نزار العقيلي: عسكر وحرامية .. جذور الأزمة
في اول حكومة ديمقراطية بعد الإستقلال قعدوا الاحزاب يتشاكلوا في بعض .. جنينتي و جنينتك و هيييييي و تاني هييي .. ديل يقولوا إحنا آل البيت و ديل يقولوا إحنا اولاد المهدي .. و الشعب المسكين مطحون وسط الصراعات دي .. استمرت الصراعات لحدي ما وصلت مرحلة إنو رئيس الوزراء عبدالله خليل ( حمدوك ) بتاع الزمن داك .. مشى للفريق عبود في مكتبه و طلب منه انو يستلم السلطة و يحسم الفوضى و صراع الاحزاب دي لانو الصراع كان مؤثر على معيشة الناس و في الحقيقة عبدالله خليل الكان منتمي لحزب الأمة كان عندو اجندة حزبية عايز ينفذها بعد العسكري العوير ده ينفذ انقلابه .
بمجرد ما استلم عبود السلطة طوالي ازاح كل الاحزاب من المشهد تماما بما فيهم حزب الامة و عبدالله خليل نفسه 😂 و الشعب انبسط جدا لدرجة انو الفنان الراحل العظيم محمد وردي طلع غنى للانقلاب 😂 و قال ( في 17 بعثت ثورة .. ثورتنا السلمية .. جيشنا الباسل هب و علي راية الجمهورية ) .
الفريق عبود استطاع انو ينجز ثورة إقتصادية و بنية تحتية ضخمة لحدي هسه موجودة .. لكن الاحزاب تسكت ؟؟ طبعا” لا .. اتحدت الاحزاب السياسية و طلعوا للشعب عبر واجهات و اشتغلوا الاخوان و الشيوعيين مع بعض و اقنعوا الشعب السوداني بانو عبود حرامي ابن ستين كلب فثار الشعب السوداني المسكين ضد الفريق عبود و نجحت إنتفاضة إكتوبر و طلع الفنان العظيم وردي و غنى للانتفاضة و هاجم عبود ( اصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باقي ) 😂
و هكذا رجعت الاحزاب من جديد و تاااااني رجعوا لصراعاتهم القديمة و اتجاهلوا الشعب و معيشته لحدي ما وردي شعر انو الحكاية بايظة فغنى رائعة الفيتوري ( لو لحظة من وسن ) و القصيدة دي تحديدا في ناس كتيرة بتقول انو الفيتوري كتبها عشان كان في غربة و مشتاق للوطن .. بقولوا كده عشان ما كانوا عايشين طعم الخزلان و الحسرة العاشوها ناس وردي و الفيتوري في الزمن داك و وردي غناها للرمزية البتحملها جواها و بتقول انو الصراع ما زال موجود و الناس لسه في غربة و الثورة لا بد تعود تاني و لابد من اكتوبر تااااني للتصحيح لانو الناس كانت عايشة في غربة جوة الوطن .
اها صراع الاحزاب وقتها اطاح بالشيوعيين فقرر الشيوعيين انو يعملوا إنقلاب و مشوا اقنعوا الراحل نميري بالانقلاب و حدث ما حدث و جاء نميري بثورة ( مايو ) و انقذ الشعب من صراعات الاحزاب و صنع ثورة إقتصادية ضخمة و جاء محمد وردي غنى للانقلاب ده برضو 😂 ( في حكاياتنا مايو) و انت يا مايو ستبقى بين ايدينا و فينا .. انت يا مايو الخلاص يا جدارا” من رصاص .. و برضو غني للنميري شخصيا” ( يا حارسنا و فارسنا ) .
يلا نميري بعد ما استلم الحكم شعر بانو الحزب الشيوعي عايز يتمكن على حساب الاحزاب الاخرى فقام انقلب عليهم لحدي ما قرروا انهم يحركوا كوادرهم داخل الجيش و ينقلبوا على نميري و فعلا قاد الانقلاب الرائد هاشم العطا و سجن نميري و قبل ما نميري يطلع من زنزانته طلع محمد وردي و غنى ضد نميري ( راكب هنتر و عامل عنتر ) 😂😂 والله صحي ذي ما بقول ليكم كده .
إنقلاب الشيوعيين ده ما استمر و رجع نميري بهجمة مرتدة و عنيفة و اعدم الانقلابيين و قرض الشيوعيين .. اها بعد كده اتحدت الاحزاب من جديد ضد النميري و اشتغلو اشاعات عنيفة جدا و قالو حرامي و ضيع البلد لحدي ما نجحوا في شحن الشارع ضد نميري و طلعت انتفاضة ابريل ٨٥ شالت نميري .
طوالي وردي جا غني ( بلا و إنجلا ) و ما قصر مع الاحزاب غني ليهم ( عرس السودان ) ح نبنيهو .. وطن خير ديمقراطي .. اها الشعب لا شاف خير ولا يحزنون و شاف النجوم عز الضهر و لا كان في بناء و لا تعمير و لا فتحو روضة و لا عملو راكوبة و (تيتي تيتي روحتي متل ما جيتي) السكر بالكرت .. الزيت بالكرت .. العيش صفوف من المغرب للمغرب و البنزين و الجاز خلو الناس دي تدفر كلها .. ده كلو و ناس سيدي و سيدك قاعدين يتشاكلو في البرلمان كوتي و كوتك و كرسينا و كراسيكم و (هلم جرا) و الشعب بره يشمشم في العيش الناشف عفن ولا لسه .
اها جاء الاخوان اقنعوا عمر البشير يعمل انقلاب و حدث ما حدث و الراحل وردي طفش من البلد مشى القاهرة غنى ضد البشير من هناك ( سلم مفاتيح البلد تسلم ) و الانقاذ قعدت لحدي ما وردي جا راجع بعد غنى لي قرنق في اثيوبيا و غني لجيش حزب الامة في اريتريا قام رجع لحضن الوطن و اندفن فوقو بي حسرتو عليهو .
اكيد مافي زول يقدر يشكك في وطنية وردي ولا في وطنية محمود عبد العزيز ربنا يرحمهم و لا فرفور ولا صلاح ولي لانهم كلهم كانوا بنخدعوا بشعارات الاحزاب السياسية زي الشعب السوداني الكان دائما بكون حاضر و داعم للاحزاب في كل انتفاضة و حراك .
جزور ازمتنا في السودان بتكمن في احزابنا السياسية و ليست في مؤسساتنا العسكرية و الامنية .. ده التاريخ بقول كده ياااخ .. ازمتنا في نخبتنا السياسية المتعفنة .
اقول ليكم حاجة .. تعالو ننسى قصة عسكر و حرامية دي لانو انتو هسه طلعتوا من تجربة مشابهة و بالكربون تماما
تعالو نغني اول اغنية غناها الراحل وردي ( يا طير يا طاير)
نزار العقيلي
مقال من الذهب الخالص أنا من ضحايا انتفاضة أبريل 1985 وفعلا اللى بيحدت الآن صوره باالكربون .
طيب ليه العسكر خاينين للبلد وبخلو الدول الاجنبية تنهب في خيرات البلد واراضيه مغتصبه روسيا تنهب في الدهب مع فرنسا والامارات ومصر بيجاي تنهب في بقرنا وجمالنا بل الاخطر من كده سرقوا سلالاتنا الاصيله من الجمال عشان الناس دي الحكم الدكتاتوري العميل