مقالات متنوعة

التاج بشير الجعفري يكتب: هل أصبحت أندية كرة القدم هي الإستثمار الأنجح؟

شاهد العالم الإستقبال الكبير الذي حظي به النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في العاصمة الفرنسية باريس التي قدم إليها للإنضمام لفريقها PSG.

ايضاً تابعنا كيف إهتم المتابعين بأخبار صفقة الإنتقال على وسائل التواصل منذ الإعلان عن عدم قدرة برشلونة على تجديد عقده، وكذلك شاهدنا تلك الجماهير الفرنسية (ولا أقول الباريسية) الغفيرة التي احتشدت في ملعب حديقة الأمراء للترحيب بالنجم الأسطورة ميسي في فريقه الجديد.

كل هذا يوضح أهمية الصفقة وما ستحققه من نجاحات مستقبلية للفريق الفرنسي، فقد تم التعاقد مع ميسي لمدة عامين قابلة للتمديد لعام إضافي مقابل راتب يبلغ أربعين مليون دولار في العام بالإضافة لخمسة وثلاثون مليون دولار دفعت له عند التوقيع.

هذه الوقائع جعلت من باريس سان جيرمان إسم على كل لسان خلال الإسبوع الفائت وزادت كثيراً من شعبيته وعدد المشجعين الجدد الذين انضموا إليه عبر موقع “انستغرام” مثلاً الذي يوجد لميسي فيه أكثر من 250 مليون متابع (فيسبوك 103 مليون متابع) بحسب موقع فوتبول ترانسفيرس، وهو ما يؤكد أن صفقة إنضمام ميسي لفريق العاصمة الفرنسية المملوك قطرياً صفقة رابحة من كل الجوانب، المالية، التسويقية، والرياضية.

قدوم ميسي لنادي باريس سان جيرمان، بالإضافة للكوكبة المميزة من النجوم الموجودين، سيضع الفريق بكل تأكيد على رأس كبار فرق القارة الأوربية و أقوي المرشحين للفوز ببطولتها للأندية (دوري أبطال أوروبا) والتي تعتبر الأقوى والأهم والأغلى بعد بطولة كأس العالم.

فمن الناحية المالية والجدوى الإقتصادية، يُعتبر ميسي “العلامة التجارية” الأهم في عالم كرة القدم وذلك بما يُمثله من ثِقل جماهيري جارف في كل أنحاء العالم ويكفي الإشارة إلى أن التقارير تحدثت عن بيع متاجر النادي الباريسي 832 ألف من قمصان النجم ميسي خلال 24 ساعة من وصوله إلى باريس، كما وقع النادي إتفاقية مع الشركة المنتجة للقمصان سيحصل بموجبها على 80 مليون يورو مقدما كل عام حتى عام 2032م وهنا تتجلى قيمة وجودة العلامة التجارية لميسي.

يُضاف لذلك الإيرادات المتوقعة من حقوق البث التلفزيوني وبيع التذاكر التي سترتفع قيمتها، بالإضافة لِعقود الرعاية والإعلانات التجارية ودعم الشركاء التجاريين حيث تسعى الشركات لتسويق علاماتها التجارية من خلال الرياضة وكرة القدم بشكل خاص والتي تعتبر الأداة الأكثر اتساعاً وتأثيراً في عالم التسويق والترويج للمنتجات في كل بقاع العالم؛ وقطعاً سيساعد وجود ميسي في أن يكون باريس سان جيرمان من الوجهات المفضلة للتسويق والإعلان.

حتى الآن يبدو أن نادي باريس سان جيرمان قد وضع خطة تسويقية مُحكمة للإستفادة من النجم الأرجنتيني وذلك من خلال الإستقبال الكبير وطريقة تقديم اللاعب للجماهير ووسائل الإعلام وقد نجح في ذلك لحد كبير.

أيضاً لاننسى الإرتفاع المتوقع في القيمة السوقية للنادي الباريسي في بورصة الأندية الأوروبية الكبرى التي أصبحت تُدار وِفق أسلوب وأنظمة وحوكمة الشركات التجارية الكبيرة، فالنادي الباريسي بلغت قيمة نجومه 2.5 مليار دولار في أبريل الماضي بحسب موقع “فوربس” مع العلم أن هذا المبلغ لا يتضمن الملعب ومركز التدريب ولنا أن نتخيل كم سترتفع القيمة السوقية للنادي مع إنضمام هذا النجم الكبير والنجاحات التي سيحققها.

ونُذكّر هنا بأن قيمة فريق باريس سان جيرمان كانت 70 مليون دولار فقط قبل عشر سنوات عندما تم شراؤه من قبل القطريين.

الشيء الذي لا جدال فيه أن الإستثمار في أندية كرة القدم أصبح جاذباً للمستثمرين من كل أنحاء العالم بعد أن ثبت أنه إستثمار آمن ويحقق عوائد كبيرة لأصحابه خاصة إذا علمنا أن إجمالي الإيرادات السنوية لأكبر عشرة أندية في العالم في عام 2019م بلغ أكثر من 7 مليار دولار.

الرياضة وكرة القدم بصفة خاصة لم تعُد لعبة فقط بل أصبحت صناعة قائمة بذاتها ويُقدر حجم الأموال السنوية المستثمر فيها ب 470 مليار دولار الشيء الذي يجعل منها إقتصاداً مؤثراً وكبيراً وموازياً للإقتصاد التجاري التقليدي بعد أن أصبحنا نسمع عن أرقام فلكية في سوق إنتقالات اللاعبين، كما أن الأرقام مرشحة للإرتفاع بسبب المبالغ الكبيرة المنصوص عليها في عقود اللاعبين كشرط لإنتقالهم لأندية أخرى قبل انتهاء مدة التعاقد.

صحيفة الانتباهة