هشام الشواني: لجان مقاومة أم لجان تمرد أم لجان حي؟
هل فكرتم في معنى كلمة مقاومة التي يرد ذكرها في عبارة(لجان مقاومة). مقاومة من الفعل قاوم، وجذره الثلاثي (قام)، والفعل قاوم على وزن فاعل بفتح الفاء والعين. أي بادر بالقيام بفعل مضاد لقوة ما؛ بذلك فإن القوة التي نقاومها هي التي تعطي المصدر مقاومة معناه.
حين خرجنا في موكب صغير ضد التطبيع مع إسرائيل في يوم لا يذكره غالبكم كنا نقاوم، نقاوم فكرة التطبيع وقوتها، نقاوم تيارا يبرر لنا كيف أن إسرائيل كيان طبيعي يجب أن تقبله، حينها كانت رسالتنا واضحة وهي أننا نرفض التطبيع سياسيا، ولكن رسالتنا الإستراتيجية كانت أن يستيقظ الشعب وتستيقظ ذاكرته ضد هذا العدو، والتطبيع الشعبي أكثر خطورة من التطبيع الفوقي السياسي. كنا مقاومة حقيقية تكتسب تعريفها من وقوفها ضد قوة خيار التطبيع بكل أبعاده.
لم تخرج (لجان المقاومة) ضد التطبيع، على الأقل بشكل رسمي، فبعض (شبابها الحي) غير الليبرالي كان معنا، والآخرون كانوا بعيدين. نحن هنا لا نلوم شبابنا وإخوتنا بل نسعى لسبر غور هذه (المقاومة الجديدة العجيبة).
المقاومة التي يعرفها هؤلاء الشباب هي مقاومة ضد العسكري، ضد (الكجر). ضد تعريف (محلي محدود وسطحي للسلطة). هذه السلطة التي يقاومونها مفرغة من كل مضمون فكري وآيدلوجي، فهم لا يعرفونها على أساس طبقي، ولو كانوا كذلك لخرجوا ضد شركة دال قروب وضد أسامة داود، لا يعرفونها على أساس تحليل ظاهرة الإستعمار، ولو عرفوها كذلك لخرجوا ضد السفير البريطاني، لا يعرفونها على أساس من سيادة وطنية، ولو عرفوها كذلك لخرجوا ضد البعثة الأممية؛ التي أتت بها حكومة الفترة الانتقالية ممثلة في شخص حمدوك، وبالطبع لا يعرفونها على أساس وطني، ولو عرفوها كذلك لخرجوا مطالبين بالوحدة الوطنية، ضد كل دعاوي الانقسام. هذه مقاومة لا تعرف على أي أساس طبقي أو آيدلوجي أو فكري.
ماهي مقاومتهم إذن؟ وضد من؟ مقاومتهم هي ظاهرة (تمرد) من شباب متأثر بالعولمة، شباب دينه العولمة، وروحانيته العولمة. شباب لا يميز جيدا بين أن تدعمه مؤسسة (فريدوم هاوس) بشرائح انترنت وأموال، شباب لا يستوعب أن أموال الدعم التي يجمعها ذلك الشاب الأمريكي السوداني هي أموال مشبوهة، وتأتي في إطار دعاية كاذبة حول المدنية. تمرد هؤلاء الشباب هو غضب وسخط نفسي اجتماعي على (سلطات محلية) ضعيفة، بداية من الأسرة والمجتمع والتقاليد، شباب يقدس الفردية والحقوق الخاصة ولا يستوعب إطارها الليبرالي غير الوطني. هذا تمرد ضد كل شيء محلي اجتماعي. لذلك فهو يكره الدولة الوطنية ويحب الإمبريالية، يكره (الأبجيقة) ويحب الخواجات، يكره الأحزاب ويحب أشكال التنظيم الجديدة، تلك التي بلا قيادات وبلا برامج.
إنها حالة تمرد عولمي من شباب دولة عالم ثالث تسمى السودان، يراها عبر عيون غربية عولمية وبالتالي فإنه لن يخرج ضد النظام الرأسمالي، ولن يقاومه رغم أنه يمثل الخطر الرئيس؛ لكنه سيخرج ضد قوة الدولة الوطنية، التي يرى عنفها ممثلا في الشرطة والجيش. لكنه لا يستوعب العنف الأعظم؛ الاقتصادي والاجتماعي الذي يمارسه المركز الغربي علينا. شباب يقبل بوجود أسامة داوؤد ومؤسساته ويرفض مؤسسة الشرطة!!
الدولة الوطنية بالطبع لها إشكالاتها، ولكنها تعاني من ذات المركز العالمي الذي تجب مقاومته، وذات المركز الذي تجب مقاومته ستجده حليف لفكرة لجان المقاومة. أذكر جيدا لقائي مع فتاة هولندية تعمل في السفارة وأخرى أمريكية تعمل في منظمة أمريكية شهيرة، كيف أنهما كانتا مستعدتين بحماس للمساهمة في جمع أموال عديدة لبناء قدرات لجان المقاومة، وتدريبها على الديمقراطية وأساليب العمل المدني ودعم أجندة الليبرالية، ذات المشروع وربما بمصادر تمويل أخرى تقوم به منظمات مثل (المعمل المدني) الذي يستوعب فاعلية بعض الشباب السوداني. وذات المشروع الذي بشر به الكثيرون عبر ما يسمونه (البناء القاعدي) الذي يشرف عليه شباب ليبرالي متهور.
