الأزمة وطريق استرداد الديمقراطية
نظمت مجموعة حوارات باستراليا ندوة اسفيرية مساء امس السبت جول طالواضع السياسي الراهن وأفق الحل” تحدث فيها عدد من ممثلي الأحزاب السودانية وأدارها باقتدار الأستاذ ويلسون ماريت واعتذر مسبقاً عن التلخيص الذي امل أن اكون قد وفقت فيه.
اتفق المتحدثون على رفضهم لانقلاب قائد القوات المسلحة عبدالفتاح البرهان على ثورة ديسمبر الشعبية وأكدوا أن نهج التسويات والترضيات فشل في تحقيق تطلعات الجماهير الثائرة فيما ظل أعداء ها يتسللون عبر مختلف المواقع ويواصلون فسادهم وكيدهم للحفاظ على مصالحهم وأطماعهم الخاصة.
تحدث الأستاذ محمد ادم عن حزب البعث العربي مؤكداً أهمية الحراك الخارجي لدعم الثورة الشعبية بالتوظيف الفاعل للصحف وأجهزة الإعلام ووسائط التواصل الالكترونية لتوصيل صوت الشعب السوداني للعالم، إضافة لمساعيهم المقدرة في تقديم المساعدة والدعم من السودانيين في مختلف أصقاع العالم للمتضررين بالداخل.
الأستاذ عصمت الدسيس تحدث عن حزب الامة القومي وقال إن الفترة الانتقالية قامت على تسويات مع أطراف تسببت في استمرار الأزمة خاصة التسويات مع أصحاب الامتيازات ومع حملة السلاح فيما لم يتم الاتفاق على خطاب لحل الأزمة والوصول إلى عقد اجتماعي يؤسس للدولة المدنية لذلك لابد من تفكيك السلطة وليس تقسيمها.
تحدث الأستاذ جلال رحمة عن حزب المؤتمر السوداني قائلاً إن مسار الانتقال كان معقداً فيما ظلت محاولات الانقلاب عليه مستمرة حتى اكتملت حلقاته يوم 25 اكتوبر على يد قائد القوات المسلحة، وأكد ضرورة اسنعجال إعادة هيكلة القوات المسلحة لتأمين استقلالها وابعادها عن محاولات الاستغلال الحزبي واعادتها لدورها المهني لتأمين عملية الانتقال السلمي للحكم المدني الديمقراطي.
الأستاذ عمار نجم الدين تحدث عن الحركة الشعبية شمال إنابة عن الدكتور محمد يوسف الذي خضع لاستدعاء من جهاز الامن للتحقيق معه !! وأوضح موقفهم الرافض لتقسيم مفاوضات جوبا إلى مسارات أسهمت في قيام أجسام منبتة تقوت بالحركات المسلحة خارج القوات النظامية وتامرت معها في تهيئة الأجواء لانقلاب البرهان، لذلك لابد من إعادة هيكلة القوات المسلحة وفق عقلية عسكرية مهنية غير مسيسة ولذلك أيضاً رفضوا تسوية المخاصصة التي تمت في باريس 2018م التي شاركت في التفاوض مع اللجنة الأمنية للمخلوع البشير، وقال لابد من مواصلة الثورة الشعبية حتى تعود القوات المسلحة لاداء دورها المهني الأهم في حماية السودان بدلاً من سوء استغلالها في الانقلابات.
تحدث الأستاذ محمد أبو القاسم عن حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد نورمؤكداً موقفهم المسبق الرافض للوثيقة الدستورية التي قامت عليها الشراكة المدنية العسكرية في الفترة الانتقالية، وقال إن الانقلاب كان متوقعاً لذلك فإنهم يؤكدون موقفهم الرافض للشراكة مع المكون العسكرى وإيمانهم بضرورة الحوار السوداني السودني لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر الشعبية والانتقال للحكم المدني الديمقراطي وفق دستور متفق عليه.
اختتم الندوة الأستاذ النيل ابراهيم عن الحزب الشيوعي السوداني مجدداً المطالبة باطلاق سراح كل معتقلي الانقلاب ودفع استحقاقات ثورة ديسمبر الشعبية ومتابعة نضالها بذات شعاراتها وسلميتها وصمودها، واكد رفضهم التفاوض مع المكون العسكري خاصة وأن الوثيقة الدستورية التي دخلوا للسلطة عبرها مزقوها بانقلابهم عليها وعلى الثورة، كما مزقت أحداث جبل مون الدموية إتفاق جوبا للسلام وأكد الننيل في ختام حديثه أن الحل لدى الجماهير التي عرفت طريقها وقال إن الوثيقة التى طرحها الحزب الشيوعي بعنوان “السودان والأزمة وطريق استرداد الديمقراطية “مطروحة للنقاش والتداول حولها بالحزف و الإضافة بل تبديلها وفق لإرادة الشعب صاحب الكلمة الفصل في استرداد الديمقراطية بلا وصاية أو هيمنة من حزب أو جبهة ما.
نورالدين مدني
صحيفة التحرير