يحلها الحلا بلة.. وهكذا نفضها سيرة!
حسن الجزولي
تعقيدات أوضاع السودان ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب، فهي قد ولدت مع فجر استقلال البلاد وربما أن بذرتها الجنينية قد نمت قبل ذلك في خضم الصراع الوطني الذي شهدته البلاد لأجل الانعتاق من نير المستعمر البغيض!.
ومع تكاثر الاحباطات والصدمات الوطنية جراء إجهاض وكتم صرخة كل جنين يتم الاعلان عن مولده باعتباره بداية لشحذ الهمم مع انتصارات شعبنا في الصراع الذي ظل محتدماً بين قوى الديمقراطية والتقدم الاجتماعي في مواجهة قوى التخلف والتمترس خلف المصالح الطبقية الذاتية، فقد أفرز الواقع تيارات كفرت بكل شئ وقنعت “من خيراً فيها”، فتجد فرقاً وجماعات ظلت تنادي بحلول يعتورها اليأس والقنوط والتسليم بالهزيمة، بحيث تنادت جماعات بضرورة الحل المتمثل في عودة الاستعمار مرة أخرى للبلاد، درجة أن الناس انفعلوا مع قصة الدكتورة التي وضعت في مصحة للأمراض العقلية لأنها نادت بعودة الاستعمار للبلاد!، وانقسموا حول دعوتها ما بين مؤيد ومعارض، مصدقين الحكاية جملة وتفصيلاً، مع أنها كانت عبارة عن رواية تهكمية من صنع الخيال نسجها صديقنا “شاهين شاهين” ونشر جزءاً حلقاتها بموقع سودانيس أون لاين ، وكانت تعبيراً وتهكماً على الظروف السياسية التي عاشتها الجماهير في ظل الواقع البائس فترة الانقاذ الكئيبة!.
وشطح آخرون مقترحين تقسيم السودان إلى دويلات صغيرة مستقلة عن بعضها البعض، ولكل دولة كامل الخيار والحرية في الانضمام للدولة التي تجاورها بنظام فيدرالي أو كونفيدرالي!، ويمضي اليأس بالبعض إلى المناداة بتوزيع البلاد على الدول المجاورة (لتقضم) مصر نصيباً وأثيوبيا نصيباً وأرتريا أيضاً وبالتالي بقية الدول الأفريقية المتاخمة للسودان!.
غير أن أظرف وأغرب إقتراح جاء من أحد الظرفاء السياسيين المتهكمين من أوضاع البلاد السياسية، وكان ذلك في فترة الديمقراطية الثانية التي عاثت فيها أحزاب اليمين والطائفية والقوى الرجعية مجتمعة تخبطاً ولعباً بمصير كامل لأمة مغلوب على أمرها، حيث قال هذا الظريف جاداً أنه إذا قدر له أن يدبر إنقلاباً عسكرياً ناجحاً، فإنه لن يعلن عن تشكيل حكومة على المستويات المعروفة، حيث سيكتفي بتعيين وزير للمالية إضافة لمدير جديد للخطوط الجوية، بينما سيتولى بنفسه رئاسة هذا المجلس المصغر للوزراء!.
سيكلف وزير المالية بجرد ما تبقى في خزينة الدولة، وبالنسبة لمدير الخطوط الجوية سيكلفه بتأجير طائرات نقل ضخمة، ثم سيطلب من جميع مواطني السودان الوقوف في صف طويل بمطار الخرطوم الدولي، بعد أن يكونكل منهم قد ملأ استمارة واستخرج تأشيرة للدولة التي يرغب التوجه للعيش فيها!، وسيقف هو أمام سلم كل طائرة مغادرة ليسلم كل مسافر مظروفين، أحدهما بمبلغ مالي من ما تم جرده من خزينة الدولة كحق مواطنة مستحق، ثم مظروف آخر فيه خطاب شكر على الفترة التي قضاها وعاش فيها بالسودان، وقال أنه بعد أن يغادر أخر مواطن سوداني سيقفل بوابة السودان بالضبة والمفتاح ويغادر هو وطاقم وزارته إلى حيث يشاؤون، وهكذا يتم حل أوضاع السودان المعقدة!.
