أسامه عبد الماجد: مستقبل صلاح قوش
أتابع منذ فترة ليست بالقصيرة محاولات مستميته من جهات وأفراد لتضخيم صورة مدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق صلاح عبد الله (قوش).. أو لنسميها جهود لإيجاد خانة للرجل في الملعب رغم تدني لياقته السياسية .. أو لنفترض أنها أمنيات أنصاره في رؤيته متقدماً الصفوف.
★ لكن يبقى السؤال هل لدى قوش مستقبل سياسي قريب ؟ بالطبع الإجابة لا .. وربما حتى في المستقبل البعيد ..وذلك لحزمة من الأسباب والعوامل .. التي تترابط فيما بينها .. وتكفي لتحرير شهادة وفاة سياسية للمهندس.
★ *أولاً:* خسر قوش أهم قوة فاعلة ومؤثرة كان من المحتمل أن تشكل له إسناد سياسي في إطار سعيه للرئاسة وهم قواعد المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية خاصة الطلاب والمجاهدين .. بسبب تراخيه في تأمين الانقاذ .. بل تعمده العمل على إسقاطها مما جعل قطاع عريض من الإسلاميين يصفه بالخائن.
★ *ثانياً:* فقد قوش تعاطف مجموعة فاعلة كانت تدعو وتعمل على إجهاض ترشيح البشير لانتخابات 2020.. المجموعة تملك قوة سياسية هائلة .. ويمثلها د. نافع على نافع ‘الراحل شيخ الزبير أحمد الحسن ‘علي كرتي ود. أمين حسن عمر واخرين .. كان هدفها أبعاد البشير لا الانقاذ بكل هدوء و بأقل تكلفه..تجنبا للمآلات التي وصلتها البلاد الأن.
★ *ثالثاً:* دفع قوش بتهوره ومراوغته للجميع حتى لحظات سقوط الانقاذ المؤسسة العسكرية لتكون في مقدمة خصومه.. مرد ذلك طريقة إدارته لملف الأمن بمفهوم الانتصار للذات والسعى لتدمير الانقاذ والانتقام من البشير مما كاد أن يؤدي لانهيار الدولة .. وقد ظل الجيش يسدد ومنذ السقوط فاتورة مغامرة قوش ويعمل جاهداً على ترميم حائط الوطن.
★ *رابعاً:* سيتصدى الجيش وبقوة لأي محاولات لظهور قوش مجدداً.. وذلك في إطار التنافس الشرس حول السلطة.. فالتاريخ السياسي يقول إن الرئيس من المؤسسة العسكرية لا الأمنية .. والجنرال البرهان يسير الأن وبخطى حثيثه على طريق أسلافه من رفقاء السلاح (عبود ‘نميري ‘ سوار الذهب والبشير).. لكن هذة المرة على طريقة سيسي مصر (مباركة دولية وخوض الانتخابات).. وكان قوش يرتب لسلك ذات الطريق بإزاحة (بن عوف) بعد ثلاثة أشهر فقط من إذاعته البيان ومن ثم الدعوة لانتخابات مبكرة بعد ستة أشهر.
و كان قوش يهاب الجيش أو لأنه كان يعمل ضده ولذلك طلب أواخر ايام الانقاذ من رئاسة الجمهورية أن توفر له عددا من السيارات المصفحة بحجة أنه مستهدف.
★ *خامساً:* أَغْلَقْتُ الطرق المؤدية إلى القصر أمام قوش منذ وقت مبكر .. بالابعاد المفاجئ للمقربين جداً منه من المجلس العسكري .. وهما الفريق جلال الدين الشيخ (كان نائبه) ومدير الشرطة الأسبق الطيب بابكر .. ولو تذكرون الهتاف الغريب وقتها لدى المعتصمين بالقيادة (ما دايرين جلال الدين).. ومؤكد أن هذا الهتاف صنع بعناية فائقه مثل كثير من الشعارات وتم تمريره للشباب المخدوعين.
★ *سادساً:* كان حل هيئة العمليات بجهاز المخابرات
أبرز مؤشر أن مستقبل صلاح بات مظلما .. حيث كان يطلق على منسوبي الهيئة (أولاد قوش) .. وهم قوة مقاتلة من الدرجة الأولى .. لم يتم الحل اعتباطاً مثل كثير جداً
من قرارات حمدوك وحكومته .. بل بعد أن ثبت أو تم دمغها – سيان – تمردها على الحكومة .. وبارك الشارع الحل ودعم خطوة القوات المسلحة وبالتالي فقد قوش فرصة امتلاك قوة عسكرية كانت بمثابة رافعه تدخله القصر الرئاسي ولو عضواً بالسيادي.
★ *سابعاً:* ليست القوات المسلحة وحدها من ستعمل جاهدة للحيلولة بين صلاح والظهور على المسرح السياسي بل الدعم السريع كذلك .. لو كان قوش حاضراً
ربما حجز مقعد حميدتي على الأقل بقوة المؤسسة الأمنية لا شخصه.. أمر ثاني سعي صلاح لإقصاء حميدتي عقب التغيير مباشرة مما باعد بين الرجلين.. رغم أن قوش سعى في الأونة الأخيرة لمصالحته والتنسيق معه.
