محجوب عروة يكتب معا لإفشال الخداع الامبريال
“محجوب عروة / قولوا حسنا”
أرجو أن يكون قد حان الوقت لإفشال الخداع والسيطرة الامبريالية على العالم العربي، والإسلامي خاصة والذى امتد ما يقرب من مائة وخمسين عاما ظل تحت السيطرة والاحتلال الاستعماري لدرجة غرس خنجر دولة احتلالية عنصرية متطرفة في خصر هذه المنطقة من شرقنا الحبيب رعاها وتعهدها ودعمها بالسلاح والمال.. بدأت هذه السيطرة بقوة السلاح الفتاك وانتهت اليوم الى وسائل ذكية جديدة للسيطرة عبر الاقتصاد والضغوط السياسية والإعلامية وإحداث الفوضى الخلاقة وفى حالة الفشل يستخدم الغزو بالسلاح كما في حالة العراق وغيرها.
وبعد ان نالت الدول العربية والإسلامية استقلالها الشكلي عقب الحرب الكونية الثانية ظهر استعماران بما أطلق عليها الحرب الباردة بين قطبين هما الرأسمالي والشيوعي فانقسم العالم العربي والإسلامي بينهما يخدمانهما بالوكالة للأسف الشديد. وبعد سقوط المعسكر الشيوعي ظن وادعى المعسكر الرأسمالي أنه سيكون القطب الوحيد الذى سيتحكم في العالم بل سيكون شرطي العالم وانها نهاية العالم ولكن هيهات فكما قال الشاعر التونسي الفذ أبو القاسم الشابي
اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر
فقد بدأ القيد أن ينكسر رويدا رويدا. بدأ بالربيع العربي فهل يكون ما نشاهده هذه الأيام من احياء وتصفية العلاقات بين الدول العربية والإسلامية خطوة في الاتجاه الصحيح فيفشل الخداع الاستعماري الذى يريدنا أن نؤمن بأنه لا فرصة لنا لنتحرر من قبضته؟ أتمنى ذلك فالزيارات المتبادلة بين دول المنطقة العربية والإسلامية يجب ان تستمر لتؤتي أكلها فلا نعود لنكون مجرد أدوات لحروب جديدة بالوكالة في حين تعمل الدول الاستعمارية على رأب الصدع بينها رغم الخلافات بينها في حين نتصارع نحن. على سبيل المثال ألم تتبادل فرنسا وأميركا الاتهامات حول صفقة الغواصات لدرجة سحب السفراء ثم يجتمعون ويتصافون في حين نمارس نحن الصراعات المسلحة في اليمن وسوريا وليبيا والعراق وغيرها؟
صحيح من غير الممكن بل غير المطلوب أن تنعزل دولنا وشعوبنا عن دول العالم ومعسكراته المتنافسة فالعولمة بسبب ثورة الاتصالات والمعلوماتية عبر الفضاء السيبراني واقع لا يمكن تجاوزه جعلت الكرة الأرضية قرية بل حجرة الكترونية وأصبحت المصالح متشابكة.. وفى مقابل ذلك أدت الكوارث الطبيعية والأمراض الفتاكة – آخرها جائحة كورونا المتحورة – إضافة الى عودة التنافس الدولي بين الأقطاب وفشلت نظرية القطب الواحد الى فرص عظيمة لتتحرر شعوبنا من القبضة الامبريالية الجديدة.
ان الوحدة الوطنية والنظام الديمقراطي ودولة المؤسسات التي تجعل السلطة والسيادة للشعوب هي انجع وسيلة لمقاومة الخداع والتحكم الدولي الظالم فلنحافظ عليها ولنعلم جيدا ان كل الدول التي تريد التحكم في الشعوب لها من المشاكل المستعصية ربما بأسوأ منا فلا يجب أن نقع في مصيدة الخداع.. كل المطلوب منا أن نعمل ونعمل ونعمل ونجتهد أكثر وأكثر ونطلق طاقات شعوبنا الى أقصى درجة فلدينا كشعوب ودول عربية واسلامية من الموارد والثروات الكثير مثلما لدينا في هذه الكرة الأرضية أهم المواقع الاستراتيجية من أقصى شرق العالم الى أقصى غربه تجعلنا أقوى مما نتصور. فلماذا لا نتوحد ونتعاون لمصلحة شعوبنا.. لماذا نتناحر ويقتل بعضنا بعضا ليخدعنا ويتحكم فينا الآخرون؟.
صحيفة السوداني