ولكنا وبعد دعوة (المجاهد ترك) للحركة الاسلامية بالأمس القريب لاستلام السلطة، ومناداة الفلول لمسيرة (الردع) ليوم الجمعة، فقد تفتق ذهننا إلى حل أقرب للواقع!.
فهانحن نرفع عقيرتنا مع (المجاهد الأكبر) معضدين دعوته للحركة الاسلامية باستلام السلطة فعلاً وقولاً وأن تكون الحزب الأوحد في البلاد على غرار الاتحاد الاشتراكي السوداني والمؤتمر الوطني، طالما أن هدفها الأخير الحماية من المسائلات القانونية!..
نقترح أن يتولى سعادة الفريق البرهان رئاسة الجمهورية مدى الحياة، وأما سعادة الفريق حميدتي فهو الأجدر بوزارة الدفاع، علماً بأن وزارة الخارجية لا يجب أن تذهب إلا لشقيقه الفريق عبد الرحيم دقلو الذي أثبت جدارة في تولي هذه الوزارة الهامة بعد نجاح مهمته التي تم اختياره لها بزيارة اسرائيل على رأس وفد من مسؤولين لم يتم الاعلان عن هوياتهم، وقطعاً فإن وزارة الثقافة والاعلام فليس هناك أوفق من سعادة المقدم ركن إبراهيم الحوري رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة الذي فاق كل من إسحق أحمد فضل الله والعقيد يونس في (شق الحلاقيم) وهو ينادي في نهاية مقال افتتاحي له بالصحيفة المذكورة سيده البرهان قائلاً:ـ ( إنك فينا مرجواً وجندك يشدون على يدك وثقة الشعب فيك أرحب، الاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام) ،، وليس المقصود هنا بالحرب هنا، إلا الحرب على المكون المدني،، أي الشعب بأكمله!. وأما للمجاهد ترك فتمنح له إضافة (لنظارة قبيلته) ليس نظارات بقية كافة قبائل الشرق فحسب ،، بل حتى (نظارات ) المدارس من الأساس وحتى الثانويات) لنجاحه منقطع النظير في تمثيل (المؤتمر الوطني ) خير تمثيل!.أما بقية المناصب الوزارية والدستورية في الحكومة الاسلامية (البديلة) فيمكنها أن تتوزع ما بين مبارك الفاضل والجاكومي و(الفيلد ماريشال التوم هجو) وسعادة الفريق صلاح عبد الخالق ( المحلل العسكري الرصين) وبقية العقد الفريد للفلول.
وبهكذادعوة صريحة نطق بها آخيراًالناظر ترك ومهدت لها اللجنة الأمنية، ولخصتها مجموعات ( الوفاق بقاعة الصداقة) فقد أكدوا جميعهم أن من يأمن العقاب فهو (حتماً) يسئ الأدب ويتمادى فيه لهده الدرجة!، وطالما أن لا أحد يستطيع أن يقول لهم (تلت التلاتة كم)، فنقترح أن (نفضها سيرة) ونركن للمقولة مجهولة الأصل والهوية التي تقول (يحلها الحلا بله) رغم عدم معرفتنا بمن يكون بله هذا وماذا حلً في الأساس وكيف استطاع أن يحل الذي قام بحله!.
ـــــــــــــــــــ
* لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونا واجب وطني.
صحيفة اليوم النالي
لما كانت شوارع الخرطوم تدقفل كنتو بتقولو سيصرخون وكنت انا اسال منو قاعد يصرخ غير المواطن لكن كنتو طرش ما بتسمعو السؤال ….
الآن نقول سيصرخون كما صرخو من قبل لما تسألني منو اقول ليك المواطنون ……
مادام القانون طفل حق قفل الطريق باعتباره تعبير سلمي عن الرأي من حق ترك وغيرو يقفل الطريق……