شبح الإرهاب ..
نداء النجوم
محمد المبروك
* هذا ما كان ينقصنا، أن يجد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” موطئ قدم في السودان، “داعش” تنظيم إرهابي عالمي وهو مسخ تم توليده في مختبرات مخابراتية، ويجد دعماً خفياً من جهات تستثمره لضرب استقرار الدول المستهدفة وإذا انضم السودان لحزام “داعش” الناسف فتلك كارثة ندعو الله ألا تحدث.
* في بيان صحافي مقتضب، أعلن جهاز المخابرات العامة، أنه “بناء على توفر معلومات عن خلية تتبع لتنظيم داعش الإرهابي، تم صباح الثلاثاء 28 سبتمبر المنصرم، تنفيذ عملية أمنية للقبض على هذه المجموعة” في حي جبرة وحي الأزهري بالخرطوم. كما قال البيان إن العملية أسفرت “عن القبض على 11 من الإرهابيين من جنسيات مختلفة”، فيما سقط في صفوف قوة التنفيذ خمسة، هم: “ضابطان وثلاثة ضباط صف وإصابة ضابط بجروح”، عندما “قامت المجموعة الإرهابية بإطلاق الرصاص على القوة”.، الأربعاء تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على زعيم الخلية الداعشيّة بمدينة بورتسودان، وهذا الزعيم يحمل جواز سفر باسم محمود، ويلقب بأبو محمد، وهو مصري الجنسية.
* هذه الحادثة المروعة يجب أن تلفت انتباه الأجهزة المختصة وكذلك المواطنيين أن شبح الإرهاب لم يعد بعيداً عن السودان، فهذه الخليّة المدربة والتي يقودها إرهابيون على درجة عالية من التدريب والتأهيل ليست وحيدة بطبيعة الحال، ولا بد أن هناك خلايا أخرى كامنة في انتظار ساعة الصفر.
* تزامن الإعلان عن تفكيك خلية “داعش” وجود عدد من المسؤولين الأمريكيين في الخرطوم مثل نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي براين دافيد والمبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي، فيما كان مدير البنك الدولي في طريقه للخرطوم(الخميس) وعليه يمكن استنتاج أن مثل هؤلاء الزوار رفيعي المستوى سيكونون هدفاً ثميناً لعناصر إرهابية تابعة ل”داعش” لولا أن جهاز المخابرات العامة قام بخطوة استباقية وهاجم الخليّة الإرهابية في الوقت المناسب.
* لجهاز المخابرات العامة تاريخ طويل وتجربة راسخة في محاربة التنظيمات الإرهابية ولديه إرث معلوماتي هائل عن الجماعات المتطرفة في السودان وفي أفريقيا، ولكن يبدو أنّ الوضع الهش الذي تعيشه البلاد أثر سلباً على هذا الجهاز الحيوي والاستراتيجي، ومع ذلك فإن حادثة الثلاثاء ستعيد له الاعتبار وسيكون من المفيد إبعاده عن التجاذبات السياسية بين أطراف المرحلة الانتقالية ليتفرغ، تماماً، للمهام الأمنية الصرفة التي يعرفها.
صحيفة اليوم التالي