شرق السودان .. البحث عن مَخرج للأزمة!
يبدو أن قضية إغلاق شرق السودان تتجه إلى منعطف آخر, حيث سيلتئم اجتماع اليوم للمجلس الأعلى لعموديات ونظارة البجا. وكشف القيادي بالمجلس الاعلى للبجا والعموديات المستقلة الصادق المليك ان اجتماعهم الأحد سيناقش مجمل الأوضاع في السودان وتقييم فترة اغلاقهم للشرق لـ(38) يوماً الماضية, ونفى في ذات الوقت ان تكون هنالك اجتماعات تمخّضت عن بشريات حول ازمة الشرق كما صرح بذلك ياسر عباس رئيس اللجنة الحكومية المكلفة بالحوار مع محتجي الشرق.
وقال لـ(الصيحة) علمنا بتكوين لجنة حكومية للتفاوض مع البجا وطلبوا ان يحضروا الى كسلا, لكنا ذكرنا لهم بقيام اجتماع لنا الاحد, وان هنالك لجنة متابعة للمجلس الأعلى للبجا بالخرطوم يمكن الرجوع اليها والتباحث معها قبل الوصول الى كسلا لنقيم الموقف بعد ذلك, واكد انهم سمحوا خلال الايام الماضية لكل شحنات الدقيق بالمرور ولم يقفوا في طريقها, نافياً ان يكون الإغلاق سبباً في ازمة الدقيق بالخرطوم.
لجنة للتوافق
وكان مجلس الوزراء برئاسة عبد الله حمدوك قد شكل، لجنة للتوافق حول حلول عملية لإغلاق ميناء بورتسودان مع المكون العسكري برئاسة وزير الري د. ياسر. وجدد المجلس، خلال اجتماع مجلس الوزراء الدوري برئاسة حمدوك، تأكيده على عدالة قضية الشرق وأولويتها لارتباطها بالقضايا السياسية والاجتماعية والتنموية لأهالي شرق السودان. وحسب البيان، فقد حذر المجلس مما يترتب على إغلاق الميناء وإغلاق الطرق بين الخرطوم وولاية البحر الأحمر من آثار وانعكاسات على البلاد.
وساطة الاتحادي
وسبقت تلك التطورات, زيارة وفد من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادي الميرغني ولقائه بنظارات البجا, حيث وافقت النظارات على رأسهم الناظر محمد الأمين ترك وساطة رئيس الحزب الاتحادي الأصل محمد عثمان الميرغني لحل أزمة شرق السودان.
وكشف القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي، أحمد السنجك لـ”العين الإخبارية” عن تباشير ونتائج اجتماع الحسن الميرغني بالناظر ترك، مشيراً إلى أنها ستظهر خلال الساعات المقبلة لإنهاء أزمة شرق البلاد, وأضاف أن الاجتماع ناقش مشكلة ومطالب الشرق ونزع فتيل الأزمة قبل اشتعالها، وأيضاً الحفاظ على السودان من التفتت والمحافظة على وحدته خاصة ولايات الشرق. وتحظى الطريقة الختمية (طريقة دينية صوفية) ومولانا الميرغني باحترام وتقدير خاص من جميع مكونات الشرق وهو القيادي السوداني الوحيد ومعه أسرة المراغنة القادرون على حل هذه الأزمة.
صوت العقل
وقال وكيل ناظر الرشايدة مبارك أحمد, إن الاجتماع الذي سيلتئم اليوم يخص بنظارة البجا, واضاف على العموم أنهم يرون أن الحكومة ما شغالة الآن بقضية الشرق. وما حتشتغل بها لأنها مشغولة بقضايا اخرى وما لم تحسمها لن تلتفت الى قضية الشرق وبالتالي ليست هنالك اي تنسيق بين الاطراف حتى الآن. وجدد لـ(الصيحة) بأن حل قضية شرق السودان تكمن في الاستماع الى صوت العقل بحل الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية بمهام محددة وتوسيع دائرة المشاركة, بجانب الغاء مسار الشرق واجراء انتخابات حرة ونزيهة. وحمّل الأضرار التي لحقت بالمواطنين والدولة للحكومة حكومة حمدوك, وقال ان الأضرار تتحمّلها الحكومة, لجهة ان لديها قرار حل المشكلة ولذلك تتحمّل التقصير خلال المرحلة المقبلة من فقدان الأمن, واشار بالقول جلسوا معنا اكثر من (15) يوماً لم يحضر لحل المشكلة.