إنها لجان تمرد وليست لجان مقاومة، والفرق كبير بين التمرد والمقاومة؛ لذا و من موقعنا كجزء من هذا الجيل وهذا الوجدان، نقترح الآتي:
١- البدء في نقاش ومراجعة فكرية حول الأسس التي تقوم عليها هذه اللجان.
٢- ترشيد وضع اللجان الحالي ومقاومة كل نزعة تذهب بها للعنف والتطرف، مستثمرة حالة السخط الاجتماعي. لأن معالجة الشروط الاجتماعية والثقافية لبروز هذه اللجان تحتاج بعض الزمن.
٣- تعزيز الاهتمام بالسياسة والفكر السياسي، وتعزيز دوافع الانتماء الواضح للاتجاهات الفكرية السياسة بعيدا من العزوف غير المسؤول من السياسة الجادة.
٤- تأكيد الجانب المحلي والوطني في مصادر التمويل والتشغيل، ورفض التعامل مع مصادر التمويل الخارجي، ورفض التعامل مع منظمات المجتمع المدني ذات التمويل الخارجي، ورفض جميع المشاريع ذات الصلة.
٥- تعزيز النشاط السياسي والفكري في الجامعات، هذا شرط مهم لتطوير التنشئة السياسية للطلاب وبالتالي سينعكس ذلك في الأحياء واللجان.
و الهدف النهائي سيكون الوصول لبناءات قاعدية متنوعة داخل كل حي، تمد الجسور بينها؛ تعاونا أو تنافسا على أساس من رابطة موضوعية ينظمها القانون، هذه الرابطة هي لجنة الحي المتصلة بشكل الحكم المحلي ، وهي رابطة ذات طبيعة خدمية واجتماعية وإدارية. بذلك فإننا سنرى ازدهارا سياسيا ومدنيا في الأحياء، قائم على مواقف وطنية كلية وشاملة.
هشام الشواني
كلام عقلاني اكاديمي مميز يجب ان يكون ورقة عمل تقدم للبرهان ومن يكون رئيس وزراء حمدوك او غيره .
لابد للدولة اذا ارادت التقدم من البناء علي الافكار الإيجابية … مناشدة البرهان والتي الورقة.
مقال صحفي مميز يستحق ان يكون جدول عمل وبرنامج في لجان خدمات الأحياء… نناشد البرهان تبنى الفكرة
حركة تحرير السودان .. ولجان المقاومة … وجهان لعملة واحدة صكها العلمانيون … وفرضوها فى غفلة او تغافل
مقال مميز نناشد الحكومة برهان ومن يكون معه باعتماده كمنهج عمل وتضمينه ضمن برامج لجان الخدمات. وترك كلمة لجنة مقاومة لان نداولها سلبي ويوحي بدورة الصراع
أيها الشواني لقد نسيت تمامًا أو تناسيت ان المقاومة ضد الاحتلال الاخواني للسودان
نسيت ان المقاومه ضد كتائب الظل وضد ما عمله المؤتمر اللاوطني بالبلاد والعباد
نسيت المقاومه ضد الإقصاء والتمكين والفساد والإفساد للمؤتمر اللاوطني
نسيت وتناسيت ان الاسلامويين لا يؤمنون بالاوطان ويبددون مقدرات الوطن والمواطن لصالح حزبهم داخليًا وخارجيا
نسيت وتناسيت ان المقاومه لرد السودان المختطف من فئة لا تؤمن بالاوطان ولا بالحوار
كن صادقًا في ضرحك ولا نامت أعين الجبناء
الأخ ودقيلي. اني اتوسم فيك و في امثالك الخير فأرجوا ان نبعد اعتقادنا الديني كمسلمين عن المهاترات السياسية.ارجوا ان لا تردد مصطلحات مثل “الاسلاميين” دون التأمل في دلالات ما تقول. “الإسلاميون” يدعّون الأنتساب للاسلام و لا يخجلون من تسميتهم. عكسهم من لا يدعون الأنتساب للاسلام و يرفضون نسبتهم له. لغوياً عكس كلمة الأسلام هي “الكُفر” و الكفر لغوياً هو الإنكار و الجحود. فإذا اطلقنا على الفريق السياسي الأول الأسلاميين جاز لنا ان نطلق علي الفريق الآخر “الكُفْريين” لانهم يرفضون الأنتساب للاسلام. واذا اخذنا بهذا المنطق المعوج سينتهي بنا الحال ان ننقسم الي انصار احد الفريقين: اما “الأسلاميين” او “الكُفْريين”. فإلي اي الفريقين تنتمي عزيزي القارِيء؟
أ رأيت اخي العزيز الى اين يقودنا ترديد المصطلحات دون وعي. اعتقد انك مسلم و لاترضي ان يكون “الاسلام” مرادفاً “للكيزان” فالاسلام موجود منذ اكثر من ١٤٠٠ سنة وهو دين ٩٨٪ من السودانيين ولم يوجد مع الكيزان و لا يصح ان نجعلة مرادفاً لهم.
اليساريين و العلمانيين السودانيين (وهم قلّة) يستغلون غضب الناس علي الكيزان بجعل الأسلام مرادفاً للكيزان و بالتالي يتحول غضب العامة الي الأسلام كدين وعقيدة و يحققون بذلك هدفهم بتشوية صورة الاسلام لدي العامة وابعاد الناس عن الدين و هو هدف معلن لهم.