محجوب مدني محجوب يكتب: الفرص لا تتكرر كثيرا
محجوب مدني محجوب
من سنن الله في الكون عدم تكرار الفرص حيث يندر بل يستحيل أن يعاصر جيل واحد أكثر من دعوة نبي واحد اللهم إلا دعوة (نوح) عليه السلام.
ولربما معجزته في صناعة سفينته هي السبب في طول مدة دعوته .
أما الغالب فهو أن يرسل الله نبيا واحدا إلى أمة من الأمم، فمن آمن به فلح ونجا، ومن أعرض وتكبر خاب وخسر.
فوفقا للسنة الإلهية لن يصادف إنسان نبيا آخر يعلن من خلاله توبته وأوبته إلى الله، فما هي إلا فرصة واحدة.
وبناء على هذه القاعدة، فإذا لم يستغل الناس فرصة سنحت لهم لتغيير حالهم، فليعلموا أنهم أضاعوا عمرهم بل وعمر أجيال بعدهم فالفرص لا تتكرر كثيرا.
قدر الله أن هيأ لأهل السودان حكم (الإنقاذ) توفرت لديه كل أسباب النجاح الزمانية وغير الزمانية منها:
* حكم استمر لمدة ثلاثين عاما كافية لتصحيح المسار.
* حكم رعيته شعب مسلم قنوع مسالم لا يعرف الشراسة.
* حكم امتلك موارد تحت الأرض وفوق الأرض ومن السماء.
* حكم التفت حوله طبقة متعلمة مثقفة متدينة لصيقة بإدارة الحكم وقريبة ممن يحكمون.
* حكم عدوه معارضة هزيلة فقيرة فكرا وتطبيقا وتاريخا.
* وقبل كل ذلك حكم أمامه منهج رباني يجعل من يتمسك به يتعلق بالآخرة، ويرجو ما عند الله.
بعيد كل البعد عن مفاتن الدنيا وأوساخها.
رغم ذلك لم تخلف (الإنقاذ) سوى نظرة حسرة وألم تزداد كلما تخبط المدنيون والعسكريون في سير دفة الحكم.
فما هي إلا فرصة واحدة قل أن تتكرر في جيل واحد، فإن كان ثمة خير يرجى لأهل السودان لما طمع (البشير) في الحكم، وهو لم يكن سليل أسرة مالكة حتى يقال أنه لم يستطع أن يتخلى عن ملك أجداده.
وإنما هي الفرصة التي لم يستطع أهل السودان أن يستغلوها.
لم يهيئ الله لأهل السودان ان يحافظوا على حكم (الإنقاذ) في الاتجاه الذي يحفظ لهم دينهم ودنياهم.
إلى أن سقط مكشوفا عاريا لم يستطع أن يستر عورته التي انكشفت للصغير قبل الكبير.
سقوط (الإنقاذ) بهذه الطريقة المخزية رغم ما أوتي من موارد وكوادر وشعارات وتوجه ديني لا يحمل في طياته أدنى ميول يسارية أو غربية.
ليكون سبب السقوط هو إشباع شهوات السلطة.
فكان سقوطا مدويا لامس (الإنقاذ) من الداخل.
أما آن كلما تخبط الناس أن يعلنوا عن كفارة هذا السقوط؟
ألم يحن بعد الندم والاستغفار على إضاعة فرصة استقرار الحكم في السودان؟.
الحكم الذي كان بإمكانه أن يكون منارا وشعلة للحكم الرشيد في البلدان الإسلامية.
فإذا به صار مثالا للحكم الفاشل.
كلما تخبط الناس في إدارة الحكم تذكروا الفرصة الذي أضاعها حكم (الإنقاذ) لا بسبب عدو خارجي، ولا بسبب خلل عقدي، وإنما بسبب غلبة الدنيا على الآخرة.
بسبب انتصار الشهوات عليهم.
فيا من أضعتم الفرص كفروا بالتقرب إلى الله عن هذا السقوط الذي ما زلنا نجني ثمرته.
كفروا عنه بإخلاص النوايا.
كفروا عنه بالأوبة والرجوع إلى الله.
كفروا عنه بالصدقات لا بإشعال الفتن وشراء الذمم وافتعال الأزمات.
كفروا عنه بالتواضع والتذلل لله.
ضاعت فرصة من السودان لهجت ب(الله أكبر).
ضاعت فرصة من السودان لم تستطع أن تثبت الحقيقة الخالدة (أن الآخرة خير من الأولى).
لن تجدوا ضالتكم في مهاجمة (قحت).
لن تجدوا ضالتكم في رتبة عسكرية تريد أن تخفي سوءتها من خلال رفع شعارات الثورة.
ضاعت الفرصة التي توفرت لها كل الوسائل والإمكانيات، فلا عوض لها سوى الرجوع إلى الله
صحيفة الانتباهة
مقالك يستحق كل الجوائز والاوسمة المحلية والعالمية.
لبت ساستنا يفكرون او يقراؤن فهذا المقال لابد ان يوضع في يد كل سياسي.
لا تميز اكثر من تحليل لما مضي للاستفادة وووصف لما يحدث للتذود للمستقبل ووصفتك الاخيرة وهي الحل السحري الرجوع الي الله .
وفقك الله .