سهام منصور تكتب: طيران بدر.. شواهد وذكريات
“عندما تجتمع الوطنية والإنسانية والمسؤولية معا لا يكون لحسابات الربح والخسارة قيمة”.
هكذا هي بدر للطيران التي طالما لعبت دور الناقل الوطني بكل فخر واعتزاز، ولعل مامكنها من اعتلاء هذه الدرجة إمكانياتها المالية التي بدأت بها في الدخول للنقل الجوي، وأفتخر أن لبلادي شركة تقوم مقام الناقل الوطني في الظروف العادية والطارئة معا، وطالما عملت على سد الفجوة في نقل حجاج بيت الله الحرام في ظروف قاهرة كان مر بها الإقتصاد السوداني والذي بموجبه ارتفعت تكاليف النقل الجوي لأرقام خرافية وذلك عقب زيادة أسعار الوقود وتعديل الحكومة السودانية في الضرائب ورسوم سلطة الطيران المدني، وفي ظل كل هذه الظروف كانت بدر أيضا تعمل بمبدأ الوطنية وان لابد من أن يكون للسودان إسما يحلق في الأجواء وهذه واحدة فقط من المعاني التي تكفي لنقول ( شكرا بدر).
في العام ٢٠٠١٢ قررت شركة بدر أن تعمل على تفعيل حركة النقل الجوي لعدد من الولايات فعملت في وقت وجيز على زيادة أسطولها حتى وصل في غضون سنة إلى ١٤ طائرة فكنت حينها شاهدة على تدشنين خط طيران بدر الخرطوم الدمازين في ذاك الوقت كانت الظروف الأمنية ليست على مايرام فكانت آثار التمرد مازالت موجودة في بعض المناطق بالإقليم ما أدى إلى تراجع الحركة التجارية وحركة الركاب (برا)، حينها كان والي الولاية حسين يسن ابو سروال قد جلس مع ثلاثة من شركات الطيران الخاصة لتنشيط وتفعيل حركة التجارة والمسافرين أصحاب الظروف المرضية وكبار السن حتى لاتنعزل الولاية عن الولايات الأخرى وأيضاً لتشجيع المستثمرين.
قرار أي شركة طيران لفتح خط للنيل الأزرق كان بمثابة بعثرت المال على الفضاء لضعف حركة المسافرين وللظروف الإقتصادية ومن بين تلك الثلاثة شركات التي جلس إليها الوالي جاء رد الإدارة التنفيذية لبدر بالموافقة لفتح خط الطيران الخرطوم النيل الأزرق، وبالفعل تم تدشين الخط وفي ذاك الوقت كانت المروحيات والطيران الحربي فقط يهبط على مدرجات مطار الدمازين، وعملت بدر في هذا الخط لفترة من الزمن و مازالت حركة المسافرين ضعيفة لم تتجاوز ال٣٠ ٪ من مقاعد الطائرة.
حينها سألت وزير المالية بالولاية، مالذي يرغم شركة بدر للعمل في هذا الخط في تلك الظروف الاستثنائية، فقال لي أنهم جلسوا مع المدير التنفيذي للشركة وتم الإتفاق على تقاسم الخسائر بين بدر ووزارة المالية بالولاية، وعندما ارتضت شركة بدر بالخسائر المالية أدركت حينها أن المكسب (وطن)، بعدها حدث انتعاش كبير في الحركة التجارية في الولاية ما ساهم في إرتفاع وزيادة الإيرادات وتشغيل الخدمات السياحة في الولاية من فنادق وغيرها.
وعندما اعتذرت إحدى شركات الطيران عن نقل حجاج بيت الله الحرام في العام ٢٠١٨ وتكدس حجاج دارفور المحمل في مطار الخرطوم لمدة يومين ناشد مدير الحج والعمرة شركة بدر للطيران فكانت سريعة الإستجابة لإلحاق الحجاج بالشعائر لضيق الوقت فاقلعت الرحلة (بالدين) إلى حين تكملة الإجراءات المالية وإسترداد أموال من الشركة الاخري.
واليوم أحدثكم عن معاناة إغلاق مطار الخرطوم عقب إعلان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان حلالة الطوارئ والذي أدى الي إغالق مطار الخرطوم وماترتب عليه بتعليق عدد من شركات الطيران لرحلاتها، وأسفر ذلك عن تذمر عدد من التجار في مدينة دبي لأنهم يعملون بحسابات الربح والخسارة بالإضافة إلى دخولهم في مخالفات الإقامة، فكانت بدر حاضرة أيضاً واتجه العديد منهم لتغيير الخطوط إلى شركة بدر وكانت الرحلات الإضافية تعمل على نقل العالقين ووجدت هذه الخطوة إشادة واسعة من المسافرين وهم يرددون ( الحمد لله) لأنهم تفادوا الخسارة.
وفي ظل إنقطاع الإنترنت كانت هواتف موظفي بدر ووكلائها تعمل على إجراءات التعديل عبر الإتصال المباشر، وهنا دعوني اقول ان في بدر موظفين يمتازون بسعة الصدر وهم يعملون في كافة الظروف لراحة ركابهم أمثال محمد عبد القيوم بمكتب مطار الخرطوم وأسامة بمكتب دبي وفي مقدمتهم تقي الدين الذي تسهل عنده الصعاب.
اكتب هذه السطور وانا أعبر الاجواء السعودية على متن الرحلة ( BDR 622) القادمة من دبي للخرطوم وقد ارتشف كوبا من القهوة مع كعكة الشوكلاته قدمها لي (خليفة) ذاك الشاب اليافع الأسمر (ود بلدي) وتعلو وجهه إبتسامة الرضا بتقديم هذه الخدمات لركاب بدر مع بعض الكلمات التي تشعرك بالأمان والاطمئنان وهو يقول: (انا بجانبك إذا كنت في حاجة إلى اي خدمات إضافية).
طيران بلدنا
وما تنسي تهريب الدهب للامارات لقيادات نظام الكيزان البائد .. ولعسكر اللجنة الامنية لذلك النظام الذين هم الآن في ما يسمى بالمجلس السيادي .
بالضبط اخي استاذ خليل مقال من صحفية ارزقية لا استبعد اكلها بثدييها
اتقي الله يا خوجال لو كنت مسلما.. كتبت هي عن شركة طيران لو عندك معلومات سالبة عن الشركة اكتب والا فالاساءة ان شاء الله
مردودة نحو عنقك في الدنيا او في الاخرة
ما زال الكيزان يمارسون انشطتهم الخبيثة لا ننسى ذلك