الطاهر ساتي يكتب.. التلويح بالحظر..!!
:: انتبهوا، لقد عاد وباء (كوفيد – 19) أشرس مما كان.. لا توجد أرقام دقيقة، ولكن كما تعكس غزارة النعي والدعاء بالشفاء في وسائل التواصل، فإن ارتفاع معدل الوفيات والإصابات، وخاصة كبار السن، بات ملحوظاً.. وكما تعلمون، ليس فقط أرقام وفيات وإصابات كورونا، بل كل الإحصائيات الصادرة عن أجهزة الدولة في القطاعات الأخرى، مجرد (كلام ساكت).. وهذا حال الدول العشوائية التي أجهزتها ومؤسساتها لا تتقن الرصد والرقابة والإحصاء..!!
:: قد تلجأ السلطات بالخرطوم إلى وسيلة الحظر الكامل – أو الجزئي – كما تلوّح منذ أسابيع، وقد تُعطل المدارس كما فعلت ولايات أخرى، ولكن لن يكون هذا الحظر سهلاً.. فالناس يتزاحمون في أماكن كثيرة، ومنها الأسواق والمركبات العامة، ثم المواكب.. وما أدراك ما المواكب، فإنها الأخطر لأنها الأكثر زحاماً، فليحذر الشباب من الإصابة أو نقل الفايروس لكبار السن في المنازل، حفظهم الله ورعاهم..!!
:: والمؤسف، يعود الوباء والبلاد تشهد فجوة دوائية وغلاء الأسعار.. وما بين مطرقة الفجوة وسندان الغلاء يتعذب المريض أو يموت، ولا نسمع للمسؤولين (حساً)، ولا نرى لهم (حراكاً)، وكأن الأمر لا يعنيهم، أو كأن أكبر همهم (قسمة الكراسي).. في هذه الظروف، لا خيار – لحمدوك وجبريل – غير توفير الأدوية، بحيث تكون في متناول يد الجميع، وخاصة الفقراء.. رفع الدعم عن الدواء، مع ارتفاع سعر الدولار، وفي ظل هذا الوباء، مَسألة (غير أخلاقية)..!!
:: فالأدوية ليست أثاثات منزلية بحيث ترفع عنها الحكومة الدعم (نهائياً).. وقضية الساعة يجب أن تكون أسعار الأدوية.. ولا فرق بين مخاطر كورونا ومخاطر غلاء الأدوية، إذ كل المخاطر تؤدي إلى الموت.. وبعد التوكّل على الله، علينا الرّهان على الوقاية.. نعم، فالرهان الأكبر لمكافحة (الموجة المتحورة) في الوقاية، وليس في العلاج.. وبما أن الوقاية بيد المُواطن، يجب أن يكون يقظاً لحين تجاوُز هذه المَرحلة أيضاً..!!
:: صحيح، بفضل الله، في (الموجات السابقات)، فإنّ بلادنا كانت أفضل حالاً من دول كثيرة.. ولكن هذا لا يعني أن يتجوّل الشعب مُطمئناً في (الموجة الراهنة).. فالبلاد بحاجةٍ إلى وقت لتجاوُز مَخاطر الوباء، وخلال أشهر الشتاء يجب أن يَكُون المُواطن أكثر حِرصَاً على حماية نفسه وعزلها عن مصادر الوباء.. مصادر الوباء معروفة، والازدحام إحداها، وكذلك عدم غسل اليدين بعد لمس الأسطح، والمُصافحة.. كُن نظيفاً، فالوقاية المُثلى في النظافة..!!
:: والمحزن، لم تتعلم السلطات من درس (الموجات السابقات)، بحيث تعمل على تحسين المرافق الصحية، لترصد وترعى ذوى الأمراض المزمنة، وهم الأكثر عرضة للوفاة بداء كورونا.. لتحسين الرعاية، وتسهيل المُتابعة، تحرص النظم الصحية في الدول ذات الأنظمة الراشدة، على إعداد سِجِلات مرضى الأمراض المُزمنة ثُمّ تحديثها دورياً.. ولأنّ حال النظام الصحي في بلادنا (مُنهَارٌ)، لا يُوجد سِجِلٌ رسميٌّ لمرضى الأمراض المُزمنة..!!
:: نعم، مرضى السرطان، السُّكّري، القلب والفشل الكلوي.. و.. و.. كل مرضى الأمراض المزمنة، لا تُوجد لهم سِجِلات في المراكز الصحية بحيث تتم متابعتهم، وخَاصّةً هُم الأكثر عُرضةً للفيروس.. وكثيرة هي النواقص في هذا القطاع المُتردِي لحد تحذير إدارات مشافي الخرطوم من الانهيار.. وعلى كل، الوقت حالياً لوقاية الشعب من هذه (الموجة القاتلة)، وعلى الأُسر أن تكون مسؤولة عن وقاية أفرادها حتى تعبر البلاد هذا الشتاء بسلام..!!
صحيفة اليوم التالي