إسحق فضل الله يكتب: عتود الأسد يصطاد الأسد
والحادية عشرة مساء السبت وحتى الثانية صباح الأحد حمدوك والبرهان يحسمان المسألة وأقدام السودان تجد الأرض.
والتأخير المخيف كان محسوباً…
محسوب لأن حمدوك كان يرفض لأنه بالرفض هذا كان يصيد الساعة التي يتحرر فيها من أظافر وأنياب قحت ويعلن قبوله للمنصب.
((فالسيد حمدوك ومنذ الشهور الأولى لقيام قحت كان يجد أن البعث والشيوعي يجعلان منه عتود الأسد.
وعتود الأسد هو الماعز التي يربطها الجنوبيون للأسد لاصطياده))
وحمدوك يقرر أن يكون هو الأسد.
وحمدوك وبذكاء صبور (يفرتق) قحت إلى أربعة أو خمسة أجزاء مقتتلة.
وفي لقاء الأمس حمدوك يطلب أن يكون من يعيده للمنصب هو القوى الشعبية.
والبرهان يقبل.
وبذكاء جيد البرهان يجعل دخول حمدوك القصر أمس يستقبل من الوجوه كلها جيشاً وشعباً ولحية ترك وجلابيب القوى الشعبية تستقبل حمدوك.
والقوى والجيش من يجمعها بذكاء أيضاً كان هو برمة ناصر.
فالرجل برمة ناصر يقف أمام المرايا وجد أنه….
عسكري والعسكر يقبلونه.
وأنه من غرب السودان وأن الغرب والبقية كلهم يقبله
وأنه صديق للأطراف عدا قحت…
وناصر يدخل الأبواب بعد الأبواب ويهمس
وبذكاء أيضاً يهمس لكل جهة بما تريده.
فهو يعرف أن حمدوك يقبل تماماً بما يريده البرهان ويجد أن حمدوك ومنذ الشهر الماضي يجتمع بالبرهان ويقبل بالانتخابات والدستورية والتشريعي واتفاق جوبا
يقبل… حتى إذا عاد إلى قحت وجد أن وزراءه يرفضون…
وناصر والبرهان وحمدوك والناس كلهم يجد أن الشيوعي والبعث يختطفان حمدوك وأنه يبحث عن مخرج
(2)
ولقاء البرهان وحمدوك لعله/ ونقول هذا ظناً/ كان يبحث عن مخرج.
مخرج يجنب حمدوك تهمة الخضوع للضغط.
ويجنب البلد الانهيار إن غرس كل جانب سيقانه في خندقه
وغرس سيقان حمدوك في خندقه…. وبالتالي استمرار الأزمة كان شيئاً يقوده البعض بنغمة الإشاعة
والجهة التي تريد بقاء الحريق تطلق أن
المندوبة الأمريكية زجرت البرهان وطلبت إطلاق المعتقلين.
(( بينما المرأة لم تتحدث إلا عن ضرورة بقاء السودان سليماً وحارساً لشرق أفريقيا))
وقالت الإشاعات إن حمدوك والبرهان اتفقا على إطلاق سراح المعتقلين.
(مع أن هذا من البدهيات عند الإعداد للانتخابات وما كان الجيش ليعتقل أحداً لولا ضرورة سلامة أعمال التصحيح)
وفى حديثه للمجلس حمدوك يقول… نريد الحفاظ على دماء الشباب (في الساعة ذاتها كانت مظاهرة الشيوعيين التي تصاب بالصاعقة تتلفت محتارة لا تدري لمن تهتف)
(3)
والنثار هذا كله… الأسماء والأحداث التي قادت إلى النزاع النثار الذي هو شيء مثل الحروف الأبجدية لعل ما يوجزه هو
الإيجاز…. فالسيد حمدوك والفريق البرهان كلاهما يقول كلمة في دقيقتين
والإيجاز يريد أن يقول للناس
: أنتم تعرفون ما جرى
وما جرى / والذي يعرفه الناس/ هو أن قحت التي اختطفت حمدوك منعت قيام الانتخابات
والجيش يكسر هذا
ويعيد القطار إلى القضبان
وقحت التي تمنع هذا تُبعد
( لهذا يستوي إطلاق أو عدم إطلاق جماعة قحت)
غليان التفاصيل الذي سوف ينطلق نعود إليه.
صحيفة الانتباهة
تيس الغفير أفهم من الوزير ….
وملي الزير أصعب من جري الحمير…
وضرب المناكير أجمل من خط الطبشير…..