عالمية

السعودية تفتح باب العمرة من كلّ دول العالم.. فما هي الشروط الصحية؟

بعد سماحها لستين ألف سعودي ومقيم بأداء مناسك الحج في ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا، أعلنت وزارة الحج والعمرة بدء استقبال طلبات العمرة من مختلف دول العالم تدريجياً اعتباراً من بداية هذا الأسبوع.

وأعلنت الوزارة أن الطاقة الاستيعابية ستصل إلى 60 ألف معتمر موزّعين على ثماني فترات تشغيلية، لتصل إلى مليوني معتمر شهرياً.

وستصدر تصاريح العمرة حصراً من خلال تطبيقي “اعتمرنا” و”توكّلنا”، بحسب ما أوضح نائب وزير الحج والعمرة عبد الفتاح مشاط الذي دعا إلى ضرورة الالتزام بالخطط التنظيمية والإجراءات الصحية التي وضعتها الوزارة بالتعاون مع الجهات المختصة لسلامة المعتمرين والعاملين على خدمتهم ومنع انتشار فيروس كورونا ومتحوّراته.
التطعيم شرط أساسي
ويشكّل شرط التطعيم ركناً أساسياً في مسألة منح التراخيص للراغبين في أداء مناسك العمرة.

فقد أعلن مشاط أن التحصين سيكون شرطاً أساسياً لأداء مناسك العمرة والصلاة في المسجد الحرام وزيارة المسجد النبوي، وفق ما يظهره تطبيق “توكّلنا” لفئات التحصين الثلاث لمعتمري الداخل من الفئات العمرية كافة.

أما فيما يخصّ معتمري الخارج، فعليهم إرفاق شهادة التحصين المصادق عليها من بلدهم الأم ضمن مسوّغات طلب أداء المناسك، مع اشتراط أن تكون اللقاحات معتمدة في المملكة أي فايزر-بيونتيك، وأسترازنيكا، ومودرنا، وجونسون أند جونسون. إضافة إلى ذلك على معتمري الخارج الالتزام بالحجر الصحي المؤسسي.

ولفت نائب وزير الحج والعمرة عبد الفتاح مشاط إلى أن وزارة الحج تعمل بالتنسيق مع الوزارات المختصة على تحديد الدول التي يصل منها المعتمرون وأعدادهم بصفة دورية وفق تصنيف الإجراءات الوقائية.

وتحدثت معلومات صحفية غير رسمية عن أن عدد الدول الممنوع على مواطنيها التقدّم بأداء مناسك العمرة بلغ 33دولة، إلا أنه لا يوجد تصريح رسمي سعودي يؤكد أو ينفي هذه المعلومة.

ويقول متابعون لشؤون الحج والعمرة أن المملكة العربية السعودية ستعيد النظر بلائحة الدول وفقاً لأرقام الإصابات التي تسجلها بفيروس كورونا وبناءً عليه قد تزيل أو تضيف بلداناً أخرى.

وستُتخذ تدابير احترازية ووقائية كتلك التي رافقت موسم الحج الذي لم تُسجّل فيه أي إصابة بفيروس كورونا بين الحجّاج، بحسب وزارة الصحة السعودية.

من بين هذه التدابير عدم تجاوز ركاب الحافلة التي تقل المعتمرين 50 بالمئة من طاقتها الاستيعابية مع المحافظة على ترك مسافة آمنة داخل الحافلة وتوفير المعقّمات.

فتح الباب لصغار السنّ
وأكدت وزارة الحج والعمرة بدء منح تصاريح العمرة للفئات العمرية لمعتمري الداخل من 12 – 18 سنة، مع اشتراط تلقيهم جرعتي اللقاح، لتمكينهم من أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي.

وأضافت الوزارة أنها أصدرت أكثر من 13 ألف تصريح لهذه الفئة العمرية في الأسبوع الأول من شهر محرّم، علماً أنها كانت ممنوعة من أداء مناسك الحج والعمرة خلال الموسمين الماضيين بسبب جائحة كورونا.

وكانت السعودية بدأت في يونيو/ حزيران الماضي حملة تطعيم وطنية بلقاح فايزر-بيونتيك شملت الفئة العمرية بين 12و18 سنة، بعد موافقة الهيئة العامة للغذاء والدواء واستكمال الدراسات العلمية كافة التي أكّدت فاعلية لقاح فايزر-بيونتيك ونتائجه لهذه الفئة.

ووفق آخر أرقام صادرة عن السلطات الصحية السعودية، منحت أكثر من 30 مليون جرعة لقاح، علماً أن قرابة 10 مليون شخص تلقوا جرعتي اللقاح فيما حصل نحو 20 مليون شخص على جرعة واحدة منه.

عودة الحركة التجارية
قبل أن تلقي جائحة كورونا بظلالها على اقتصادات العالم، كانت المملكة العربية السعودية تجني ما يقارب 4 مليار دولار أميركي سنوياً من عائدات العمرة (و8 مليار دولار من عائدات موسم الحج).

وفيما من المستبعد أن يصل رقم إيرادات العمرة إلى 4 مليار دولار أميركي للعام الحالي 2021، إلا أن قطاعات كثيرة من المنتظر أن تنتعش اقتصادياً ولو بشكل جزئي.

يقول الصحافي المختص بشؤون الحج والعمرة أحمد الحلبي في مقابلة مع بي بي سي نيوز عربي إن عودة العمرة لن تشكّل قفزة في الاقتصاد السعودي حالياً.

ويلفت الحلبي إلى أن العمرة ستكون متاحة فقط للمقتدرين بسبب ارتفاع أسعار تذاكر السفر وأجور النقل وتكاليف السكن في ظل جائحة كورونا، مع الشروط الصحية الصارمة التي فرضتها المملكة العربية السعودية.

لكن عودة معتمري الخارج ستتيح ازدهاراً اقتصادياً لبعض المدن السعودية خصوصاً مكة والمدينة، وستتيح لبعض القطاعات تعويض ولو بعض الخسائر التي تكبدتها العام الماضي.

ويشير الصحافي السعودي أحمد الحلبي إلى أن شركات النقل هي الأكثر استفادة من عودة موسم العمرة بسبب ارتفاع كلفة النقل واقتصار الحافلات على نصف طاقتها الاستيعابية بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي.

ويشير إلى أن قطاعات السكن (الوحدات السكنية والفنادق)، والأسواق التجارية (الهدايا والتذكارات) والمطاعم، ستشهد حركة تجارية لافتة، علماً أن هناك نحو 130 شركة ومؤسسة تستعد لاستقبال المعتمرين فيما يتحضّر الآلاف لإيجاد وظائف موسمية ومؤقتة بعد توقفها في الفترة السابقة.

BBC