سمية سيد تكتب: ماذا بعد عد الأنفار
كلام صريح
سمية سيد
انشغلت الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي بإجراء مقارنات بين أعداد المشاركين في مسيرة إحياء ذكرى 21 أكتوبر والمعتصمين أمام القصر الجمهوري، كل طرف يحاول أن يثبت أن أعداد مناصريه هم الأكثر في الشارع.
أعتقد أن أهم النتائج بعد انقضاء يوم الخميس بسلام، أن الشارع السوداني الذي حافظ على السلمية أثبت أنه أكثر تقدماً ووعياً من حكومته بمكوناتها المتشاكسة على السلطة. وذلك بتمسكه بالتحول الديمقراطي وحماية ثورته.
كان المتوقع أن يرجح المتصارعون صوت العقل بعد أن اقتنع كل جناح بمدى قوته في الشارع حتى وإن كان جزءاً كبيراً من هذه القوة مزيف وواقع تحت تأثير تدفق معلوماتي غير صحيح تبثه السوشيال ميديا انتصاراً للذات.
ثم ماذا بعد؟
لا جديد يذكر في اتجاه الحل .
رجعت الحشود التي قادت مسيرة الخميس الى مواقعها. وواصل أنصار قحت 2 اعتصامهم أمام القصر. فيما انخرط رئيسا الوزراء والسيادي في اجتماعات مشتركة. وبين رئيس الوزراء وقيادات قحت1 وقحت2 ، وحتى الآن النتيجة صفر كبير، ولا تلوح في الأفق بوادر حل.
أمس صرح رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي بتوافق حمدوك والبرهان على حل مجلسي السيادة والوزراء. فسارع إعلام رئس الوزراء بنفي ذلك. رغم أن مناوي قال هذا التصريح بعد عدة لقاءات جمعت بينه وبين دكتور حمدوك والفريق البرهان .
ما رشح من معلومات يشير الى إصرار المكون العسكري على حل الحكومة رافضاً أي وساطة مع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي. أو إجراء تعديل محدود في مجلس الوزراء بإدخال عناصر جديدة لتوسيع المشاركة. كذلك إصرار كل من مستشار رئيس الوزراء ياسر عرمان وعلي الريح السنهوري عن حزب البعث على أي تسوية تشمل استمرار البرهان على رئاسة السيادي.
قحت1 تلوح بالتصعيد الثوري. وقحت2 التي يدخل اعتصامها يومه التاسع تتمسك بشروطها المعلنة، ورئيس الوزراء محتار بين الطرفين في الوصول إلى قرار يطوي الخلاف، فيما تستمر حالة الاستقطاب في الوسط السياسي واحتقان كبير يسود الشارع.
المساومات والتسويات السياسية التي تجري الآن داخل الغرف المغلقة إذا لم تقُد الى توافق ستقود البلاد الى مخاطر أكثر مما هي عليه الآن.
الشعب يحصد فشل السياسيين الذين هم ليسو في قامته ولا قامة ثورته العظيمة.
صحيفة اليوم التالي
حكومة جوع
محاصصات وغش