لواء ركن (م) طارق ميرغني الفكي: اليسار مصاص الدماء
وضح بما لا يدع مجالاً للشك أن اليسار لا يستطيع أن يعيش إلا بالدماء ، إذا إستلم السلطة إمتص الدماء بالقانون كما حدث في الجزيرة أبا وود نوباوي وكاد أن يحدث في إعتصام شرق السودان عندما أراد توظيف القوات المسلحة لفتح الطريق القومي ، وإذا خرج عن السلطة إمتص الدماء بدم بارد كما حدث في قصر الضيافة وفي المظاهرات لتسخينها وفي أبو كرشولا مع المواطنين عندما دخلها التمرد ، وبذلك فإن دماء المواطنين الباردة لا تشبه الأجهزة الأمنية لأنهم منهم وإليهم ، وعندما يتفق الخبراء الإستراتيجيون في هذا الأمر فإن من يتهمهم بالكذب يكون قد جنى على نفسه خاصة أولئك الذين لم تبلغ أعمارهم نصف خدمتهم العسكرية ، فترقيهم لأعلى المناصب القيادية في هذه الأجهزة شهادة كافية لوطنيتهم وأمانتهم من خيانة ونظرة ضيقة لمصلحة حزبية أو جهوية أو شخصية ، ومن غير المنطقي أن تجتمع شريحة بهذا المستوى على الكذب وقد ترجلوا للمعاش وإشتعلت رؤوسهم شيباً ، ولهم الحق في الزود عن أبناءهم في الخدمة الذين تربوا على أيديهم على سلوك وأدبيات العسكر لذلك ثقتهم كبيرة في براءتهم من دماء مواطنيهم بدم بارد وفي مصداقيتهم بتسليم السلطة للحكومة المدنية المنتخبة وفي أن ما قام به البرهان تصحيح وليس إنقلاب ، ومن ذلك فإن مشكلة السودان التي تقعده وتقيده عن النهضة والتطور ليست في حكامه ولا في شعبه وإنما هي في اليسار الذي إرتمى في أحضان الماسونية وتريد وصوله للسلطة ليحقق لها أهدافها لأنها في ظل السياسة الجغرافية تمتد حدودها حيث تنتهي مصالحها وبذلك فهي ترى أن موارد السودان ثروة خاصة بها ولن تسمح للشعب السوداني بإستغلالها ، فاليسار بذلك نصب نفسه لخدمتها كذراع طويل لتنفيذ أجندتها المتمثلة في وقف التنمية وعرقلة النهضة عن طريق الإدارة بالأزمات ، وقد أظهر الشق المدني منه دكتاتورية غير مسبوقة في الفترة الإنتقالية بإقصاءه حتى لمن كانوا معه في الثورة بنظرته الدونية لهم وهي سياسة الكيل بمكيالين حيث يدعي خلاف ما يفعل ، فهو بذلك يعتبر الإبن الشرعي لمخطط الماسونية الرامي لمحاربة الإسلام من الداخل وإقعاده وتقييده من الإنطلاق ، فقد مهدت لولادته إبان فترة إحتلالها للوطن بتلاعبها في مناهج التربية والتعليم لتكلل مساعيها بإنجابه كطبقة علمانية ، وهذا الصراع السياسي بين الطبقة العلمانية التي صنعها الإحتلال والطبقة الوطنية المحافظة على القيم والمبادئ الإسلامية كان محصوراً بين الساسة في أحزابهم لتعارض الآراء بينهم ، غير أنه بعد ثورة ديسمبر حدث تطور خطير تمثل في نقل التعارض في الآراء إلى الشارع العام بواسطة كبار المسؤولين بإستخدام فزاعة الكيزان مما يعني الشروع في تقسيم الشارع تمهيداً لتقسيم السودان مما يتطلب الإنتباه لهذه المرحلة الخطيرة في المخطط الماسوني .
