سلمي سيد تكتب.. تصعيد قضية الشرق
الشهر الماضي زار المستثمر المصري نجيب ساويرس عدة مناطق بولاية البحر الأحمر، وتجول في منطقة شنعاب السياحية مؤملاً في تكرار تجربته السياحية في منطقة الغردقة المصرية، وتحويل هذه الرقعة المنسية في السودان إلى قبلة سياح العالم بما تتمتع به من مميزات طبيعية.
وقتها كانت كل ولايات الشرق خاصة البحر الأحمر تغلي على صفيح ساخن.
تتريس الطرق القومية وإغلاق الموانئ الرئيسية بالبلاد وخروج أهل الشرق في مسيرات واعتصامات مع دعوة نظارات البجة لم يثنِ ساويرس عن مقابلة ترك والتباحث معه حول مشروعه الاستثماري.
نجح رئيس نظارات وعموديات البجا محمد الأمين ترك في لفت نظر العالم لقضية شرق السودان العادلة، المتمثلة في التهميش وانعدام التنمية في أكثر ولايات السودان غنى وأكثرها فقراً، واستطاع أن يحصد تعاطفاً محلياً ودولياً، غير أن الاستمرار في نفس نهج الاحتجاجات والتصعيد بمثل ما هو معلن تنفيذه السبت المقبل قد يضعف النتيجة النهائية، ويقود إلى طريق مسدود.
حل الحكومة وانتهاء صلاحية الحاضنة السياسية تعد من أهم القضايا التي طالب بها ترك، بل كانت على رأس أولويات مطالب نظارات البجا.
صحيح أن إلغاء مسار الشرق كان البداية، لكن رفع سقف المطالب بحل الحكومة جاء متوافقاً مع رغبة قطاعات ومكونات سياسية وشعبية كبيرة، فبعد أن تحقق ذلك تبقى بقية المطالب وعلى رأسها إلغاء اتفاقية الشرق أمراً مقدورٌ عليه وليس من المستحيلات التي تحتاج مثل هذا التصعيد المعلن السبت المقبل.
أزمة الشرق أدت إلى تعقيدات اقتصادية تضررت منها البلاد خلال الفترة الماضية. خاصة مع انعدام دخول السلع الأساسية بعد إغلاق ميناء بورتسودان وتوقف إمداد الدواء والقمح والوقود والسكر، فارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق في الأسواق. وحتى لا تتكرر مثل هذه الأزمات المطلوب من نظارات البجا إيجاد طرق أخرى للضغط على الحكومة.
في المقابل على الحكومة المركزية إلغاء مسار الشرق بصورة عاجلة والتوافق على منبر تفاوضي جامع لأهل الشرق وهي مسألة سهلة مقارنة مع ما هو متوقع من أزمات محتملة عند تنفيذ التهديد بالإغلاق.
ولاية البحر الأحمر التي جاءها ساويرس باحثاً عن فرص الاستثمار في أوج الأزمة، وكذلك بقية ولايات الشرق يمكن أن تكون أهم مناطق السودان إنتاجاً بقليل من الاهتمام بمواردها من تعدين وسياحة من شأنها أن تفتح أهم وأكبر الفرص الاستثمارية، وجذب رؤوس الأموال.
صحيفة اليوم التالي