدو أن كشوفاتهم أعدت منذ فترة وقبل تولي عنان للشرطة وأكبر دليل على ذلك أنها المرة الأولى التي تصدر فيها كشوفات إحالات وترقيات في ظل غياب المدير العام والذي يتواجد منذ أيام بدولة تونس في إجتماع لمديري الشرطة العرب، حيث درجت الرئاسة على إصدار الكشوفات في ظل وجود المدير العام حتى يتسنى له توديع رفاقه وتطييب خواطرهم .
ثانيا .. لاعلاقة لحميدتي أو البرهان بتلك الكشوفات لأنه من واقع الحال الجيش لا علاقة له بقادة الشرطة وإعداد كشوفاتهم وأيضاً مهمة البرهان أو حميدتي الأساسية التوقيع والموافقة على الكشوفات النهائية وقد يبدو ملاحظاتهم على بعض الأسماء ولكن لا يستطيعون وضع جميع الأسماء لذلك قلنا إن ماحدث هو تكتيك وتخطيط لقوى خفية تسعى لإزاحة قادة من المشهد لإبراز آخرين لأغراض وأجندة في نفسها والدليل على أن ما يحدث تقف خلفه قوى خفية أن القائد العام البرهان حتى الآن لم يكلف نفسه عناء إصدار قرارات بإعادة ضباط الدفعة الذين أحيلوا بقرارات مزورة مما يعني مباركة عملية التزوير على أعلى مستويات ..
إذا كانت القوة الخفية البلهاء تطيح بالشرطة من أجل حفظ خانات لعناصر الترتيبات الأمنية فأنا أقول لهم وبالفم المليان (الترابة كالت خشمكم) ..
كسرة ..
هل أتاكم نبأ تجاوزات القطاع الرياضي وما يحدث من إنتهاكات صرفت الحكومة النظر عنها ولكننا سنفتح ملفها تابعونا ..
صحيفة الانتباهة