عادة تكون نهاية تعارض الآراء بين الأحزاب هي إستعانة أحد الأطراف بالمؤسسة العسكرية للتغلب على الطرف الآخر وقد إستمر هذا الحال منذ إنقلاب عبود ، وبالرجوع لفترات الحكم العسكري يتضح أنها الأكثر تنمية وتطويراً للوطن ، فقد أبلى نظام كل من عبود ونميري والبشير بلاءاً حسناً في السعي لتطوير الوطن ، وهو أمر غير مرغوب للنظام العالمي الماسوني لذلك تم تشويه هذه الأنظمة وعرقلة مسيرتها للتخلص منها عبر ذراعها الطويل ممثلاً في اليسار الذي قام بتحريك الشارع بثورات مختلفة بممارسة الخداع والتضليل على المواطنين ، ولما كان معظم تكوين العسكر من الطبقة الوطنية المحافظة ذات الصبغة الإسلامية المعتدلة فقد أصبح حكامهم يمين معتدل لا علاقة لأغلبهم باليسار والقتل بدماء باردة لذلك صارت المؤسسة العسكرية مستهدفة لإضعافها وتفكيكها ، غير أن اليمين المدني لم يسلم من التمرد على العسكر كما حدث من الأخوان والأمة والإتحادي ممثلاً في تمرد المؤتمر الشعبي والمرتزقة من قبلهم مما يعني تغلغل العلمانية والحداثية وسطهم وهذا مؤشر خطير على مستقبل السودان لأن الأمر الطبيعي أن تتغلب القيم الوطنية على الأجنبية الدخيلة مما يعني ضرورة المعالجات الناجعة بعد وضوح طبيعة الصراع في السودان بين الإسلام والماسونية والذي يصبح فيه مسك العصا من النصف لا يجدي ، صحيح أن البعض إنضم لليسار في ثورات وتمرد بدوافع سياسية غير عقدية لكن ذلك لن يعفيه من المسؤولية لأن الدين واضح في هذه المسألة بضرورة السمع والطاعة للسلطان وعدم الخروج عليه وإن تأمر عبد حبشي ، وهو ما يعني أن الخروج على السلطان مروق عن الدين كما في قصة رأس الخوارج ذو الخويصرة التميمي ، عن أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُول بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺَ مِنْ الْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا قَالَ فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ وَأَقْرَعَ بْنِ حابِسٍ وَزَيْدِ الْخَيْلِ وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺَ فَقَالَ : (أَلَا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ نَاشِزُ الْجَبْهَةِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ مُشَمَّرُ الْإِزَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ قَالَ وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ قَالَ ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ لَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي فَقَالَ خَالِدٌ وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ [ص: 1582] مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ قَالَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَفٍّ فَقَالَ إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ وَأَظُنُّهُ قَالَ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ) ، صحيح البخاري ، فالخوارج قتلوا سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بإتهامات باطلة وهو ما يمارس في كل الثورات على الحكام الذين لا ترغب فيهم الماسونية بإتهامهم بالطغيان والدكتاتورية ونهب المال العام وإهدار دماء المواطنين في المظاهرات ليكتشف الشعب السوداني فيما بعد بأنه قد تم خداعه وتضليله ، وكل الثورات التي قامت كانت وفق مخطط الماسونية الرامي لوقف التنمية وتعطيلها وعرقلة نهضة السودان للإحتفاظ بهذه الثروات لصالحها لأن الأفارقة والعرب في نظرها لا يستحقون ذلك ، فهي تلقمهم من ثرواتهم القليل وتحتفظ بالكثير لصالحها .
