ثم ماذا بعد 30 أكتوبر 2021 ..؟
انتهى يوم أمس 30 أكتوبر 2021 م ، بخيره و شره ، بجحافله و متظاهريه ، بصادق مرآه و كاذبه ، و كما توقع كثير من المراقبين و المحللين ، إنتهي دون نتيجة تذكر ، و لم يحقق هدفه الفعلي المعلن المتشدق به ، وهو إسقاط سلطة العسكر التصحيحية ، فلم يهدد وجودها ، أو يزعزع أركانها ، و ذلك لعدة أسباب و عوامل موضوعية ، تتخلص في الآتي:ـــــ
أولاً : رغم الدعوة المبكرة والتحضيرات المسبقة و التمويل الضخم الذي وجدته لجان تنظيم التظاهرات من عضوية قحت (أ) إلا أن الجماهير التي خرجت كانت محدودة العدد ، متباعدة الخطوط ، فاقدة للقيادة السياسية و التنظيمية فلم تدر الجماهير الي أين تتجه ؟ و كيف تنتقل إلي الخطوة التالية ؟، كان قوام هذه التظاهرات و عظم ظهرها جموع العضوية الملتزمة للأحزاب الأربعة المبعدة من السلطة و الحزب الشيوعي وبعض فتات الأحزاب الصغيرة، إضافة الي أعداد مقدر من الشباب المحبط اللامنتمين سياسياً و صغار السن ، و كان هناك عدد يتساوي مع عدد المتظاهرين علي جنبات الطرق من المارة و عابري السبيل و المتفرجين خاصة في شارع الأربعين بأمدرمان و المؤسسة ببحري و بقية الاحياء التي شهدت خروج مواكب ضئيلة الحجم .
ثانياً : تلاحظ غياب الكوادر الحزبية التنظيمية والقيادات الجماهيرية التي ينبغي أن تقود التظاهرات و توجهها نحو هدف واحد ، و لم تكن المواكب كتلة صماء واحدة ذات قيادة موحدة ، جمعتهم بالأمس شعارات عامة و فرقهم غياب القيادة الشبحية و الأفتراضية التي لم تكن في موعدها مع الجماهير ، و أثر ذلك بفقدان المواكب أهم أهدافها و مقاصدها و هي الوصول إلي نقاط محددة وسط الخرطوم أو مبني البرلمان بأمدرمان ، و لم تكن هناك قيادة سياسية فاعلة وموحدة وحاضرة ومتابعة عن كثب توجه و تتابع و تخاطب و تقود وتضع البدائل وتقيم الموقف ، فبدت المواكب كلها كالحية المقطوعة الرأس ، تدور و تتلوي في مكانها بلا جدوي أو طائل حتي داهمها الإرهاق و الوقت ، و زحف الليل و ناء بكلكله ، فتفرق السامر المتظاهر و إختفي في حلكة ليل الخرطوم الدافيء .
ثالثاً : تباعدت خطوط التواصل العضوية بين التظاهرات المتفرقة في مدن العاصمة الثلاث، لعدم قدرتها علي إختراق الحواجز الأمنية ، و بغياب من يوجهها ، فصارت كل تظاهرة حالة لوحدها تعاملت مع محيطتها و لحظتها الراهنة دون معلومات و تواصل و إتصالات تربطها بالمناطق الأخري ، وهو أمر محبط للمعلونيات ومشتت للأفكار و مربك للتحركات ، ولم تفلح الكادرات الحزبية و بقية النشطاء في تجسير التواصل الجماهيري أو الظهور و التصدي لمهمة التوجيه و قراءة مستجدات ما يجري حول المشهد كله و الإحاطة بتفاصيله .
رابعاً : أحكمت السلطات والقوات الأمنية السيطرة علي المداخل والمخارج لوسط الخرطوم وبعض الجسور و الطرق و المناطق التي كان منتظراً
أن تكون هدفاً للمتظاهرين للإعتصام فيها ، وحافظت القوات علي أعلي درجات الانضباط و لم تحتك بالمتظاهرين إلا قليلاً ، حيث جرت تحرشات محدودة في أمدرمان بالقوات تم التصدي له بالغاز المسيل للدموع ، ولم تجد القوات نفسها في حالة إضطرار لإستخدام العنف أو القوة ، لضآلة حجم التظاهرات و القدرة علي ردها و إبطال فاعليتها ، وكان لافتاً أيضاً أن المتظاهرين إلتزموا في بعض أماكن تجمعاتهم وتظاهراتهم بقدر كبير من السلمية و قللوا من الإحتكاك بالقوات النظامية ، و هذا فوّت الفرصة علي من كانوا يريدون أعمال عنف دامية لتأجيج الأوضاع و الإستفادة منها مع قوي خارجية للضغط علي المكون العسكري و إنهاء سلطته الحالية .
