مقالات متنوعة

شمائل النور تكتب: متلازمة العوز الوطني..!

قبل أيام طرح رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، مبادرة وطنية، المبادرة لم تحمل جديداً بل هي برنامج عمل الحكومة الانتقالية وهي من مطالب الثورة الرئيسة.
لكن ومع ذلك، لم تتحرك المبادرة ويبدو أن الأمر انتهى بها في صفحات الصحف وشاشات التلفزيونات، مثلها مثل أي مبادرة.
مبادرة حمدوك ليست الأولى، الآن مطروح في الساحة عدد من المبادرات بعد سقوط البشير، وفي التاريخ القريب استهلك الساسة السودانيون كماً مقدراً من المبادرات وبالمقابل لا شيء على الأرض.
حزب الأمة القومي طرح مبكراً مشروعاً سياسياً كاملاً للإصلاح في السودان، بعد تشكيل الحكومة الانتقالية، تضمن المشروع إجراء إصلاح شامل وجذري في السودان وأشار الحزب إلى أن هناك (15) مكوناً سياسياً باركوا المشروع.
المجموعة المناوئة للمجلس المركزي للحرية والتغيير تتحدث أيضاً عن مبادرة لإصلاح التحالف الحاكم وتصحيح المسار.
ثم مبادرة هنا وهناك وميثاق هنا وهناك. عدد المواثيق والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم طرحها وتوقيعها في السودان منذ الاستقلال، قطعاً لا تُحصى ولا تعد، واللافت أن مضمونها وأهدافها واحدة تصب جميعها في الإصلاح السياسي ووضع الحل الجذري للأزمة السودانية المؤجلة منذ الاستقلال.
سوف يستمر طرح المشاريع الوطنية وسوف تقابل بحماس شديد وسط القوى السياسية المؤيدة له، ثم يعود الجميع إلى مربع التلاوم، ثم تخرج تيارات من داخل هذه المشاريع لتصحيح مسار ما قامت لأجله هذه المشاريع الوطنية.
ولن يتوقف الأمر عند مبادرة رئيس الوزراء، سوف تتوالى المبادرات، والنتيجة ما نراه بين أيدينا.
السودانيون أصابتهم تخمة الاتفاقيات والمبادرات التي تنتهي إلى لا شيء. هذا الوطن نال نصيبه ويزيد من المبادرات والوثائق والإعلانات التي لم تقدِّم شيئاً مثلما اكتفى من اتفاقيات السلام التي تزيد الحرب اشتعالاً واتساعاً في رقعتها فضلاً عن تشظي الوطن.
المشكلة لم تعد في أن نوقع أو نتواثق، وآخر الميثاقات كانت ميثاق الحرية والتغيير بعد ثورة ديسمبر والواقع أنه لا التزام بالمواثيق، ثم تلى ذلك التوقيع على الوثيقة الدستورية بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، والنتيجة الآن خروقات وعدم التزام لا يرف له جفن.
المخرج في محاولة الإجابة عن السؤال؛ كيف نلتزم بما نتواثق عليه وليس طرح المزيد من المواثيق والمشاريع الوطنية والتي في نهايتها العبارة المحفوظة “جمع الصف الوطني”.
استغرق السودانيون زمناً طويلاً في التشخيص وباتت العلة معروفة، لكن من يحرر “الروشتة” ومن يتحلى بالمسؤولية الوطنية لصرفها. نحن بحاجة إلى درجة عالية جداً من المسؤولية ودرجة أعلى من الشجاعة في المضي إلى الأمام باتجاه الخروج من متلازمة العوز الوطني التي أعاقت تقدُّم البلاد.

صحيفة اليوم التالي

تعليق واحد

  1. صراح العنوان إبداع صحفي ومضمون العنوان كذلك خطير وصحيح 100% لأنه وطن عنده وجيع ما بحصل ليه كده