عثمان ميرغني يكتب مطلوب مدن سودانية جديدة
في سياق بناء دولة السودان الحديثة يجدُر النظر في إعادة تخطيط المدن السودانية، أقصد به الخارطة الحضرية لكامل الدولة السودانية.
إعادة تخطيط المدن السوداني له أبعاد كثيرة على رأسها البعد الاقتصادي بالطبع، لكن البعد المرتبط بالأمن القومي هو الأكثر أثراً في ترابط ووحدة التراب السوداني.. ورغم أن البلاد تنظر الآن في نظام الحكم بين التوزيع بالأقاليم أو الولايات إلّا أن تخطيط المدن السودانية لا يجب أن يرتبط بنظام الحكم، لأن تخطيط المدن عمل فني يركز على الأبعاد الجغرافية والاقتصادية والأمنية أكثر من نظام الحكم
ولتنفيذ ذلك اقترح تقسيم المدن السودانية إلى ثلاثة مستويات.
المستوى الأول: المدن المركزية: وهي المدن التي تمثل أركان الدولة، تماماً مثل أركان البيت التي ينهض عليها بنيانه، ومن مواصفات هذه المدن أنها تحتمل داخلها وفي حواضرها المدارية المرتبطة بها أكثر من مليوني نسمة.. وبها على الأقل مطار دولي إضافة للمرافق الأخرى.. وهي، الخرطوم- الأبيض– الفاشر– سنار– بورتسودان..
المستوى الثاني: المدن الكبرى City: وهي المدن ذات حواضر مدارية حولها، وسكانها في حدود نصف مليون وبالضرورة بها مطار والمرافق الأخرى وهي: وادي حلفا– دنقلا- مروي– عطبرة- كسلا– القضارف- مدني– كوستي– الدمازين– كادقلي– تلودي– نيالا– زالنجي– الجنينة.
والمستوى الثالث Town: مدن في حدود 100 ألف نسمة، وهي: الضعين– بابنوسة– أبو جبيهة– النهود– أم روابة– بارا– الدويم– القطينة– رفاعة– شندي– بربر– طوكر– القلابات– قيسان.
العامل المشترك بين هذه المدن في مستوياتها الثلاثة أنها تشكل “محور تنمية” مع اختلاف المقدار، ويتطلب ذلك أن يكون لكل مدينة خصائصها التنموية، مثلاً مدينة عطبرة تظل مركز الإدارة والهندسة المرتبط بالسكك الحديدية، وكوستي مركز النقل النهري– والقضارف والأبيض مراكز أسواق المحاصيل وهكذا
لكن بالضرورة هناك حاجة ماسة للنظر في تشييد مدن جديدة تستهدف الفراغات الحضرية في الخارطة السودانية، ولتشكل روابط في طرق النقل الحديدي والبري بين المدن القديمة.. مثلاً مدن جديدة في الطريق من الفاشر إلى الأبيض، وأخرى في طريق شريان الشمال ومدن في البطانة وبالضرورة مدن ساحلية في البحر الأحمر.
خطة إعادة تأهيل المدن وتشييد أخرى جديدة ستفتح مئات الآلاف من فرص العمل للشباب السوداني في مختلف التخصصات والقطاعات والدرجات بما يمكن أن يكون أكبر مشروع تنموي خلال العقد الممتد حتى 2030.
ولتحقيق هذه الخطة اقترح أن تنشأ وزارة متخصصة في تأهيل وبناء المدن حتى تتابع تصميم وتنفيذ الخطط العملية لضمان أعلى كفاءة في ترتيب أوليات تشييد وتأهيل شبكات المدن.
صحيفة السوداني
هذا قفز فوق المراحل . بلادنا مفلسة وليس لديها اقتصاد كيف يمكن التفكر في بتاء المدن ؟ دائما عقول الافندية تسوقهم الى استباق الخطوات للتفكير في الرفاهية . توفير الخدمات الاساسية شيء ضروري ومهم في اي مدينة او قرية على ان يتزامن ذلك مع تحريك الة الانتاج وخصوصا الزراعي . ومن متطلبات الانتاج الاساسية العنصر البشري والمال . وما يساعد على توفر العنصر البشري والمال في مناطق الانتاج بالاضافة للدعم المالي الحكومي المباشر هو جعل مناطق الانتاج تذخر بالعنصر البشري وخصوصا المتعلم وانعاش اقتصادياتها باتباع سياسات تؤدي للهجرة العكسية من العاصمة الى الريف كمناطق للانتاج . ويكون ذلك بنقل معظم الجامعات الحكومية والخاصة الى الولايات وعدم السماح بتواجد اكثر من خمسة جامعات حكومية وخاصة او اقل داخل العاصمة (مثلا ثلاثة حكومية واثتان خاصة) . وكذلك نقل المصانع الى الولايات (مكان انتاج المواد الخام) . بذلك نكون قد ازلنا اكبر تشوه موجود في اقتصادنا وهو تكدس ربع سكان البلاد داخل العاصمة وممارستهم لمهن غير منتجة بعضها ذات اثر سالب على الاقتصاد وترك مناطق الانتاج الاساسية في الولايات ( من تركوا اماكن الانتاج في الولايات وجاؤوا للعاصمة كانوا ضحايا لسياسات الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد منذ الاستقلال) . ثم بعد الفراغ من هذه المراحل وتحريك الانتاج يمكن التفكير في بتاء المدن . فالمعني هو ان يبدا العمل بتحريك ما هو موجود لصالح الانتاج ثم التقدم نحو المزيد من التخطيط والاضافة في المستقبل .
ويا ريت شعب جديد كمان بس من الجيران