علم الغيب
حتى الآن ليس هنالك ما يمكن ان يقال عنه بشأن اجتماع يضم أعضاء من لجنة حمدوك بمجلس البجا, ولكن هناك بالضرورة خطوات سوف تتم في مقبل الايام بشأن حل الازمة, ولكن المليك رأي في حديث لـ(الصيحة) انه لا يريد الحديث قبل الاجتماع الذي سوف يُقام ولا يعلم الغيب, ولكنه شدد بانهم من حقهم تتريس الشرق كما يحدث في الخرطوم, واضاف لم نفعل ذلك ولكن مثلما يحدث في الخرطوم. واستبعد وجود اتصالات او مبادرات لاخراج الأزمة والوصول الى اتفاق لحل المشكلة, وقال انه وصل الى الخرطوم وجدها مترسة متسائلاً مَن أعطى الحق لفعل ذلك؟ وقال اذا كان هنالك ملف أهم من الشرق فليذهبوا اليه.
أجندات خارجية
اكثر ما في قضية اغلاق الشرق أنهم متفقون بشأن الاستمرار والصمود رغم الأزمات التي تخلقها استمرار إغلاق الشرق.
ولكن خبيرا في شؤون الشرق الفريق عثمان فقراي يحذر في حديث لـ(الجزيرة نت) من أجندات 4 دول في المنطقة، اتهمها بالعبث باستقرار شرق السودان بدوافع مختلفة. ويقول إنّ السعودية لديها مشاريعها في البحر الأحمر، ومصر لا تريد تجربة ديمقراطية في جوارها، والإمارات تُموِّل وتخطط لمسار الشرق في مفاوضات جوبا بدعم قبيلة البني عامر على حساب قوميات البجا الأخرى، بينما تحاول إريتريا الصيد في هذه المياه العكرة للخروج بمكاسب. ويؤكد فقراي – استناداً على خبراته الأمنية – أن ثمة اختراقات وأيادٍ مخابراتية متعددة تشعل الأوضاع في شرق السودان، مما يستدعي من الحكومة المركزية إغلاق الحدود مع إريتريا وقطع العلاقات معها وبسط الهيمنة والسيادة على الإقليم بحسم. وينصح الرجل الحكومة المركزية بسرعة احتواء الموقف في الإقليم، لأنه يمضي سريعاً نحو سيناريو دارفور، وهو ما سيكون موجعاً للمركز أكثر مما حدث في الأخير، لأن الشرق استراتيجي وأقرب للمركز.
صراعات قبلية
واستنكر في ذات الاتجاه رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد محمد عصمت، طريقة التناول السلبية لخلافات رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة الناظر محمد أحمد الأمين ترك مع لجنة إزالة التمكين وأزمات الشرق بوجه العموم، مبيناً القيمة الاجتماعية الكبيرة بالشرق التي يتمتع بها ترك, وقال عصمت إن معالجة قضايا الشرق تكون بالحكمة والهدوء وعدم اللجوء للمواجهات، كاشفاً عن لقائه بترك في اليومين القادمين. وأضاف، لا بد من ضرورة استصحاب المكونات الاجتماعية بالشرق عند الحديث عن ازماته, مشيرا الى ممارسات النظام البائد بالصراعات القبلية وتقليص دور الأحزاب كحواضن لكل مكونات جهوية.
تقرير- صلاح مختار
صحيفة الصيحة