مرتضى الغالي يكتب عقارات دولارية: ما أحلى التصافي..!!
التكرار يعلمّ.. كثيرين (إلا الفلول) فإنهم يكرهون الحقيقة ويموتون في التدليس (وتلك خديعة الطبع اللئيم)..! ولهذا نريد أن نقول لصحفهم ولصحائفهم ولمن يستمعون إليهم (وللمتعاطفين مع الباطل) بعض معلومات الوثائق مع (هوامش خفيفة) بشأن التباكي على استرداد الدولة لملكيتها من احد شيوخ الحركة وقادة الإنقاذ من خلال مستندات لجنة إزالة التمكين واسترداد أموال الدولة..! والوثائق تغلق الباب على الصراخ سواء من الفلول أو مؤيديهم (من الباطن) والمدافعين عنهم بواقع الحال أو لسان المقال..! فقد ادّعى النائب الأول للمخلوع إنه شيّد من حر ماله العقار (موضوع التباكي) رقم 135 الحارة الأولى الجريف غرب المنشية ومساحته 1,396 متر مربع..! وقبل أن نأتي لحكاية (من حُر مالِه) تقول الوثائق الصماء أن المذكور كان يمتلك قبل صدور القرار القطعة (18) مربع (7) الرياض ومساحتها 600 متر مربع، والقطعة رقم 242 مربوع الجدايد بالباقير ومساحتها 28,496 فدان (28 ألف فدان وزقة) والقطعة رقم 245 بنفس المربوع ومساحتها 20,610 فدان، وقطعة ثالثة بذات المربوع رقمها 248 ومساحتها 14,533 فدان..( وتقول الوثائق إن أسرة النائب الأول سجّلت باسمها القطعة 243 مربوع الجدايد الباقير ومساحتها 14.6 فدان، والقطعة 244 بذات المربع (قطع متجاورات تُسقى بماء واحد) ومساحتها 14,204 (اربعتاشر ألف فدان)…أيش الحكاية)…!
الوثائق تقول إن القرار الصادر من لجنة إزالة التمكين تمّ في يوليو من العام الماضي وقضى باسترداد عقارات من علي عثمان وشركة تأهيل الاستثمار المحدودة وهي شركة أسستها “الحركة الإسلامية” في عام 2005 وتملك معظم أسهمها شركة (هولبورن) التابعة للأمن الشعبي..! وانظر إلى نسبة هذه الشركة إلى (اسم خواجاتي) وليس للصحابة والتابعين بإحسان..! وما نعلمه من (معجم البلدان) أن هولبورن منطقة تقع وسط لندن في دائرة “كامدن” وكانت جزءاً من حي منسوب للقديس اندرو هولبورن راعي “ابريشية” عتيقة تعود إلى عام 1767..!! وكان يشرف على إدارة شركة هولبورن محمد محمد شريف واحمد محمد احمد (معروف بأحمد الشايقي) ويشرف على تصريف مالية الشركة مسؤول مال “الحركة الإسلامية” الهارب محمد محمد شريف وقد تم استرداد أمواله وأصوله، وهو أيضاً المُشرف على الحساب التجميعي لأموال “الحركة الإسلامية” (وما أدراك يا صديقي ما الحساب التجميعي)..! وقد صدر قرار باسترداد أموال واسهم هذه الشركة لصالح وزارة المالية …فهل في ذلك مشكلة..؟!
للتذكير لا التنكير يذكُر الناس أن علي عثمان تحدث مرة على التلفزيون أمام الشعب السوداني وأصرّ أن يذكر رقم مرتبه؛ وقال إن بعض زملائه طالبوه بعدم الحديث عن (المواهي) لكنه قال انه سيعلنه من اجل (الشفافية) وحتى يوضح للناس ضآلة ما يتقاضاه.. والتسجيل موجود (والآلات الحاسبة موجودة أيضاً) ويمكن لأي شخص (تضريب الحساب) كما يشاء ليخرج بحاصل تمويل بناء دار بمبلغ 6 ملايين دولار..حتى مع عدم خصم أي مليم لحساب نفقات المعيشة الأخرى على امتداد سنوات الخدمة..!!
القصة الأغرب أن أسرة علي عثمان لم تسكن بهذا المنزل المُسترد (أبو 6 مليون دولار)..فقد كانت تقيم في منزل آخر..ولكنها انتقلت إليه مؤخراً للإيحاء بأنه مقر سكنها..! والأعجب أن حكومة الإنقاذ كانت تستأجره (من نفسها) وتدفع أجرته حتى سقوطها ليقيم فيه فيصل حسن إبراهيم مساعد المخلوع (وتدفع قيمة الأجرة لمسؤول قيادتها العليا)..!! وهذا ما يجعل كل هذا التباكي المُعلن والمُضمَر وكل هذه الدموع لا محل لها من الإعراب.. وكما يقول المطرب الرائع “عبد الوهاب الصادق” في أغنيته الحلوة “ما أحلى التصافي من بعد التجافي” إن كل هذا الحاصل (أسباب ليهو مافي)..!! اللهم أنت عالم السر والنجوى…!
صحيفة السوداني