إن حالة الإستغراب والإنبهار بالغرب التي يعاني منها الأبناء نابعة عن إستقطاب المبرزين منهم للدراسة في بلاد الماسونية وهو نفس الأسلوب الذي تقوم به المدارس التي تستقطب المبرزين في نتائج إمتحانات الشهادة للإعادة فيها مجاناً لتظهر للناس بصورة ممتازة بتفوقها في نتائج الشهادة السودانية ، فالدول الماسونية تسرق نوابغ وثروات الأمة الإسلامية كما سرقت علومهم من قبل لتظهر بهذا المظهر الممتاز في التفوق والتطور وفي نفس الوقت تصف بلاد المسلمين بالتخلف والرجعية زوراً وبهتاناً بعد أن سلبتهم ثرواتهم وعقولهم ، ويرجع تغير قناعة بعض الأبناء للعلمانية لأن الماسونية مهدت لذلك منذ إحتلالها لبلادهم بجعل فترة الطفولة فترة للعب خالية من زرع القيم والمبادئ الوطنية ، لذلك عندما يعود الأبناء لبلادهم من الغرب تتغرب أفكارهم وتصبح معادية لقيم وطنهم لتشبعهم بقيم الغرب قبل تشبعهم بقيم الوطن .
من كل ذلك فإن الغرب سرق من المسلمين الفكرة وطور بلاده بها وترك لهم القشرة ليتصارع ساستهم عليها ، فإنشغال الساسة بالقشرة جعل بذورهم تنبت في أرض غير صالحة لأنه وضع ألغاماً خفية في مناهج التربية والتعليم لم يتم نزعها ولا زال هنالك من يحافظ عليها بفكر مسلوب أدى لإستمرار تلك الخطط فكانت النتيجة ضياع كثير من الأبناء وحوجتهم للإنتشال من شراك الماسونية الخبيثة وإعادتهم لحضن الوطن ومعالجة الخلل الفكري الذي أصابهم عن الإسلام لأن الشرع يؤخذ من مصادره ولا يؤخذ من تصرفات الأفراد والحكام ، فالرسول ﷺ عامل جيرانه اليهود معاملة كريمة وزار مريضهم ، وسيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه حكم عليه القاضي لصالح يهودي في درع يخصه لعدم كفاية الأدلة وهو أميراً للمؤمنين ، وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله هو أول من سن معاشاً ليهودي من بيت مال المسلمين ، غير أن هنالك خطوطاً حمراء يجب عدم تجاوزها عند التعامل مع اليهود والنصارى لأن تجاوزها يعني الخيانة للوطن وللدين من قبله ، فلنسعى لتصحيح الأفكار ووحدة الصف وجمع الكلمة لإفشال المخططات الفكرية للماسونية ليكتمل تحرير السودان الذي ظل ناقصاً منذ عام 1956م لأننا أصبحنا أمام خيارين لا ثالث لهما ، أما أن نركع للماسونية لمزيد من السرقة لوطننا وإعادة إحتلالنا فكرياً وهو خيار من يجهل ما يدور في العالم والجاهل عدو نفسه ، وإما أن نركع للهﷻ ونتوب ونرجع إليه بالتخلص من أمراض النفوس من حب للسلطة والثروة ، فإذا صدقنا مع اللهﷻ بتوحيد الصف وتماسك الجبهة الداخلية فلن تستطيع الماسونية عرقلة التنمية والتطور وستصبح نمر من ورق .
عاش السودان حراً أبياً
لواء ركن (م): طارق ميرغني الفكي
6 ديسمبر 2021م
كفيت ووفيت جزاك الله خير
مقالك يا سيادتك زمانه فات وولى من غير رجعة عصرك ومقالك كانا عنوان انقلاب الكيزان وحكمو 30 سنة . فترة كافية لتصدير الفكر الكيزاني لكل العالم ولاكن النتيجة الصراع عل المال السلطة الجاه النساء السرقة اكل مال اليتامي تجارة المخدرات قتل المواطنين 300000 بدار فور بس اعتي كافر لم يفعل مثل هده الافعال بالمسلمين
لماذا لا تتحدث عن النفوذ الصهيونى فى السودان التطبيع مع اسرائيل الذى بدأه البرهان و أكمله حميدتى, لماذا لا تذكر ذلك أيها الكوز المنافق, تتحدث عن ماسونية مبهمة و أمامك صهيونية مكتملة الاركان, عجبى!!
دا ما جيش السودان .. دا جيش الكيزان .
جيش السودان فككوهو الكيزان .
دا جبش الاخوان/الكيزاني المؤدلج
وين جيش السودان في رايك يا الفاروق العميل الجبان.