الشوارع لا تخون.. لكنهم خانوها!
1
إن ﷲ لا يهدي كيد الخائنين.. ذاك هو القانون الإلهي الثابت، انظر لسيرة الأولين والآخرين كــل خــونــة الـــثـــورات.. دفــعــوا ثمن خيانتهم كاش، منذ ثورة اليعاقبة وحتى ثورة ديسمبر التي خانها القحاتة، كلهم دفعوا أثمان خياناتهم قبل أن يغادروا الفانية. الشوارع لا تخون إلاّ مَن خانوا شعاراتها وقيمها ومواثيقها.. وخانوا حتى رفاق دربهم.. الشوارع لا تهب ولا تصغي للذين ما أن صعدوا بالهتاف الأجوف لقمة العرش تنكروا لكل جميل ورائع في الثورة، لطالما أصغت الشوارع للهتافات ورددت صدى أصوات الثوار الحقيقيين، بل وهتفت معهم، لكن الذين تسلقوا قيادتها خانوها.. إذا لم تصدقوني فاسألوا ود الفكي.. إذ بدلاً من أن تهب الخرطوم فجراً على وقع ندائه غاصت في سبات عميق وتركته وحيداً.. صوتاً بلا صدى.
2
إذن كيف خانوها ومتى؟ منذ الأيام الأولى التي زوروا فيها الوثيقة الدستورية، واستمرت الخيانات بلا أسقف إلى يوم الناس هذا.. منذ أول أيام ظهرت للعلن وثيقتان، فعرف الثوار أن أيادٍ عبثت في الظلام بوثيقتهم التي قدموا من أجلها تضحيات عظام، ومهروها بدمائهم وأرواحهم.
3
نصت الوثيقة على قيام حكومة كفاءات مستقلة لتدير الفترة الانتقالية، فإذا بالأحزاب المتآمرة تزوِّر إرادة الثوار، وتوزع المناصب بينها.. جاءوا بكل العاطلين من أصقاع الدنيا تحت لافتة الكفاءات، ولم يلبثوا إلا قليلاً حتى انكشف أمرهم.. مجرد حزبيين عطالى )معلمين ﷲ( من أي موهبة أو خبرة، فكان الأداء كما شاهدتم.. كانت تلك هي الخيانات الباكرة، في لحظة الميلاد الأولى.
4
ماذا فعلوا بالحرية وكيف خانوها؟ فتحوا السجون من أوسع أبوابها تحت غطاء محاربة الفلول والثورة المضادة، زجوا بالمئات في المعتقلات ثم آخرين ممن لا علاقة لهم بالفلول، ثم رجال الأعمال بغرض الابتزاز، حتى إذا فاضت الكونتينرات بالمليارات أطلقوا سراحهم.. ثم وجد الثوار أنفسهم ضحايا المستبدين الجدد.. مُ عمّ ر موسى ثائر بحق ظل ملازماً ميدان الاعتصام طيلة شهرين، لم يعرف فيها طعم النوم، يهتف حرية سلام وعدالة، حتى انتصرت الثورة، فكان أول ضحاياها، إذ ظل مصفداً في الأغلال قرابة عام من دون أدنى تهمة، فعرف معنى الحرية التي كان ينادي بها الكاذبون.
5
أما العدالة.. فعلى كل ذي ضمير حي ينتمي للثورة أو حتى للإنسانية أن يخجل مما فعلته بالعدالة عصابة الأحزاب الأربعة، مضافاً إليها عصابة التفكيك والتمكين.وضعت العصابة الأولى نصوص الوثيقة الــدســتــوريــة الخاصة بمؤسسات العدالة في ثلاجة، تماماً كما فعلوا مع ضمائرهم، فــلا مجلس قــضــاء ولا مجلس نيابة ولا محكمة دستورية ولا مجلس تشريعي.. لا شــيء البتة، حتى النصوص التي تتحدث عن حرية التعبير وحرية الإعــلام خانوها، وفتحت أبــواب السجون للصحفيين )عطاف لا يزال في غياهب حراسات بحري متهماً بتقويض النظام بسبب تغريدة(.. كما فتحت أبواق الإعلام الرسمي للتشهير بهم.