خامساً : تظاهرات الخارج التي بدأت في بعض البلدان قبل إنطلاق مواكب الخرطوم بدت هزيلة و بائسة في عدة عواصم و مدن ، زادت طين الإحباط بلة ، إذ شعر كثير من الشباب بالداخل أن فيها تزيّداً عليهم خاصة نوع هتافها و تنافر مكوناتها و تحريضها علي العنف الذي سيكون شباب الداخل هم فقط ضحاياه ، كما أنها عمل دعائي بلا طائل لا ينتبه إليه أحد في الدول المضيفة .
** اما وقد جن ليل الخرطوم بعد يوم طويل ، فما الفائدة و العوائد السياسية التي جناها كل طرف ، بلا شك تسود حالة إحباط عارمة لدي المتظاهرين الذين صوّر لهم بعض القادة السياسيين و مناضلي الكيبورد بالخارج ، بأن مجرد خروجهم يوم 30 اكتوبر سيكون هو اليوم المحدد لنهاية العسكر و اقتياد القيادات العسكرية الحاكمة إلي السجون أو المقاصل والمشانق ، و كأنه يوم الفصل ليس فيه لعب ولا هزل ، بينما كسب العسكر نقاط إضافية لصالحهم بفشل مسعي التظاهرات المنادية بإسقاطهم و عدم حدوث أية أعمال عنف يمكن أن تثير ثائرة القوي الخارجية ، إضافة الي فوائد أخري بكشف مزيد من المعلومات ومعرفة الكوادر التي تعمل على تفجير الأوضاع بالداخل ، والاهم من ذلك كشف التآمر البين لحمدوك و مجموعته فقد ظلت يعطي حديثاً طيباً للعسكر ويعمل ضدهم وهو يتابع مع ( شلته )تنظيم التظاهرات و تحريك الشارع طمعاً في العودة لكراسي الحكم .
ما يتوجب فعله المضي قدما في تكليف رئيس وزراء و تعيين حكومته من الكفاءات الوطنية المستقلة ذات الخبرة و الدراية ، و تكوين مؤسسات الفترة الانتقالية واستكمال بناء المنظومة العدلية و الإعداد المبكر للإنتخابات بعد عام ونصف من الآن وتسليم السلطة بعدها لحكومة منتخبة .
الصادق الرزيقي
السيد الصادق الرزيقي
لا أحد يستغرب تحليلك فأنت ربيب الكيزان وكنت نقيب الصحفيين أمثال الهندي والطاهر
ولكن ان تكون كاذبآ فهذا هو العيب فالملايين التي خرجت كالتسونامي تقول هزيلة وبائسة
نعم هي جموع متقطعة الوصال بفضل قفل الجسور من قل الانقلابيين ولكن كل موكب فيها يتجاوز مئات الالاف
نعم لم تخرج من أجل قحت أ ولا قحت ب إنما خرجت لديمقراطيتها المسروقة
اما كلامك عن حمدوك فأنت أقصر قامة عن التطاول على رجل مثل حمدوك
لعلك نسيت ان تطالب سيدك حميدتي بالإفراج عن اسيادك القابعون في كوبر
الكوز النحس الرزيقي المرتزق…لو كان القتلة رجالا لتركو الجسور والشوارع والنت مفتوحا لاقتلعهم فيضان الثوار ولما نفعتهم مليشياتهم….ورغم كل ذلك خرج ملايين السودانيين في كل أنحاء السودان ومدن العالم وهذه فقط بداية… ستتواصل الثورة حتي اسقاط لجنة المخلوع الأمنية كما أسقطنا سيدهم ولن تعودو لأكل مال السحت ولعق أحذية العسكر..ايها التافه وأمثالك