عبد اللطيف البوني

مع شركة البرير في البشاقرة

(1 )
أمضيت سحابة يوم السبت الموافق 21 اغسطس متجولا في حواشات القطن المخضر الذي تجاوز مرحلة التأسيس وهو يشرئب لمرحلة الإزهار في منظر خلاب بشمال الجزيرة تحديدا في الحواشات قبالة بلدة التكينة المزدهرة دوما واكثر تحديدا بحواشة المزارع حق الله وهو من المزارعين المتفوقين في الانتاج وقد اتسعت الرؤية لتشمل حواشات قطن كثيرة اخرى، وبعد التجوال في الحواشات اختتمت الجولة ببلدة البشاقرة الغربية الواعدة وفي ديوان الشيخ\ السيد علي حيث تواصل النقاش مع الأكل المعمول بحب وأريحية فكان يوما وليس ككل الايام حيث الوجود في عالم الانتاج والنجاح والأمل في الريف السوداني المعطاء والخروج من عوالم الفشل والإحباط في العواصم التي لاتعرف غير الشكوى والأنين ولعن سنسفيل الحكومات.
(2 )
أما المناسبة فقد كانت دعوة كريمة من وحدة الزراعة التعاقدية التابعة لمجموعة شركات معاوية البرير الزراعية اذ دعي لفيف من الاعلاميين العاملين في الصحف والاذاعات والقنوات لزيارة المشروع الاستثماري للوحدة المتمثل في زراعة آلاف الأفدنة من القطن في الجزيرة عن طريق الزراعة التعاقدية وهي باختصار تجربة اختيارية واضحة البنود ليس فيها اي شيء من الإكراه لايتجاوز عمر عقد الشراكة فيها عدة اشهر اي موسم زراعي واحد حيث تتفق الشركة مع المزارع على امداده بالتقاوي المحسنة والاسمدة والمبيدات وسلفية مالية ويقوم هو بالتحضير والعمليات الفلاحية من حش وسقاية على ان يسلم الشركة ثلاثة قناطير ونصف للفدان ومازاد على ذلك يبيعه المزارع في سوق الله أكبر وبالسعر الجاري لذات الشركة او غيرها ولتقريب الصورة أكثر ومن واقع التجربة متوسط انتاجية الفدان في السنوات الماضية كان فوق العشرة قناطير فأعلاها وصل 25 قنطارا وأقلها دون العشرة وغالبا ما يكون هذا قد تعرض لنازلة من النوازل كعطش او غرق فأغلبية الانتاجية في الفدان متوسطها في الطاشرات.
(3 )
التقى الإعلاميون بالمزارعين المشاركين لشركة البرير في الغيط (الحواشات) مع وجود مسؤولين من الشركة ومن القسم الشمالي التابعين لادارة مشروع الجزيرة ودار الحوار في الهواء الطلق حيث اوضح المزارعون للصحفيين لماذا لجأوا للزراعة التعاقدية وكيف كانت الأحوال قبلها ثم كيف أصبحت بعدها وكيفية التعامل مع شركة البرير ولماذا تمسكوا بها دون غيرها وماذا أعطتهم وماذا يريدون منها في المستقبل لتطوير الفكرة واجابوا على اسئلة الصحفيين وملاحظاتهم فسجل هؤلاء الأخيرون ما تيسر لهم من معلومات وإفادات في موبايلاتهم واشتغلت الكاميرات شغل جد حيث كانت هناك ثلاث قنوات كبيرة ففكرة الزيارة كانت تقوم على قاعدة (ليس من رأى كمن سمع) فهذا هو القطن وهذا هو المزارع فانقلوا عنه ما شئتم ثم احكموا بطريقتكم .
(4 )
لقد سعدت جدا بهذه الجولة لأسباب موضوعية وذاتية فمن حيث الموضوع فقد سرني ان يهتم القطاع الخاص كشركة البرير بالإعلام لما له من تأثير كبير على توجهات الرأي العام بصفة عامة و متخذ القرار بصفة خاصة ومثل هذه الجولة تثبت انه ليس لدى القطاع الخاص ما يخشى من الاطلاع عليه بل لديه ما يفخر به اما الأسباب الذاتية فبصفتي مزارعا قد تعاقدت في هذا الموسم لأول مرة مع شركة البرير على زراعة 16 فدان قطن فوجدت في الجولة فرصة لمقابلة زملائي المتعاقدين من المزارعين وكذا زملائي الإعلاميين، وغدا إن شاء الله نواصل الحكي عن الزراعة التعاقدية والفرص والتحديات التي تقابلها.

صحيفة السوداني

تعليق واحد

  1. ده مش ياهو البريد العايزين يكوزنوهو القحاطه فى موضوع محالج كساب ( الله لاكسبهم ) ولا زولا تانى ؟؟
    هسه بقى سمح !!!