6
أكملت عصابة التفكيك والتمكين هدم أسس العدالة بدءاً بقانونها الذي لا يشبه إلا قوانين هولاكو وصدام حسين )يا هولاكو الزمن اتغير(.. قانون يصادر أموالك بلا محاكمة، ولا تستطيع الاستئناف لأي جهة، ويتم التشهير بك من دون أن تنال فرصةً للدفاع عن النفس.. قانون غاشم، يزج بك في غياهب السجون بسبب تغريدة، ويستولي على حساباتك في النظام المصرفي.. باختصار يفعل القانون بأموالك وأهلك ومالك وجسدك ما يشاء.. هل رأيتم خيانة للعدالة والشعارات أكثر من ذلك؟لم يكتفوا بذلك، بل أقاموا المجازر لآلاف الأبرياء من الكفاءات الوطنية، فشردوهم من وظائفهم، وقطعوا أرزاقــهــم تحت ( موظف.. حتى الخفراء 7800غطاء الثأر من الكيزان والفلول، )والسائقين لم يرحموا ضعفهم(.. وﷲ يعلم أن أغلب هؤلاء لا علاقة لهم بفلول أو كيزان، ولكن هب أنهم فلول وكيزان أليس لهم حق في التوظيف؟ عدم عدالة وعبط كمان؟ لهؤلاء الذين أخذتهم سكرة السلطة أقول اعلموا أن الملك العادل غير غافل عما يفعل الظالمون، وقريباً ستحصدون رماد ما فعلت أياديكم.
7
)الدم قصاد الدم.. ما بنقبل الدية(.. ذاك كان هتاف الشوارع التي لا تخون، فأضحى الدم قصاد المناصب والدولارات والكراسي والانفنتي.. كانت ولا زالت أعظم خيانة للعصابتين )التفكيك والأربعة(.. هي خيانتهم لدماء الشهداء، وهو ما فصلناه في مقال سابق بعنوان )بكم باعوا الدم(.. ظلت الشوارع تلعن خيانتهم لدماء الشهداء، وتطاردهم في كل المنابر التي خانوها، وفي المظاهرات التي يدعون لها، حتي مظاهرة أمس الأول طاردتهم اللعنات، وطالبهم الثوار برفع صور الشهداء الذين لم يذكرهم أحد!خيانة دماء الشهداء كانت تاج الخيانات التي ارتكبوها وليس بعدها ولا قبلها خيانة؛ فالذين يبيعون رفاقهم الشهداء في سوق النخاسة السياسي لا يُرجى منهم، ولا يُعوّل عليهم، وبإمكانهم اقتراف أي خيانات أخرى بلا وجل أو ضمير.. حقاً الشوارع لا تخون، وهي لا تهب ولا تصغي لأصوات الخائنين، وستنتقم منهم ولو بعد حين، ووقتها سيدفعون )كاش( ثمن خياناتهم للثورة وشعاراتها وقيمها، ويسددون فوراً خيانتهم لدماء الشهداء الأبرار الأطهار، جعل ﷲ الجنة مثواهم.
عادل الباز
صحيفة اليوم التالي
هذا حديث كان يجب أن تقوله عن نظام الانقاذ البائد الذي كنت مأجورا له . وليس عن حكومة الثورة التي أتت بتفويض عريض من الشعب .
تتحدث الآن عن خيانة الثورة وكأنك كنت من مؤيديها وليس من المعادين لها منذ بداية حراكها .
وتحدثنا عمن خانوا الثورة ولكنك تتحاشى ذكر العسكر في السيادي -عناصر اللجنة الامنية لنظام البشير البائد وكأنهم ليسوا هم من عملوا على اجهاض الثورة منذ البداية وكان ذلك هو هدفهم الأوحد من إصرارهم على المشاركة في الحكومة الانتقالية بزعم الحفاط على أمن البلاد .. ولكنهم ما عملوا الا على زعزعة الأمن بكل الحيل لايجاد المبرر لاستيلائهم على السلطة بدعوى بسط الامن في البلد
لمن الإنقاذ فصلت العاملين وتفككت الأسر وتشرد من يعولها الظاهر كان في خشمك جرادة..أنت آخر من يتكلم عن خيانة دم الشهداء لأن قاتلي الشهداء وحماتهم الآن يستمدون قوتهم من بوق ضلالكم وأمثالكم الذين لا يعرفون تموت الحرة ولا تأكل بثدييها …!
كلامك في محلو استاذنا الباز بخصوص عطالة الملاجئ في دول الغرب وزارة الصحة كانت اول المكتوين بنارهم زمن ديك العدة كرومي دخل علينا بنمرة اربعة بصورة مسرحية في شكل وزير ثوري وانساني لكن بعد شوية اكتشفت الوزارة انو رموها بمدمن مهدئات بيصحي الساعة حداشر صباحا ويمكن يجي او مايجي .. عمل. دمار للان ما قادرين نمرق منو وما دايرين نتكلم عن اللغف الحصل اثناء الكورونا