مقالات متنوعة

هاجر سليمان.. جبل مون يحترق

ويمضى النخب غير آبهين بما يدور فى جبل مون، ولمن لا يعلم ماهية جبل مون فهو مصرع الابطال وعرين الحرب، وشهد الكثير من المعارك التى تسببت فى فرار الآلاف من السكان المحليين الذين عانوا ايما معاناة من ويلات الحروب التى كان مصدرها الجبل الذى آوى اليه معظم الحركات المتمردة، فكان اسفله يقطنه المواطنون واعلاه يشكل قاعدة حربية للحركات المسلحة التى ابرزها حركة العدل والمساواة والحركات التى انشقت عنها وحالفت حكومة البشير، حيث انشقت حركة الأحرار وعقدت اتفاق سلام مع الوفد المفاوض الذى ترأسه غازى صلاح الدين، ومن ثم خرجت محلية جبل مون من رحم ذلك الاتفاق كمطلب اساسي من مطالب ابناء تلك المنطقة، ورغم أن المنطقة تنعدم فيها كافة مقومات الحياة بسبب الحروب التى اعترتها، الا انه تم اعلانها محلية وعاشت سنوات وانقطع اثرها، وعاد اليوم صوتها يخرج مجدداً.
وسالت الدماء جداول وعادت الحرب لاهالى جبل مون الصابرين، فقتل من قتل وشرد من شرد، واحرقت القرى واحصي المئات من الاموات والمئات من المصابين، وبات لا يسمع من آثارها سوى اصوات الرصاص ودوى المدافع الرشاشة، وبات لا ترى منها الا الدماء المسفوكة جوراً، ونخشى ان يستمر حالها هكذا دون ان تتدخل رئاسة الدولة لحقن الدماء .
وكثيراً ما نبهنا الى ان هنالك مخططاً يحاك بليل ضد انسان دارفور وانسان شرق السودان، ولعل ابرز مقاصد ذلك المخطط تفتيت وحدة الوطن وفصل دارفور عن السودان، بجانب فصل شرق السودان، ومن ثم القضاء على انسان تلك الاقاليم بواسطة التناحر القبلى والتسويق للعنصرية البغيضة وتكريس سياسة التفرقة العرقية، اما من لا يموت بالحروب فالمخطط يستوعب خططاً مرحلية كفيلة بازهاق ارواح من تبقى عن طريق نشر المخدرات والاسلحة الخفيفة لاستخدامها فى الجرائم المحلية، بجانب تفكيك وحدة تلك الاقاليم باستخدام كافة الاسلحة الممكنة وغير الممكنة .
ويبدو ان الاستعمار بدأ يعود بثوب جديد، وباتت خطط تفكيك وحدة السودان ظاهرة للعيان، ولا يختلف اثنان فى ان هنالك جهات تسعى لانفاذ مخطط ضد الوطن، مع الاخذ فى الاعتبار ان تلك الجهات لديها متسع من الوقت لانفاذ مخططها بهدوء وروية، ولعلها تستغل الانشقاقات والتناحر والاختلاف، بجانب الهشاشة والسيولة السياسية والامنية والاجتماعية التى تعانى منها البلاد فى هذه المرحلة التى ضعفت فيها اجهزة الدولة وباتت تسيطر عليها الصراعات، واصبح التعبير لا يتم الا من خلال صوت القبيلة او صوت الرصاص او احتراق اطارات السيارات، وهذه المرحلة من اخطر المراحل التى لن يعود بعدها الوطن معافى .
ولا نملك سوى ارسال انذارات لرأس الدولة من هذا المنطلق، ونقول للبرهان وحمدوك الآن اتركا الخرطوم جانباً واتركا متابعة المواكب والشعارات واطارات السيارات المحترقة، واذهبا لحقن دماء دارفور التى تنزف لأيام دون ان تجد من يطبب جراحها او يواسيها بكلمة من هؤلاء الساسة الذين شغلتهم اموالهم واهلوهم واتفاقياتهم وترضياتهم السياسية، دون اهتمام باطراف الوطن الذى اهمل وترك للفئران تأكل اقدامه حتى بات لا يقوى على الوقوف ودماؤه تسيل من كل جانب، والرؤساء يتابعون ولا يطلقون حتى مجرد تصريح يتأسفون خلاله لما جرى، وكأن منطقة جبل مون ليست جزءاً من اجزاء السودان، فاولئك البسطاء اهم من تلك الشعارات البراقة التى يرفعها المخادعون لجذب انظاركم وصرفها عن اطراف الوطن .

صحيفة الانتباهة

تعليق واحد

  1. علامه للصياح للنخب وأبناء المنطقة في سدة الحكم في المجلس السيادي وكحكام ولايات وإقليم و وزارات اتحادية بأمر إتفاقية سلام جوبا.