★ *ثامنٱ:* حتى حال سعى قوش للتحالف مع حميدتي.. فإن مصلحة الأخير مع الجيش لا قوش أو الأمن.. ومؤكد أن دقلو يعي ذلك جيدٱ.. ومستقبلاً ستدمج (الدعم السريع) في القوات المسلحة.. كما أن حميدتي وثيق الصلة بالفريق أمن طه عثمان واللواء أمن عبد الغفار الشريف.
★ *تاسعاً:* لا يملك قوش حاليٱ أي مناصرة خليجية.. بسبب قوة نفوذ خصميه الفريق أمن طه عثمان واللواء أمن عبد الغفار الشريف في تلك المنطقة ومتانة علاقاتهما.. عداوات صلاح مع الرجلين القويين المؤثرين في مجريات الأحداث بلغت قمتها بوضعه ملفاً – مشكوك في محتواه – أمام البشير زج بسببه عبد الغفار في السجن .. عمد قوش من الخطوة أن تخلو عودته الثانية للجهاز من أي منافس له على قيادة الأمن.
★ *عاشراً:* تعتبر تركيا من الدول المؤثرة في الشأن السوداني .. هي الأخرى لن يجد لها قوش سبيلاً..نسبة لاقامة مدير الأمن الأسبق المهندس محمد عطا المولى بها .. وتواصله بقيادتها الأمنية.. ويعود خلاف قوش وعطا عقب القبض على الاول بتهمة المشاركة في محاولة انقلابية في العام 2012 .. وقد طلب قوش من البشير وفي إطار تصفيته لحساباته مع قيادات الأمن تحت ستار حملة القطط السمان اعتقال عطا .. إلا أن البشير تجاهل مطلبه وغادر عطا سريعٱ الى واشنطن سفيرٱ.
★ *أحد عشر ً:* راهن قوش على ملف (التطبيع مع إسرائيل) .. لاعتقاده أنه سيختصر عليه المسافات الى القصر عقب إطاحة البشير.. وتذكرون ازاحه مخابرات دولة صديقة الستار عن لقاء جمعه بمدير الموساد بالمانيا.. مما أربك حساباته خاصة أمام البشير.. خسر قوش الملف المذكور الذي انجزه البرهان وباقتدار ووطد به علاقاته مع واشنطن وتل أبيب وعزز به ثقة الخليج في العسكريين.
★ *أثنا عشر:* تبدو العلاقة قوية بين قوش والقاهره التي تأويه.. لكنها لن تصمد طويلٱ.. ‘شيئٱ فشيئٱ ستنهار بفعل ثلاثة عوامل وهي توافق رؤية الخرطوم مع القاهرة بشأن سد النهضة.. وموقف السودان القوي حيال الفشقة.. وأخيراً القاهرة مرغمه على التحالف مع الجيش السوداني خاصة بعد تمدد (الدعم السريع) وطموح حميدتي أو رغبه أنصاره – سيان- في الرئاسة .. ومعلوم حساسية مصر تجاة القوات الرديفة والمليشيات السودانية والتي تعتبرها مهدداً لأمنها القومي.. بدليل مشاركة بعضها في القتال في ليبيا .. كما أن المصالح المصرية العليا في السودان مقدمة على رد الجميل من قوش نظير خدماته السابقة للقاهرة.. باختصار ستدعم مصر ‘ رئيس السودان القادم من الجيش لا القوات الأخرى.. خاصة بعد (التطبيع).
★ *ثلاثة عشر:* حتى وإن عاد المهندس وانخرط في أي حزب فإنه سيجابه بحرب شرسة من رجال أعمال كبار .. شوه سمعتهم في خضم صراعاته الشخصية لحملته المزعومة (القطط السمان).. ولن يغفر له من لاحقتهم لجنة التمكين – سيئة الذكر – مستنده على ملفات أعدها أواخر أيامه دون عدالة.
★ *أربعة عشر:* فشل صلاح خلال فترة غيابه في تأسيس حزب أو تيار بالداخل يخلق له صيتاً ويبيض صورته ..كل الذي حدث كتابات فطيره وأخبار مضروبه ألحقت به أضراراً سياسية فادحة.. وحتى الحزب الذي يهمس البعض أنه ممول بواسطته ولد ميتاً
.. بينما تحالفاته مثلما هو بائن مع مناوي هشة وبلا (سيقان).
★ *خمسة عشر:* لنفترض عاد قوش مواطناً عادياً.. سيجد نفسه مطالباً بتوفير إجابة مقنعة وشافية على سؤال حيوي ..من مارس عمليات القتل إبان الاحتجاجات وقصد تهييج الشارع ؟! .. خاصة وأن قوش قال أن عملية مقتل (طبيب كافوري) في احتجاجات بري تمت بواسطة فتاة .. أخفت السلاح تحت ملابسها • ✳️
أسامه عبد الماجد
8 سبتمبر 2021
لا خير في هذا ولا ذاك
كلهم سيذهبون الي مزبلة التاريخ عاجلا ام آجلا…لا احد يعمل لمصلحة البلد منذ الاستقلال
كلهم خونة مرتزقين….ضيعوا البلد
سيستمر السودان علي هذا الحال جيل بعد جيل الي قيام الساعة