اسحق احمد فضل الله يكتب: خطاب رغد
___
أستاذة رغد..
تطلبين الصورة صورة ما يجري لأنك بعيدة؟؟.
الصورة سهلة.
والصورة من أعلى تنقلها (كاميرا) المحطات والمواقع
والصورة من أسفل هي التفاصيل.
والتفاصيل تفاصيلها يوجزها ما يقوله الناس وما يفعله الناس.
ثم ما تقوله مشاعر كل جهة.
وبعض ما يحدث أمس هو
الوفود.
واجتماع قحت
وحديث أهل الذكر الذين يعلمون.
والوفود أحجامها تتحدث وتقول إنها ليست شيئاً عفوياً يأتي ويذهب.
وأحاديث متحدثيها تقول إنها ليست هياج ساعة وأنها شيء له نفس طويل.
وتصرفاتها تقول إن خلاصة الناس هي التي جاءت وإنها جاءت بأخلاقها.
فعمدة نهر النيل حين يصل مع حشده الرائع يتجه إلى المنصة.
وهناك لا يحث الحشد العمدة يلتقم (الميكرفون) ليقول لمن جاءوا معه.
::- أنحروا لضيوفكم!!.
وكلمة( أنحروا) تعني الإبل… ونحروا خمسة عشر جملاً.
وكلمة( لضيوفكم) تعني أن العمدة يحول المعتصمين الآلاف إلى ضيوف عنده.
وفي الحديث العمدة يقول كلمتين.
قال: – شريعة…
وقال: – لا مثليين…!
ومشهد عمدة نهر النيل يصبح نسخة من الوفود الأخرى.
وعبد الباسط لما كان يحدث المعتصمين ويقول
: – قاعدين هنا للقيامة…
كانت بعض الوفود التي لم تصل تحدث المعتصمين بالهواتف تطلب نقل الأخبار لهم.
وحديث الوفود لما كان يجري بالهواتف كان حديث حمدوك ومجلس وزرائه ساخناً.
وأمس حمدوك يجمع حكومته ويشكل لجنة من سبعة أشخاص للبحث عن حل كان هذا في العصر.
وثلاثة من السبعة يستقيلون كان هذا في المغرب.
والمستقيلون وهم من قحت الأولى… قالوا لحمدوك.
: الآخرون هم من الجيش ومن قحت المنشقة علينا فماذا نستطيع أن نفعل.
وبعض الجمل في كل مكان تكفي.
ففي المنصة قال المتحدث
: -لا نتبع حكومة تديرها السفارات.
والسفارات من لا يدير منها مباشرةً يتخذ موقفاً جديداً
وروسيا تنظر إلى الحشد وتشعر أن التغيير يتكامل وتقول
: لن نسمح لأحد بالتدخل في السودان.
وكأن موسكو تتحدث من منصة الاعتصام.
وبقية السفارات تفهم.
……
لكن
السفارات والمراقبون كلهم ينظر ويجد أن
حشد الاعتصام الآن جهة متوترة وخطيرة.
وإن قحت الآن والتي تعد لموكب الخميس جهة خائفة ومتوترة.
وأن الأجواء الآن تعيد إلى أذهان المتابعين أن هناك دولة تبحث منذ فترة عن صناعة الصدام في السودان
وأن الأجواء الآن صالحة جداً للصدام هذا.
والمراقبون يجدون أنه سهل جداً أن تدس الجهة تلك مجموعة وسط موكب قحت.
وأن المجموعة تلك تصبح مهمتها هي قيادة المظاهرة متجهة إلى حيث الاعتصام الآن.
عندها…؟؟ عندها؟؟.
قالوا إن كل شيء الآن يضطر كل سلطة لإقامة دوائر ثلاث ابتداءً من صباح الخميس.
الأولى دائرة عسكرية تحيط بحشد قحت وتحدد له مسارات وحدود لا يخرج منها.
والثانية دائرة عسكرية تحيط بمكان الاعتصام وتمنع الاستجابة لاستفزاز( يمكن لبعض المندسين) أن يقوموا به.
وحائط عسكري يتمدد وسط الخرطوم لتأمين كامل.
أستاذة رغد
إن كان هذا يمكنك وأنت خلف المحيط أن تطمئني
وإن أفلت الأمر فإن مشروع فناء السودان يكون قد بدأ…
يبقى أن وفداً للمصالحة بين الأطراف يتجارى الآن
والكلمة التي يسمعها ولا يسمع غيرها هي
: – حكومة جديدة.
صحيفة الانتباهة
ترب البنية..!