محمد عبد الماجد يكتب: إعادة تدوير الكيزان
(1)
أفضل بيئة للفساد والتلاعب في اية دولة هي (وزارة الزراعة) وذلك لأن العمل في الزراعة يمر عبر دورات ومراحل مختلفة – اذ تبدأ الدورة الزراعية من مرحلة (العطاء) مروراً بالزراعة والحصاد والتخزين والبيع بعد ذلك. حتى هذه المراحل تمر بعمليات داخلية مثل (التمويل) و (الترحيل) ، وفي كل مرحلة من هذه المراحل يمكن ان يحدث الفساد دون ان يشعر به احد ويمكن ان تكون هناك لجان وتوصيات وإعفاءات…(وحاجات تانية حامياني).
العملية الزراعية عملية (مركبة) – لذلك شهدت في العهد البائد اكثر عمليات فساد نظام الانقاذ الذي بدأ من (التقاوى) وانتهى بالآليات الزراعية الضخمة، حيث كان يحدث التلاعب في كل هذه المراحل.
في الزراعة نحن نسمع عن (التقاوى) الفاسدة – ونسمع عن (المحاصيل) الفاسدة – كل هذه الاشياء قابلة للفساد بصورة كبيرة حتى اننا اصبحنا نقرنها بشكل طبيعي بالفساد… ونتحدث عن تقاوى (فاسدة) وأسمدة (فاسدة) ومحاصيل زراعية (فاسدة).
كل شيء يفوح منه (الفساد) – بما في ذلك (العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ).
(2)
الآن اذا فتحنا فساد حكومة الانقاذ سوف نجد ان (الاراضي الزراعية) هي اكثر الاشياء التي تعرضت للفساد من نظام البشير – يتبع ذلك فساد في المشاريع الزراعية والتداخل الذي يمكن ان يحدث بين العام والخاص.
كتبنا عن (التخبط) الذي يحدث في وزارة الزراعة – ونتمنى ان لا يصل الامر الى مرحلة (الفساد) وان كانت كل الدلائل تشير الى ذلك.
لجان يتم تكوينها بصورة غير قانونية ومن منطلق حزبي وسيطرة تامة من قيادات العهد البائد على كثير من اللجان الزراعية التي يشكلها وكيل وزارة الزراعة والذي وصل لمنصبه هذا عن طريق (المحاصصة) السياسية او الحزبية. يفعلون ذلك وهم يقصدون ابعاد العناصر الثورية من المشهد.
فوق هذا كله – ما زال القطاع العام يسيطر على القطاع الخاص اذ منحته وزارة الزراعة (الغلبة) في ظل النفوذ والقوة التي يتمتع بها (القطاع الخاص) ليأتي ذلك على حساب (القطاع العام) ومزارعيه البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة.
اخشى ان يأتي زمن يكون فيه كل انتجانا الزراعي هو (الزبادي) – هؤلاء الذين اتابع تحركاتهم الآن لهم القدرة في ان يجعلوا (الزبادي) محصول زراعي مثل القمح والبصل والقطن والصمغ العربي.
(3)
قلنا ان حزب الامة القومي هيمن على وزارة الزراعة وسيطر على كل منافذها ومحاصيلها ولجانها بشراكة (كيزانية) تتمثل في اعادة تدوير الكيزان بصورة (ثورية).
ما حدث في وزارة الخارجية يحدث اضعافه في وزارة الزراعة – غير ان ما يحدث في وزارة الزراعة بعيد عن العين.
رئيس الوزراء الدكتور (عبدالله حمدوك) اصدر قراراً قضى بتجميد التعيينات الجديدة لوظيفتي السكرتير الاول والمستشار بوزارة الخارجية.
لماذا لا ينظر رئيس الوزراء الى ما يحدث في وزارة الزراعة؟ – هل ينتظر حمدوك ان تصبح القضية قضية رأي عام ليتحرك كما تحرك في ملف والي القضارف وفي تعيينات وزارة الخارجية؟
لن اتحدث عن ما يحدث في الترتيبات للموسم الزراعي – يبدو ان اهل وزارة الزراعة ينتظرون الثورة الرابعة وسقوط حكومة حمدوك حتى يتم التحرك في هذا الجانب الحيوي والذي يعتبر النجاح فيه نجاحاً للثورة.
قد يكونوا في انتظار البيان رقم واحد من الحكومة القادمة التي يمهدوا لها بهذا التخبط.
اتحدث هنا عن عودة (الكيزان) بكامل ملامحهم وصفاتهم ، بما في ذلك (ما لدنيا قد عملنا) والدنيا هي كل شاغلهم وكل همهم.
لا اريد ان احدد اسماء كانت نافذة وبلغت درجة (الدباب) في العهد البائد وجاءت لتشرف على لجان رفيعة المستوى يشكلها وكيل وزارة الزراعة.
الادارات الفرعية اصبحت تحت قيادة (كيزانية) – المشاريع التي يمولها البنك الدولي تحت قيادة (كيزانية) – لجان الفرز ولجان المعاينات ولجنة الموسم الزراعي كلها تحت قيادة (الكيزان)– هذا الى جانب الشراكة مع (حزب الامة) في السيطرة على هذه اللجان ومجالس الادارات.
تخيلوا حتى مشروع الجراد الصحراوي الممول من البنك الدولي يوجد فيه (كيزان).
الجراد لم يسلم منهم – يشاركونه في القضاء على الاخضر واليابس.
الفساد يبدأ من هنا.
يبدأ من هذه اللجان.
اننا نعيد النظام السابق في صورة لجان ولجان منبثقة.
(4)
بغم /
هذا برنامج قطوعات الكهرباء عندنا خلال الـ48 ساعة الماضية.
قطعت الكهرباء الساعة 11 مساءً وعادت عند الساعة الثالثة صباحاً.
قطعت عند الثامنة والنصف صباحاً وجاءت عند الرابعة عصراً.
ننتظر الآن قطوعها بين الفينة والاخرى.
كهرباء مثل (اللوتري) – لم يتبق لها غير ان تطلب منّا (4) صور باسبورت قبل ان تأتي.
صحيفة الانتباهة