مقالات متنوعة

من يفك شفرة تمازج ؟؟

اصبحت حركة تمازج او الجبهة الثالثة او الحركة الشعبية خارج المنطقتين لغزا محيرا واصبح اسم تمازج مرتبطا بكثير من الحوادث الامنية داخل وخارج العاصمة .

وفقط للتذكير حادث اطلاق النار قبل شهرين تقريبا خلف مستشفى رويال كير والاشتباك المسلح الذي ارعب سكان ذلك الحي وفي اقصى شمال السودان في احدى مناطق التعدين في منطقة دلقو حدث اشتباك مسلح قبل اسابيع قليلة بين حركة تمازج وشرطة المعادن ولعل ما حدث في مجمع رهف السكني امس في منطقة سوبا هي آخر الاحداث الدامية التي كانت هذه الحركة طرفا فيها وقطعا لن تكون الاخيرة .

من حق الشعب السوداني ان يعرف حقيقة هذه الحركة هل هي نبت شيطاني ظهر هكذا فجأة ؟ ومن هم قادتها ؟ وماذا يريدون ؟ ولماذا ترتبط اسم هذه الحركة دائما باي اشتباك مسلح وتفلت امنى يحدث؟ واين كانت هذه الحركة اصلا ؟ ومتى أنشأت ؟ وما هي اهدافها ؟

كلها أسئلة حائرة على لسان كل الناس ولا تجد لها اجوبة منطقية ، لا الحكومة الانتقالية التي وقعت معها اتفاقية جوبا المشؤومة تريد ان تفصح لنا ماهية هذه الحركة ولا الجبهة الثورية التي تضم عدد من الحركات المسلحة تريد ان تعترف ان تمازج جزء من الحركات المكونة لهذه الجبهة . ولا الحركة الشعبية شمال تريد الاعتراف ان حركة تمازج فصيل منشق منها ، اذن من هو المسؤول عن هذه القنبلة الموقوتة التي تتدحرج بكل اريحية في شوارع الخرطوم ؟؟

قادة تمازج يقولون انهم احدى فصائل الحركة الشعبية شمال وتضم عددا من القطاعات على خط التمازج في سنار والنيل الابيض وكردفان الكبرى ودارفور الكبرى وبعد توقيع اتفاقية جوبا تحولت لكل ولايات السودان وان كلمة( تمازج) اتت من كون هذه الحركة تمثل مناطق التماس مع عدد من الدول المجاورة للسودان مثل تشاد وافريقيا الوسطى وجنوب السودان .

وفي نفس الوقت الحركة الشعبية شمال تنفي تماما ان تمازج كانت ضمن فصائل الحركة الشعبية .
وبعض الروايات تقول ان هذه الحركة بدأت في الاصل داخل دولة جنوب السودان وكانت ضمن قوات ريك مشار التي كانت تقاتل حكومة سفاكير وبعد توقيع اتفاقية السلام بين سفاكير وريك مشار دبر سفاكير مكيدة وضم هذه القوات ضمن الحركات التي كانت تفاوض الحكومة الانتقالية في جوبا وارغم الحكومة الانتقالية ان توقع معها اتفاقية سلام مثلها ومثل بقية حركات الكفاح المسلح وبذلك انتقلت هذه الحركة من دولة جنوب السودان الى الشمال واصبحت جزء من المنظومة المكونة لاتفاقية جوبا .

حركة العدل والمساواة ذهبت لابعد من ذلك وقالت ان حركة تمازج مسؤولة عن كل الانفلاتات الامنية وانها صنيعة الاستخبارات العسكرية والدفاع الشعبي تم تكوينها لخلق سيولة امنية وتأخير ملف الترتيبات الامنية
وغير بعيد من الموضوع وفي نشرة الانباء الرئيسية مساء امس في التلفزيون الرسمي للدولة قرأت مذيعة النشرة خبرا عن بدا عمل الترتيبات الامنية في اقليم النيل الازرق . ثم استطردت قائلة ( ولمذيد من التفاصيل حول الخبر يسرنا ان نستضيف اللواء وذكرت الاسم قائد ثاني الحركة الشعبية شمال )
الضيف احرج المذيعة وقال انه قائد في الحركة خارج المنطقتين وبدأ الضيف في هجوم لاذع ضد عقار وضد التريبات الامنية وحذر حكومة الفترة الانتقالية من تجاوز القوات خارج المنطقتين ( والذين هم تمازج) ارتبكت المذيعة قليلا وواصلت النشرة .

نستخلص من هذا ان معد النشرة نفسه لا يعلم الفرق بين هذه القوات او تلك واختلط الحابل بالنابل !!

دعونا نسأل سؤالا واضحا .. على من تقع المسؤولية ؟ اعنى مسؤولية بروز هذه القوات بهذه الكيفية الغير مفهومة ودخولها في عدة اشتباكات مسلحة وترويع المواطنين وكثير من عمليات النهب والسلب التي تتم باسم قوات تمازج والانفلاتات الامنية وتزوير البطاقات العسكرية ولوحات العربات التي تحمل ارقام خاصة بهذه الحركة .؟

المسؤول الاول هو الجانب الحكومي الذي قاد مفاوضات جوبا عليهم ان يبينوا للشعب اصل هذه الحركة وكيف دخلت الحكومة في تفاوض رسمي معها انتهت بتوقيع اتفاقية جوبا . نحن لم نسمع مطلقا باسم هذه الحركة في اي معارك بين الجيش الحكومي والحركات المسلحة في دارفور او جنوب كردفان او النيل الازرق .

فمن اين ظهرت هذه الحركة ؟ اين انت يا التعايشي من هذا الذي يجري . واين الكباشي واين حميدتي من اعطاكم حق التفاوض باسم السودان مع حركة مجهولة الاصل والمنبت ؟ كيف حدث ذلك ام لكم اتفاقات سرية نحن لا نعلم عنها شيئا ؟؟

والمسؤولية الثانية تقع على الحركات المسلحة كيف سمحتم لحركة غير معروفة بالدخول في تفاوض والحصول على مكاسب ؟
نعلم تماما انكم قمتم بضم حركات ورقية مثل حركة كوش لتمثيل الشمال وكذلك حركات شبيه لكوش لتمثيل الشرق والوسط وانتم تعلمون علم اليقين انها كانت بمثابة ( تمومة جرتق) لا تقدم ولا تؤخر ولايمثلون الا انفسهم فما بالكم بحركة تمازج التي اقلقت مضاجعكم ومضاجع الحكومة معكم .

كيف سمحتم لها بذلك ؟ ام هناك ما تخفونه عن الشعب ؟
أعتقد ان السيل قد بلغ الزبى والسكوت في حد زاته اصبح جريمة عليكم جميعا حكومة وحركات مسلحة ان تكشفوا لنا اوراقكم بكل وضوح وتشرحوا لنا عن ماهية هذه الحركة والى اين نحن مساقون .

وكان الله في عوننا

رمزي المصري

صحيفة التحرير

‫2 تعليقات

  1. الخطا الاكبر هو السماح لهذه الحركات المسلحة بالدخول للخرطوم بسلاحها ..

  2. كلام مليان و في الصميم .
    مش عشة الجبل يا سندي يا خايب