أحمد يوسف التاي يكتب: (افضحوا العواليق)…
(1)
كثير من الزملاء والقراء ممن يعرفونني كما أعرف نفسي بدا عليهم الانزعاج عندما وجدوا اسمي ضمن قائمة تضم صحافيين وإعلاميين وموظفي علاقات عامة في مؤسسات حكومية في النظام المخلوع تم تصنيفهم على أنهم منتمون لـ “المؤتمر الوطني“، مُزيلة بعبارة : (افضحوا العواليق)… ومصدر انزعاجهم أنهم اعتبروا زج اسمي وآخرين في القائمة هو كيد وخبث يهدف للنيل مني والتشويش على مواقفي ضد نظام “الإنقاذ “ ومواجهتي لاستبداد النظام وطغيانه والتصدي له بالقلم في أكثر من 95% من مقالاتي المنشورة بالصحف والمواقع الإلكترونية ، وهي حصيلة شقاء ومعاناة وملاحقات وتضييق وإيقاف من الكتابة لعدد “ست“ مرات متفاوتة من قبل جهاز الأمن وأجهزة حزب المؤتمر الوطني، اعتبر الزملاء والقراء المتابعون لهذه المسيرة التي مضت على وخز أشواك “الكداد“ أن زج اسمي هو محاولة للتشويش على مسيرة نضالية يعتزون بها كما اعتز وافتخر بها… كنتُ دائماً لا أعير هذه القائمة أي اهتمام عندما أجدها “حايمة“ في القروبات بل كنا نضحك مع الزملاء على تعليقاتهم الساخرة التي تستنكر ورود اسمي فيها بطريقة مختلفة من شاكلة: (كافيت محنك يا ود التاي أتاريك كوز مندس الزمن دا كلو) وهكذا… لم اهتم لأن الانتماء لأي حزب ليس جريمة، كما أن أرشيفي بالنت والصحف الورقية خلال 27 عاماً هو وحده صاحب القول الفصل في تحديد انتمائي ، ولم أهتم لأني كنتُ على يقين أن هناك خطأً ما أو انطباعات أو رغبات أو خلط في الأسماء وقع فيه معدو تلك القائمة ويعزز هذه الفرضية أن كثيراً من الأسماء وردت بها ولا علاقة لها بحزب المؤتمر الوطني مثل الأساتذة: أحمد طه صديق، وعبد المنعم أبو إدريس ، ومعتز محجوب وسيف الدين أحمد، على سبيل المثال لا الحصر…
(2)
أول ظهور لهذه القائمة كان في العام 2011 وسارعتُ وقتها بإصدار بيان ونشرته على صفحتي بالفيس بوك وفي مقالي الراتب ، وأعلنتُ فيه أنني لم يحدث طيلة حياتي أن أنتميت لحزب سياسي لا يمين ولا يسار ولا وسط ولا إلى مذهب ديني ولا طريقة صوفية ولو لثانية واحدة في وقت كان الكثيرون يتظاهرون بالانتماء للمؤتمر الوطني من خلال طريقة كلامهم و(مظهرهم داك الما بخفى عليكم)، ولأن الانتماء لذلك الحزب وقتها “سلاح ترهيب“أما أنا فقد تبرأتُ من تلك القائمة التي ورد اسمي فيها بالخطأ كما أظن، فعلتُ ذلك من أجل التوثيق فقط لأن هذا تاريخ… بل “تبرأتُ“ من “شرف“ الانتماء لأي حزب لأن ذلك لم يحدث في حياتي قط، ليس لأني امقت الأحزاب، وليس هذا تقليل من شأنها، فالحق أني لا أرى غضاضة ولا جريمة في الانتماء لأي حزب سياسي أيَّاً كان، بل أرى أن الانتماء للأحزاب ضرورة تُمليها ظروف الحكم والسياسة وإدارة شؤون الدول ولكن أنا لا رغبة لي في كل هذا، كما أنني أرى أن التحرر من أي قيود تنظيمية لأي صحفي وإعلامي هو الأساس السليم… رفضتُ دعوة عدد من الأحزاب، وأرفض تصنيفي في أي حزب فقط لأنه كذب ولا يمت للحقيقة بأية صلة … الذي ينتمي لأي حزب سياسي لا بد أن يؤمن بمبادئه وسياساته ويدافع عنه ويضحي من أجله ويتصدى لمناوئيه وخصومه ولا يستقيم أبداً أن يتوارى خلف الكواليس كالجبناء ..
(3)
أعود وأقول، لأي شخص الحق في الانتماء لأي حزب أيّاً كان هذا الحزب، فله أن يكون شيوعياً أو بعثياً أو ناصرياً ، مؤتمر وطني، حزب أمة، أو اتحادي، جبهة ثورية ، أو حتى عضواً بأحزاب التوالي، فالانتماء ليس جريمة ولا سُبة ، ونحنُ عندما ننفي صلتنا بالأحزاب قاطبة وحزب المؤتمر الوطني على وجه الخصوص ليس لأن هذه الأحزاب سيئة… فقط لأننا نثبت وقائع ونوثق لحقائق ثابتة ثبات الجبال الراسيات ولا نريد لها أن تخضع للتكهنات والتخمينات أو غيرها.. هذا ما لزم توضيحه للمرة الثانية…… اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة
لا بتسطل ولا بتسكر
ولا بتكركر مع الجندر
انت كوز والف كوز